الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
25 - أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم السجلماسي
-القرن السابع الهجري-
ــ
ومنهم، الشيخ المتصوف، الصالح العابد الزاهد، الولي المتخلي، أبو عبد الله محمد ابن أبي القاسم السجلماسي. لقي مشيخة فاضلة بالمغرب والمشرق، وأجل من يعتمد عليه الشيخ أبو محمد صالح رضي الله عنه، لقيته، قال بالمغرب ولزمته وأقمت في خدمته مدة، واخبرني إنه بقي أربعة أعوام على صورة المحرم بوزرة في وسطه وشملة على كتفيه، في خدمة الشيخ أبي محمد رضي الله عنه إلى أن ظهرت له الأسرار وتجلت له الأنوار.
وكان قويا في علم التوحيد، وكان يرى أن التوصل إلى الحقائق إنما هو بالتوحيد، والترقي إلى أعلى المراقي إنما هو في التوحيد، ولا جرم أن هذا هو الأمر السديد، لأن أول الأمر إنما هو التوحيد، وآخره إنما هو التوحيد، ومصداق ذلك قوله عليه السلام: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللهوقوله عليه السلام: أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا اللهومنتهى الأمر قوله عليه السلام: من مات وهو يعلم لا إله إلا الله دخل الجنةفالتوحيد عصمة في الدنيا وعصمة في الآخرة، وهو مطلوب ابتداء وانتهاء وما بينهما.
وكان رحمه الله، إذا وقع الاجتماع به، يشير بالسبابة والوسطى مفتوحتين ويقول: الدخول من ها هنا، يشير إلى أنها "لام ألف" وإنه يشير بها إلى "لا إله إلا الله" وكان يحض على أن يكون هجيرا للإنسان "لا إله إلا الله" وهذه
إشارة إلى جلال أبي بكر رضي الله عنه، وكان أيضا يشير أحيانا بأن يكون الهجيرلا إله إلا الله الحق المبين. وكان يرى أن اسم الله الأعظم هو في قوله "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وكثيرا ما يذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا إله إلا الله حصني من دخله أمن من عذابي) قلت وهذه المعاني كلها إنما هي التوحيد. وكان زاهدا لا يملك من الدنيا شيئا ولا يلتفت إلى الملك والملك ولا غير ذلك.
وصحبته كثيرا وأخذت عنه واستفدت منه، وهو أحد من أخذت طريق التصوف عنه، عن الشيخ أبي محمد صالح، عن الشيخ أبي مدين، عن الشيخ أبي يعزى، عن مشائخهم رضي الله عنهم، وسند ذلك عندي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. توفي بقلعة بني حماد، وقبره مزور متبرك به، رحمه الله ورضي عنه.