الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21 - أبو محمد عبد المجيد بن أبي البركات بن أبي الدنيا الصدفي الطرابلسي
606 -
684هـ
1210 -
1285م
ــ
ومنهم شيخنا، الشيخ الفقيه، العالم المجتهد المحصل المتقن، الصالح المبارك، أبو محمد عبد المجيد بن أبي البركات بن أبي الدنيا، الصدفي الطرابلسي، وهذا الشيخ تعين ذكره وإن لم يوافق شرط الكتاب، لأنه لم يكن ببجاية، لكني لقيته بحاضرة افريقية وانتفعت برؤيته وتبركت بمشاهدته، وهو من الفضلاء الذين لا يسوغ الإخلال بذكرهم في المشيخة.
هو أحد المشائخ الجلة بحاضرة أفريقية، رحل إلى المشرق وحج، ولقي الأفاضل عز الدين ابن عبد السلام وغيره، وقرأ وحصل ورجع إلى طرابلس واشتغل بها بالإقراء، وظهر أمره واشتهر خبره، فوجه إليه من حاضرة تونس واستدعى للسكنى بها من قبل ملك أفريقية رحمه الله، فوصل مرفع القدر جليل الخطر، وكان له رواء وسمت حسن، وكان له علم بالفقه وأصول
الفقه وأصول الدين على طريقة الأقدمين، وكان في الفقه على طريقة القرويين، ولا يرى بالطريقة المتأخرة في الأصلين طريقة فخر الدين ومن تبعه، وكان ينكر علم المنطق، وكان يجلس للإقراء فتقرأ عليه الفنون الثلاثة الفقه وأصوله وأصول الدين.
وله "عقيدة" في علم الكلام، وكان الطلبة يحفظونها ويقرؤونها عليه. وكان مقدما للفتيا بحاضرة افريقية، وما زالت فتاويه تصل إلى بجاية، وأما العدالة فهي صفته والموضوعة رقى عنها لأنه واضعها.
وكان ذا ديانة، وفضيلة وصيانة، وما زال قدره رفيعا، وجنابه مكرما منيعا. ولي قضاء حاضره افريقية وهو من يتجمل القضاء به لأهليته الدينية والعلمية.
ومن ديانته رحمه الله، إنه كان إذا عرض عليه الرقيق للشراء، وحصل بمنزله وحضر وقت الصلاة، يأمر أهل منزله بتعليمه الفاتحة وسورة، ويأمره بالصلاة، فان تم الشراء بينه وبين البائع، استمر الرقيق على حاله وإلا فيعود وقد حصل ما يحصل له الفريضة. أخبرني بهذا من عرض عليه رقيقه للشراء ولم يتم البيع بينهما، فعاد الرقيق لربه وأخبره بهذه الصورة. وهذا من العقل المرضي وديانته وصيانته وروعه معلوم لا يشك فيه. توفي بحاضرة أفريقية في عشر الثمانين وستمائة.