الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 - أبو العباس أحمد بن محمد بن حسن بن محمد بن خضر الصدفي الشاطبي
…
674هـ
…
1276م
ــ
ومنهم، شيخنا الشيخ الفقيه المقرئ المحصل الرواية، الضابط المتقن المجود أبو العباس أحمد بن محمد بن حسن بن محمد بن خضر الصدفي الشاطبي، لقي المشائخ ببجاية، أبا بكر ابن محرز وأبا عثمان ابن زاهر وأبا عبد الله الابار وأبا المطرف ابن عميرة وأبا بكر ابن سيد الناس وأبا الحسن ابن السراج وأبا عبد الله بن عبد الرحمن بن برطلة، وأبا الحسن ابن أبي نصر وغيرهم. وأجاز له أبو زكرياء يحيى بن أبي بكر بن عصفور العبدري التلمساني والقاضي أبو القاسم أحمد بن محمد بن بقي والحاج أبو بكر ابن محمد بن عبد الله بن داود بن مطروح الشريشي وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خلف المري وأبو يحيى عبد الرحمن ابن
عبد المنعم الخزرجي (عرف بابن الفرس) وأبو بكر ابن طيب العتقي المرسي وأبو زيد عبد الرحمن بن عمر اليزناسني، وأبو العباس أحمد بن يوسف بن فرتون السلمي الفاسي نزيل سبتة، وغيرهم من فضلاء الأشياخ، له رواية واسعة ومعروفة بالقراءات، ما رأيت أتقن منه في القراءات ولا أضبط منه في طريق الروايات.
ألف كتابا في "مرسوم الخط" وهو كتاب حسن كثير الفائدة، وألف أيضا جزءا في بيان "تمكين ورش" حروف المد واللين الثلاثة، الألف والواو والياء إذا تقدمتهن الهمزة، وألف أيضا جزءا آخر في بيان مذهب ورش في تفخيم اللام وترقيقها.
كان رحمه الله، ناصحا مجدا مجتهدا، يرغب الطالب في الأخذ عنه ويعينه على ذلك، ولم يكن له عمل سوى الاشتغال بالقرآن على حال عفاف ونسك، وتخلى عن الناس إلى أن توفى رحمه الله.
روينا عنه بعض كتب الحديث، واستفدنا منه بالمشافهة في علم القراءات، وفي طريق الضبط ما حصلت به المنفعة بفضل الله، وقل ما كان بخير في طريق القراءات إلا بعد التحصيل الجيد لأنه كان مشددا في هذا المعنى، ولم يكن عنده فيه من المسامحة شيء.
حدثنا أبو العباس أحمد بن خضر قال: أنشدني أبو محمد ابن برطلة الخطيب ببجاية لنفسه:
أسلمني للبلى وحيدا
…
من هو في ملكه وحيد
قضى علي الفناء حتما
…
فلم يكن عنه لي محيد
وكيف يبقى غريق ترب
…
بذاته أو لا صعيد
يعيده آخر إليه
…
من نعته المبدئ المعيد
وله أيضا:
أيا ناظرا نحوي ترحم لراحل
…
أتته المنايا في ثياب مقيم
فلم يلتمس زادا سوى حسن ظنه
…
ومن يرتضي زادا لقصد كريم
حدثنا أبو العباس ابن خضر عن الخطيب أبي بكر ابن سيد الناس عن أبي العباس ابن مقدام عن الحافظ أبي بكر ابن العربي قال: قال لي محمد بن
عبد الملك الواعظ حجبنا مع أبي الفضل الجوهري فلما دخلنا على باب بني شيبة، أخضل دمعه، وجعل عند ما رأى الكعبة وعليها أنماط الديباج ذات الحوك الفائق والرواء اللائق ينشد:
ما علق الدر على نحرها
…
إلا لما يخشى من العين
تقول والدر على نحوها
…
من علق الشين على الزين
وحدثنا أبو العباس، عن أبي الحسن ابن السراج، عن أبي محمد ابن عبيد الله الحجري، عن القاضي عياض بن موسى بن عياض عن أبي الحسن علي بن
أحمد بن علي بن عبد الله الربعي المقدسي الشافعي التاجر، قال: لقيته بسبتة وحدثني بأشياء وأجازني جميع رواي عن شيوخه أبي إسحاق الشيرازي وأبي بكر الخطيب وذكر لي أن الخطيب أجازه جميع كتبه وروايته، وإنه سمع منه بعض تصانيفه، ومن جملة ما حدثنا عن الخطيب قال: حدثنا الحسين بن محمد حدثنا أبو بكر محمد بن محمد الجرجاني حدثنا الحسين بن أحمد
الكاتب بهمذان، حدثنا نفطويه قال: كنت عند المبرد فمر بنا إسماعيل بن إسحاق فوثب إليه وقبل يده وأنشد:
فلما بصرنا به مقبلا
…
حللنا الحبا وابتدرنا القياما
فلا تنكرن قيامي له
…
فإن الكريم يجل الكراما
قال القاضي عياض: وأخبرنا رحمه الله عن الخطيب قال: قال له رجل اكتب العلم ولا يعلم ما كتب، مالك إلا طول أرقك، وتسويد ورقك، قال: وحدثنا الخطيب قال: حدثنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا عبيد الله ابن محمد
المقرئ حدثنا أبو بكر الصولي حدثنا جبلة بن محمد حدثنا أبي قال: جاء رجل إلى ابن شبرمة فسأله عن مسألة فعبرها له، فقال لم أفهم، فأعاد فقال لم أفهم، فقال أن كنت لم تفهم لأنك لم تفهم، فتفهم بالإعادة، وإن كنت لم تفهم، فهذا داء لا دواء له.
وحدثنا أيضا عن أبي زكرياء ابن عصفور، عن أبي الحسن صاحب الصلاة، عن أبي محمد عبد الحق الاشبيلي قال: أنشدني لنفسه:
لا يخدعك عن دين الهدى نفر
…
لم يرزقوا في التماس الحق تأييدا
عمي القلوت عروا عن كل معرفة
…
لأنهم كفروا بالله تقليدا
وتوفي أبو العباس أحمد بن خضر ببجاية يوم السبت الموفى عشرين لذي حجة عام أربع وسبعين وستمائة.