الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
104 - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الاريسي المعروف بالجزائري
-أواسط القرن السابع الهجري-
ــ
ومنهم، الشيخ الفقيه، الكاتب الأديب البارع، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن أحمد الاريسي المعروف بالجزائري: هو حفيد الفقيه الجليل أبي عبد الله الأريسي المتقدم ذكره في هذا الكتاب من أدباء الكتاب وهو من نظراء شيخنا أبي عبد الله التميمي في علم النظم والقريض ومن أصحابه، كان حسن النظم والنثر، مليح الكتابة حسن الوراقة في البطاقة، وكان سهل الشعر، وكان كثير التجنيس يأتيه عفوا من غير تكلف، ولأجل ذلك حسن نظمه. وكان مليح التواشيح، أن طال في شعره أعرب، وان اقتصر واقتصد أعجب. وكان شيخ كتبه الديوان ببجاية. وله شعر كثير في كل فن من فنون الشعر، ومن نظمه رحمه الله:
يا من على جوده المعهود أتكل
…
ويا ملاذي إذا ضاقت بي الحيل
غرقت في بحر آثامي فخذ بيدي
…
وامنن بعفو فاني خائف وجل
وله أيضا:-
أدرها فقد هب نسيمة دارين
…
ونم بسر الروض نشر الرياحين
وقام خطيب الورق يدعو هزيله
…
وغنى فأغنى عن ضروب التلاحين
وذكر أيام الصبابة والصبا
…
ولذة عيش كان لي غير ممنون
فثار كمين الوجد من مستقره
…
وبحت بسر بين جنبي مخزون
قيا ساكني نجد أأطرق حيكم
…
وارجع مغلوبا بصفقة مغبون
ويا ساكني الجرعاء أن كان عندكم
…
نصيب من الصبر الجميل فراسوني
تركت فؤادي عند خيمة زينب
…
وما سحر عينيها علي بمأمون
أغارت عليه حين لم يلف ناصرا
…
وأغرته بي حتى تعلم يجفوني
فكم خلت أن الحب لا يستفزني
…
وأن التصابي خلقة لا تواتيني
وكم صنت عن نظم القريض وصنته
…
إلى أن رأت عيني، علي بن ياسين
وله أيضا:
لعلك بعد الهجر تسمح يا بدر
…
بوصل فقد أودى بمهجتي الهجر
أبيت كما ترضى الكآبة والأسى
…
وأضحى كما تهوى الصبابة والفكر
إذا قنطت نفسي ينادي بها الرجا
…
رويدك كم عسر على إثره يسر
وإن ذكرت يوم الفراق تقطعت
…
علائق آمال يرحمها الذكر
ولا أنس يوما للسرور وبيننا
…
عتاب كبرد الماء لكنه الجمر
ولا كأس إلا ما سقاني به اللمى
…
ولا نقل إلا ما حباني به الصدر
تقول وقد مالت بمعطفها الطلا
…
وخفت لأن تخطو فأثقلها السكر
وقد جاذبت ريح الصبا فضل مرطها
…
فأومض لي برق تضمنه الثغر
أمن يومنا بالجزع أنت موله
…
تفيض من الاماق أدمعك الحمر
دع العتب فالعتبى أحق بيومنا
…
وعد عن الشكوى فقد قضي الأمر
علمنا وإن لم يعلم الحب إنه
…
ذلول الهوى صعب وحلو النوى مر
وليل اللقاء صبح وصبح النوى دجى
…
وشهر الرضى يوم ويوم النوى شهر
فو الله ما ادري لطيب حديثها
…
اضمن سحرا لفظها أم هو السحر
فيا حبذا يوم فقدت به الحجى
…
وودعني إذ ودعت شمه الصبر
خليلي قولا أن بدا لكما الحمى
…
أهيل الحمى مشغوفكم مسه الضر
على م تناسيتم حديث عهودكم
…
وليس له ذنب وليس له عذر
أهيل الحمى منوا بطيف خيالكم
…
عسى نلتقي أو يلتقي النوم والشفر
بما بيننا لا تقبلوا من وشاتنا
…
فما ضاع لي ود وما ذاع لي سر
فكم رمت أن أقضي فريضة حقكم
…
فلما أردت السعي أثقلني الوزر
ومن نظمه رحمه الله:
أهل الحمى لكم عن قصتي خبر
…
وان ليلى بليلي كله سهر
وفي ضلوعي نيران يضمرها
…
دمع على صفحات الخد ينهمر
لما رأيت بدور الحي سافرة
…
عن النقاب بدا لي إنه السفر
ولا عوامل إلا من قدودهم
…
ولا صوارم إلا ما انتضى الحور
سألتك الله يا حادي المطي بهم
…
رفقا علي لعل الصدع ينجبر
كرر علي فلي قلب يميل إلى
…
حديث من قتلوا من ومن أسروا
وأنت يا سعد أن غنت ظباؤهم
…
قفف تعاين فؤادي كيف ينفطر
ورب ليل بليلي بت أسهره
…
وحسدي نوم والليل معتكر
تبدو كشمس الضحى تعلو قضيب نقا
…
وتنثني مثل غصن فوقه قمر
تقول والحسن يطغيها فتظلمني
…
ولا موازر إلا صارم ذكر
دع الحسام وضع حمل السلاح فما
…
في كل وقت يفيد الحزم والحذر
ما للمهند حكم في محلتنا
…
بل للمهند فيها الحكم والنظر
وللظبا فتكات بين أرحلنا
…
ترنو وتعنو الظبي المضروبة البتر
فإن طمعت بلين في لواحظنا
…
فنحن أهل قلوب مثلها الحجر
وإن حلت لك ألفاظ نرددها
…
ما بيننا فهناك الصاب والصبر
إنا لنجرح من ألحاظ مبصرنا
…
لكننا من سواد القلب ننتصر
فارحم شببك وارحل دون مغلبة
…
واقبل من الحسن ما أعطاكه النظر
فعندها أيقنت نفسي لغيبتها
…
وأقسمت مهجتي أن لست أصطبر
وقمت ألقط من ألفاظها دررا
…
وانظم السحر حتى أقبل السحر