الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
105 - أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد السلام
-القرن السابع الهجري-
ــ
ومنهم، الشيخ الفقيه، الكاتب الأديب البارع، أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد السلام أصله من تدلس وسكن بجاية ولقي المشائخ وبرع في الأدب، وله علم بالتاريخ وله حظ من الفقه، ولي القضاء ببعض اكوار بجاية، وما كان يحب أن ينسب إلا إلى إنه من الفقهاء لا من الأدباء، ولكن الغالب عليه إنما هو الأدب، وكان له سمت حسن واستحسان، وكانت عقائده أحسن العقائد، وكان له حظ في علم الطب علمية وعملية، وكان مزاولا ومعالجا، وله خط بارع، وكتابة حسنة، وأشعار مطولات، ومختصرات رائقة. ومن شعره:-
ولو لم ينبني غير أني أحبه
…
سعدت بذاك القدر عمري ولا أشقى
كفى بي عزا إنه لي سيد
…
وأني عبد لا أريد له عتقا
وما لي والعتق المكدر عيشتي
…
رضيت بأن أبقى لمن شفني رقا
فلم يبق مني غير نفس رقيقة
…
تميل لأن أهوى من الحسن ما رقا
وبي رشأ يحوي الملاحة حسنه
…
يريك خفي السر جهرا وإن رقا
يخالط مني الروح حتى كأنني
…
أرى مخ عظمى في الهوى يرى قد دقا
بحسبي التلذاذا بالذي هو صانع
…
وما من عناء في محبته ألقى
وصبري على ذل الغرام وهونه
…
وما زاد من حمل علي وما ألقى
وإني لراض أخذه من حشاشتي
…
دما رمق بعض الحياة به أبقى
وإن يبقى لي مما استباح بقية
…
فرق له تلك البقية ما أبقى
ألا بأبي من لا أرى في الهوى سوى
…
محياه شمس أو سنا ثغره برقا
ولا خمر إلا من لماه ولحظه
…
ولا غصن إلا القد لا ما ارتقت ورقا
ولا زهر إلا من رياض بخده
…
بماء النعيم اعتاد ناظره يسقى
تخال به الخيلان حسا حوارسا
…
كمائم ورد صدر مئزرها شقا
هناك يهون الصعب في بذل مهجة
…
يميل لما أهواه حتما وان شقا
ويجتمع الضدان نار وأدمع
…
فلا كبد تروى ولا عبرة ترقى
لئن لدغت قلبي عقارب صدغه
…
فريقته الترياق لي وبها أرقى
تهوم هواه البحر والبحر زاخر
…
ترى مهج العشاق في لجج غرقى
ولي مذهب في عشقه وطريقة
…
مسالكها في الحب لا تشبه الطرقا
حلوم ذوي الأحلام تسبي لأنها
…
يلاحظ منه السر لا الخلق والخلقا
تعلمت من عينيه عشقى لحسنه
…
فلله ألحاظ تعلمني العشقا
فلو أن هاروتا رأى سحر ظرفه
…
أقر بأن السحر من لحظه اشتقا
ولو أن عشاق الجمال كما أرى
…
رأوه لهاموا عند رؤيته شوقا
وكل محب في الجمال يرى به
…
إلى العالم العلوي همته ترقى
عسى الرفق بي يوما يمر بباله
…
قصارى مرام العبد من ملك رفقا
فيا طامعا في الوصل منه تسل، هل
…
سمعت بإشراك تصاد بها العنقا
وله هذا التخميس المركب على هذه القطعة القافية، وهذه القطعة كان بعض الأدباء من المشرق يزعم أنها له وأنشدناها، وسئل أبو عبد الله ابن عبد السلام تخميسها فخمسها ولا بأس به، وان ظهر في بعض أشطاره تباين مع الأصل، فإذا أرجع البصر صلح النظر:-
أعاذلتي فيم الملام ترفقي
…
أما هذه آثار سر التشوق
تلوح فتغني عن عبارد منطق
…
حنانيك قد حنت إلى البان أينقي
ومن أين لي أن يرجع الركب نلتقي
تقولين تبكي أن نأيت عن اللوى
…
ولم لا وثم القلب رهنا لدى الهوى
ومن شفني ما رام عذرا ولا نوى
…
وقد كنت ابكي قبل أن يبرق النوى
وبي فرق من اجل يوم التفرق
ولما شجاني فاستزدت علاقة
…
حمامة أيك تجلب الشوق طاقة
بنوح أراق الدمع مني إراقة
…
سبكت لها حب الفؤاد حداقة
فأصبح طوقا فوق جيد مطوق
لقاضي الهوى حكم لظلمى تعرضا
…
أسال دموعي مذهبا ومفضضا
رضيت بما يقضي وان جار في القضا
…
وسائلة ما بال دمعك أبيضا
فقلت لها يا عار هذا الذي بقي
عهود الصبا ولت وأدبر عصره
…
وليلى شبابي قد تبلج فجره
فلا تنكري حالا تحول أمره
…
ألم تعلمي أن البكا طال عمره
فشابت دموعي عند ما شاب مفرقي
ديار لسلمى جادك القطر فاسلمي
…
فكم ظل دمعي في ربوعك ينهمي
هواك برى جسمي وأنحل أعظمي
…
وعما قليل لا دموعي ولا دمي
ولم يبق إلا زفرتي وتحرقي وله هذه الأبيات من قصيدة مطولة حسنة اختصرت منها هذه لطولها:
شمس السعادة لا سنى النبراس
…
حلت بأفق على بن سيد الناس
وبطائر اليمن ارتقت لسمائه
…
تختال بين كواكب أخراس
من معشر بذل النوال شعارهم
…
وهم الأسود لدى احتدام الناس
يذكون نيران الوغى بأسنة
…
ولدى القرى يذكون بالاقباس
حب القلوب نثاره وكباؤه
…
نسمات جودك لا نسيم الآس
وشماعه شهب الكواكب زينت
…
أفق العلى وحمته من أرجاس
وهو الربيع وزهر سعدك اقبلا
…
يتصافحان بروضة مقياس
فأهنا بشمس الدجن يا قمر الدجي
…
وانعم بطيب العيش والايناس
والبس رداء الفخر جرر ذيله
…
أنت المحلى بالعلى والكاس
واشرب صبوحك من سعودك واغتبق
…
خمر المسرة روقت في الكاس
فلك الفخار على الأنام بسؤدد
…
أورثته فبنيت فوق أساس