المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌7 - أبو محمد عبد الحق بن ربيع بن أحمد بن عمر الأنصاري - عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية

[الغبريني]

فهرس الكتاب

- ‌كلمتنا

- ‌مقدمة

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌عنوان الدرايةفيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية

- ‌ذكر الأشياخ الثلاثةومن يستطرده ذكرهم معهم رضي الله عنهم

- ‌1 - أبو مدين شعيب بن الحسين الأندلسي

- ‌2 - أبو علي حسن بن علي بن محمد المسيلي

- ‌3 - أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن سعيد بن إبراهيم الازدي الاشبيلي

- ‌4 - أبو طاهر عمارة بن يحيى بن عمارة الشريف الحسني

- ‌5 - أبو عبد الله العربي رضي الله عنه

- ‌6 - أبو الفضل ابن محمد بن علي بن طاهر بن تميم القيسي

- ‌7 - أبو محمد عبد الحق بن ربيع بن أحمد بن عمر الأنصاري

- ‌8 - أبو محمد ويكنى أبا فارس عبد العزيز بن عمر بن مخلوف

- ‌9 - أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر بن عبادة القلعي

- ‌10 - أبو عبد الله محمد بن الحسن بن ميمون التميمي القلعي

- ‌11 - أبو العباس أحمد بن خالد من أهل مالقة

- ‌12 - أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد الأموي

- ‌13 - أبو الحجاج يوسف بن سعيد بن يخلف الجزائري

- ‌14 - أبو عبد الله محمد بن صالح بن أحمد الكناني

- ‌15 - أبو العباس أحمد بن محمد بن حسن بن محمد بن خضر الصدفي الشاطبي

- ‌16 - أبو العباس أحمد بن عيسى بن عبد الرحمن الغماري

- ‌17 - أبو القاسم بن أبي بكر اليمني

- ‌18 - أبو العباس أحمد بن عثمان بن عجلان القيسي

- ‌19 - أبو زكرياء يحيى بن زكرياء بن محجوبة القرشي السطيفي

- ‌20 - أبو الحسن عبيد الله بن عبد المجيد بن عمر بن يحيى الازدي

- ‌21 - أبو محمد عبد المجيد بن أبي البركات بن أبي الدنيا الصدفي الطرابلسي

- ‌22 - أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن يوسف بن عتيق الغساني

- ‌23 - أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الخزرجي الشاطي

- ‌24 - أبو العباس أحمد بن محمد بن حسن ابن الغماز الأنصاري

- ‌25 - أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم السجلماسي

- ‌26 - أبو الحسن علي بن محمد الزواوي

- ‌27 - أبو زكرياء يحيى بن أبي علي المشتهر بالزواوي

- ‌28 - أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد المعافري القلعي

- ‌29 - أبو محمد عطية الله بن منصور الزواوي اليراتني

- ‌30 - علي بن أبي نصر فتح بن عبد الله

- ‌31 - أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم الحرالي التجيبي

- ‌32 - أبو عبد الله محمد بن علي الطائي الحاتمي الشهير بسيدي محي الدين بن عربي

- ‌33 - أبو الفضل قاسم بن محمد القرشي القرطبي

- ‌34 - أبو زكرياء المرجاني الموصلي

- ‌35 - تقي الدين الموصلي

- ‌36 - أبو العباس الجدلي الشريف

- ‌37 - أبو النجم هلال بن يونس بن علي الغبريني

- ‌38 - أبو عبد الله محمد بن علي القصري

- ‌39 - أبو العباس أحمد بن عثمان بن عبد الجبار المتوسي الملياني

- ‌40 - أبو عبد الله ابن شعيب

- ‌41 - أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن فتوح النفزي

- ‌42 - أبو محمد عبد الله الشريف

- ‌43 - أبو الحسن علي الشهير بابن الزيات

- ‌44 - أبو تمام الواعظ الوهراني

- ‌45 - أبو علي عمر بن عبد المحسن الوجهاني الصواف

- ‌46 - أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن قاسم الأنصاري عرف بابن السراج

- ‌47 - أبو إسحاق إبراهيم بن ميمون بن بهلول الزواوي

- ‌48 - أبو تميم ميمون بن جبارة بن خلفون البردوي

- ‌49 - أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفهري المشتهر بالأصولي

- ‌50 - أبو العباس محسن بن أبي بكر بن شعبان

- ‌51 - أبو بكر عبد الكريم بن عبد الملك بن عبد الله بن طيب الازدي عرف بابن يبكي

- ‌52 - أبو عبد الله محمد بن عمر بن صمغان

- ‌53 - أبو عبد الله ابن أمة الله

- ‌54 - أبو جعفر ابن أمية

- ‌55 - أبو عبد الله محمد بن علي بن حماد بن عيسى بن أبي بكر الصنهاجي

- ‌56 - أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد السلامعرف بابن الطير

- ‌57 - أبو زيد عبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي الصقلي المعروف بابن الحجري

- ‌58 - أبو محمد عبد الله بن محمد بن يحيى الاغماني

- ‌59 - أبو عثمان سعيد بن عبد الله المعروف بالجمل

- ‌60 - أبو علي عمر بن مالك المرساوي

- ‌61 - أبو الحسن علي بن عمران بن موسى الملياني عرف بابن أساطير

- ‌62 - أبو علي منصور بن أحمد بن عبد الحق المشدالي

- ‌63 - أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الخطيب

- ‌64 - أبو محمد عبد الوهاب بن يوسف بن عبد القادر

- ‌65 - أبو زيد عبد الرحمن بن علي بن أبي دلال

- ‌66 - أبو محمد عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن سبعين المرسي

- ‌67 - أبو الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري

- ‌68 - أبو العباس أحمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن عثمان التميمي الخطيب

- ‌69 - أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن عثمان التميمي

- ‌70 - أبو محمد عبد الله بن حجاج بن يوسف

- ‌71 - أبو محمد عبد الكريم بن عبد الواحد الحسني

- ‌72 - أبو محمد عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الاريسي

- ‌73 - أبو علي بن عزون السلمي

- ‌74 - أبو الحسن علي بن عبد الله الأنصاري

- ‌75 - أبو عبد الله محمد بن محمد بن الحسين الخشني

- ‌76 - أبو زكرياء يحيى بن علي بن حسن بن حبوس الهمداني

- ‌77 - أبو إسحاق بن العرافة

- ‌78 - أبو سعيد ابن تونارت الدكالي

- ‌79 - أبو زيد عبد الرحيم اليزناتني

- ‌80 - أبو زكرياء يحيى بن أبي الحسن اللفتني

- ‌81 - أبو سليمان داود بن مطهر الوجهانى

- ‌82 - أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد ين أبي بكر ابن السطاح

- ‌83 - أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنجلاتي

- ‌84 - أبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي بكر المنصور القلعي

- ‌85 - أبو علي عمر بن أحمد العمري

- ‌86 - أبو الخطاب عمر بن الحسن بن علي بن دحية الكلبي

- ‌87 - أبو الربيع سليمان الأندلسي المعروف بكثير

- ‌88 - أبو عبد الله محمد بن اراهيم الوغليسى

- ‌89 - أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن محمد الزهري ويعرف بابن محرز

- ‌90 - أبو عثمان سعيد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن زاهر الانصاري البلنسي

- ‌91 - أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد بن محمد ابن سيد الناس اليعمري الاشبيلي

- ‌92 - أبو المطرف أحمد بن عبد الله بن محمد بن حسين بن عميرة المخزومي

- ‌93 - أبو عثمان سعيد بن حكم بن عمر بن حكم بن عبد الغني القرشي

- ‌94 - أبو علي الحسن بن موسى بن معمر

- ‌95 - أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بكر القضاعي الشهير بابن الابار

- ‌96 - أبو محمد بن علوان

- ‌97 - أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله المعافري

- ‌98 - أبو الحسن علي بن مؤمن بن محمد بن علي الحضرمي عرف بابن عصفور

- ‌99 - أبو محمد عبد الحق بن يوسف بن حمامة الغبريني

- ‌100 - أبو الحكم مروان بن عمار يحيى

- ‌101 - أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله [بن موسى] بن سليمان بن علي بن عبد الملك بن يحيى بن عبد الملك بن الحسن بن عميرة بن طريف بن اشكورنة الازدي

- ‌102 - أبو محمد عبد الله بن نعيم الحضرمي القرطبي

- ‌103 - أبو علي حسن بن الفكون

- ‌104 - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الاريسي المعروف بالجزائري

- ‌105 - أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد السلام

- ‌106 - أبو جعفر أحمد بن يوسف القهري اللبلي

- ‌107 - أبو العباس أحمد بن محمد القرشي الغرناطي

- ‌108 - أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد المعروف بابن الجنان

- ‌برنامجمشيخة المؤلف

الفصل: ‌7 - أبو محمد عبد الحق بن ربيع بن أحمد بن عمر الأنصاري

‌7 - أبو محمد عبد الحق بن ربيع بن أحمد بن عمر الأنصاري

675هـ.

1285م.

ــ

فمنهم شيخنا الفقيه، الإمام العالم المحصل، المحقق المجيد، الصوفي المجتهد، أبو محمد عبد الحق بن ربيع بن أحمد بن عمر الأنصاري. أصله من "أبدة" وجده عمر هو الواصل إلى بجاية مستوطنا.

ولد ببجاية وقرأ بها ولقي مشائخ، وكان رحمه الله روح بلده ومصره، وواسطة نظام أهل زمانه وعصره، كان يحمل فنونا من العلم، الفقه والأصلان، أصول الدين وأصول الفقه والمنطق والتصوف، والكتابتان الشرعية والأدبية، والفرائض والحساب، وكان ابن مقلة زمانه، له خطوط جملة وهو في كل واحد منها ابن مقلة زمانه، كان يكتب الشرقي والغربي على فنون من ريحاني وتحساني وديواني وغير ذلك من أنواعه، ومن أبدع حاله في خطة إذا بدأ بنوع حكم عليه إلى آخره حتى لا يوجد فيه حرف واحد من غيره، ولقد رأيت كثيرا ممن يشارك بين خطين فيختلط كتبه.

وكانت له رحمه الله أخلاق حسان لم تكن لغيره، وكانت فيه دعابة مستحسنة مستطرفة، وكان من أملح الناس نادرة على طريقة أمثاله من

ص: 57

فضلاء أهل العلم والتخلق، وكان إذا اثني عليه بحسن الخلق يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن" ومن لم يكن عنده أول ما يوضع في الميزان لم يكن عنده غيره، لأن هذا إنما يجري مجرى الأساس.

تخطط في بلده بالعدالة، وكانت له صفة، وناب عن القضاة في الأحكام مطلقا، وكان هو المشاور عندهم والمعول على ما عنده، وهو كان القاضي على القضاة بالحقيقة لأن مرجع أمرهم إنما كان إليه. وكان له باطن سليم، سمعته رحمه الله يقول "والله ما بت قط وفي نفسي شر لمسلم" فجزاه الله عن نيته، وعامله بالحسنى عن طويته. وكان مسمتا مفوها، حسن العبارة مليح الإشارة، أربى في وثيقته على من تقدم، لو رآه أبو الحسن علي بن يحيى القاسم لأتبعه، ولقد رأيت الشيخ أبا محمد عبد الحق بن سبعين رحمه الله أثنى عليه في بعض كتبه ثناء حسنا، وذكر حاله في الوثيقة، وذكر بعض كتبه في وثيقة ابتياع سفينة فقال: إنه كتب فيها، فقال:"اشترى فلان من فلان السفينة الفلانية بجميع ما يحتاج إليه جارية وراسية: وأعجبه هذا من كتبه، وهذه واحدة من آحاد، وفرد من جملة أفراد" والوثيقة مع هذا إنما هي صفة من صفاته، وإحدى من حاجاته، ولما كانت معرفته باللسان وبمواقع المعاني مجملة ومفصلة، وبالأحكام كلية وجزئية على حال إحاطة، تقدمت وثيقته الوثائق وأماطت الشبه والعلائق.

وسمعت عن الفقيه أبي المطرف ابن عميرة إنه قال: أما الكتابة الأدبية

ص: 58

فنحن فيها وإياه على نسق، وأما الشرعية فقد انفرد بها الناس "ولولا الإطالة لذكرت من كتابته الأدبية والشرعية ومن ظرائف أخباره وملح آثاره مما رأيت وشاهدت، ما تصغي له الآذان ويسعد به الفؤاد والجنان".

ولقد أجيبت فيه دعوة أبيه، سمعت إنه لما حج دعا له حيث يجب، فقال يا عبد الحق رزقك الله لفظا وخطا، فكان كذلك. وقد نظم في مدة قراءته على الشيخ أبي الحسن الحرالي القصيدة الصوفية، وكانت من نحو خمسمائة بيت، فلخصها له الشيخ رحمه الله لهذه الأبيات انتقاها منها وترك ما عداها وهي:

سفرت على وجه الجميل فأسفرا

وبدا هلال الحسن منها مقمرا

ودنت فكاشفت القلوب بسرها

وسقت شراب الأنس منها كوثرا

ورأيتها في كل شيء أبصرت

عيناي حتى عدت كلي مبصرا

وسمعت نطق الناطقين فكلهم

بالحمد والتسبيح عنها أخبرا

وبها ركبت زواخرا من حبها

ولبست سر السر ثوبا أحمرا

وبها فنيت عن الفناء وغصت في

ماء الحياة مسرمدا ومدهرا

في الماء يظهر كل شيء كائن

وبه يرى مثل الوجود مصورا

وأنا أرى في كل ماء ماءه

ورأى وراء الماء ماء آخرا

فإذا وصلت به إليه فراجعن

تلك المنازل نقله متنكرا

فمتى أردت إبانة عن بعض ما

في القلب من سر مصون عبرا

فارفع به ظلم الحجاب فرفعها

تجنيك من غرس المنى ما أثمرا

فتراه حين تراك ذاتا رافعا

للبس حتى لا ترى إلا العرا

فهناك يفتح بابه ولطالما

قد كان دونك مبهما متعذرا

إفصاح قولي لا يفي بمواجدي

وبيانه لا يستقل بما جرى

لو كان سر الله يكشف لم يكن

سرا ولكن لم يكن ليذكرا

ص: 59

قلت وهذه قصيدة حسنة المعنى، قدسية المبنى، ولقد وقع الحديث معه في حديث مقتضياتها، ونظم مفرداتها بمزدوجاتها.

وكان أكثر الناس إنصافا في المذاكرة عرض عليه قضاء بجاية فامتنع منه، ووصل إليه كتاب المستنصر من حاضرة افريقية بقضاء قسنطينة حرسها الله فاعتذر وتلطف في الاستعفاء عنه، وسمعت كثيرا من أهل العلم يثنون عليه ويقولون إنه لم يكن في وقته بمغربنا الأوسط مثله. توفى رحمه الله في الثامن والعشرين لربيع الأول من عام خمسة وسبعين وستمائة ودفن بخارج باب المرسى، وكان له مشهد لا يكون إلا لمثله، وتاريخ وفاته في رخامة وضعت لحدا على قبره وكتب فيها بيتان هما من نظم الأديب الفاضل أبي نصر الجيني

بكيتك عبد الحق حقا لأنني

بكيت بك الدنيا وما في جميعها

من الدين والأفضال والعلم والحجا

وان كنت زين الدين يا ابن ربيعها

وكان رحمه أعلى الناس همة وارفعهم منزلة. وكان إذا أولى المعروف لا يذكره، وربما من فعل معه لا يعلم إنه هو الفاعل له، وإنما قصده وصول النفع علم الموصول إليه ذلك أو لم يعلمه، ومن ذلك ما هو مشهور عند أصحابنا، وهو أن القاضي أبا إسحاق ابن عباس رحمه الله أيام كان ببجاية ساعيا في نيل الخطة وعاملا على تحصيل الحضوة، سعى في شأنه عند القاضي الجليل أبي محمد ابن الطيران يرسمه برسم العدالة ويقدمه للشهادة، فطلبه أن يكتب فيه رسما بتأهله لذلك تحوطا منه، فكتب رسما وشهد فيه وشهد معه شاهد آخر

ص: 60

استكتمه الفقيه في ذلك، وأعطى الرسم للقاضي، فأذن له في الشهادة وبقي القاضي مدة بقائه بها، وانفصل إلى افريقية وانتقل أيضا أبو إسحاق ابن عباس إلى حاضرة تونس واستوطنها وكان أحد عدولها المنتصبين للوثيقة بها، وتوفى القاضي أبو محمد ابن الطيران بعد مدة بتونس ووقع الحضور لتركته وحضر لها شهيدان، لا نعلم هل القاضي أبو إسحاق أحدهما أو ابن عباس، فوجد الرسم في تركته وأطلع عليه القاضي ابن عباس، فتعجب كل العجب وأثنى عليه الشيخ رحمه الله بم وجب. وقال: والله ما شعرت بهذا قط ولا عرفته.

ودخلت عليه رحمه الله في مرضه الذي توفى فيه فألمت لألمه وذرفت عيناي لما اعتراه من سقمه، فقال لي يا فلان والله ما بي موتي، وإنما بي ما قاله أفلاطون لأصحابه لما حضرته الوفاة وحضروا عنده، قال: والله ما بي أن أموت وإنما بي أن أموت، ولم أرق بأصحابي إلى مراقيهم التي اقتضتها صفاتهم واستحقتها ذواتهم. فشكرته على ذلك وعلقت الأمل بالحياة وطول البقاء إلى أن يوفي لأصحابه بما جبلت عليه نفسه الكريمة من الوفاء رضي الله عنه.

ص: 61