الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
94 - أبو علي الحسن بن موسى بن معمر
ــ
ومنهم، الشيخ الفقيه، القاضي العدل الفصيح، الأديب اللافظ، أبو علي الحسن بن موسى بن معمر من افريقية. كان أديبا لبيبا، لسنا فقيها فصيحا، مليح الحكاية بارع الخط حسن النظم والنثر، وهو من خواص أصحاب الفقيه العالم أبي زكرياء البرقي.
كان من العدول المرضيين بحاضرة افريقية، وكان صاحب العلامة المستنصرية وكان له عند المستنصر حظ، وتوجه عنه في الرسالة لبعض ملوك المغرب، وكان المستنصر يستظرف حديثه ويعجبه، وكان يوم دخوله عليه وجلوسه عنده يطول الأمر على الواقفين بين يديه، فلا يكون عليهم أشد من ذلك اليوم وما كان ذلك إلا لاستحسانه حديثه واستظرافه إياه.
ولى قضاء بجاية فحسنت فيه سيرته، واستحسنت طريقته. وكان محببا للناس مشكورا عندهم.
وسمعت ممن وثقت بحديثه، إنه لما وفد على المستنصر من وجهته التي وجهه فيها لملك النصارى، وقف على الأجوبة التي وصل بها فأنكر بعض الأجوبة لإنكاره المسائل التي ترتب الجواب عليها وقال له: ما قلت لك هذا، فقال له: هكذا سمعت منكم، والتزم هو الجزم على إنه كذلك كان.
قال، وانفصل من بين يديه وهو مغضب عليه، وبعد أيام كتب بهذين البيتين اللذين اذكرهما بعد، وبعث بهما لأبي القاسم ابن الشيخ فوافق أن يناظرهما بين يدي المستنصر، وكان لا يقرأ بين يديه شيء إلا سأل عنه، فسأل ما الذي يقرأ فأوقفه عليهما وهما:-
واحسرتي في مقام بين أظهركم
…
قوم رجاؤهم باليأس مفضوح
صدوا وسدوا عن المضطر بابهم
…
وما دروا أن باب الله مفتوح
فذرفت عينا أمير المؤمنين رضي الله عنه، وأظهر له وجه البر والرضى، وغفر له وعفا عما مضى، والبيت الثاني منها مليح القصد، وأما الأول فظاهر فيه وجه النقد.