الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
36 - أبو العباس الجدلي الشريف
-القرن السابع الهجري-
ــ
ومنهم، الشيخ الفقيه الفاضل المحدث، الجدلي الحكيم المحصل، أبو العباس الجدلي الشريف هو من أهل اصبهان، ودخل بلاد المشرق والصين والهند والعراقين، العربي والعجمي، وبلاد الدروب، ثم أقام الله في خاطره دخول المغرب فوصل إلى افريقية في خلافة المستنصر بالله رحمه الله، فنمى إليه خبره واستحضره وحضر معه بين يديه بعض الطلبة فسأله عن البلاد التي دخلها وعن الغرائب التي اطلع عليها، فذكر له ما حضره.
ومن جملة ما ذكر، إنه رأى في بلاد الهند صبغة إذا خضب بها الخاضب يقيم ثلاثين سنة لا يفتقر إلى خضاب، وكان من جملة الحاضرين بالمجلس أبو الحسن المروزي من فضلاء الأطباء، فأنكر هذه القضية وأنكرها الخليفة، وهي بواجب أن تنكر، لأن هذا أما أن يمنع النمو ويحيل الطبيعة أو وجه غير هذين، والكل مستحيل، فكأنه سقط من عين الخليفة بهذه الحكاية، ولكنه ذكر لي أن المجلس انفصل على وقوع النظر في القضية وعلى أن يكتب فيها كل
من له علم بما يظهر له، وان مدعيها كتب فيها كتابا ولكنه لم يقع عليه اطلاع، ولا وقع للخليفة به بعده اجتماع.
وذكر لي أن الخليفة سأله في ذلك المجلس عن قصد وجهته فقال له: جئت في طلب أخ لي بالمغرب، وألغز في هذا عليه لأنه إنما كان للإمامة، والأخ الذي أشار إليه بالمغرب، هو الإمام المهدي رضي الله عنه.
ثم انفصل من افريقية وورد على بجاية وأقام بها مدة، ثم انفصل إلى المغرب. وذكر لي القاضي الفاضل أبو عبد الله ابن يعقوب إنه اجتمع به بسبته ومنها انفصل لدرعة وتوفي بالمغرب رحمه الله.
وكان عالما بجدل العميد محكما له، باحثا على طريقته، ووقفت من تقييده في أصول الدين على مقال محكم الإيراد، عر عن الانتقاد. رحمه الله تعالى.