الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
61 - أبو الحسن علي بن عمران بن موسى الملياني عرف بابن أساطير
…
بعد 670هـ
…
1271م
ــ
ومنهم، الشيخ الفقيه، الأصولي الجليل الفاضل، المحصل الحكيم أبو الحسن علي ابن عمران بن موسى الملياني، عرف بابن أساطير. لقي المشيخة ببجاية كالشيخ أبي الحسن الحرالي رضي الله عنه، وغيره، وكان من خواص أصحابه ومن فضائلهم.
كان له علم الفقه وأصول الدين والتصرف وعلوم الحكمة، وكان له علم بالوثيقة، وكان من عدول بجاية وخيارها، وكان متخصصا متزهدا متقللا من الدنيا متعففا مقتصدا، ومضى له زمان وهو فيه غاية التخلي والانقطاع في مدة الشيخ أبي الحسن رضي الله عنه، وكان يحمل خبزه إلى الفرن بيده، وكان يرغب في أن يحمل عنه فيمتنع من ذلك، وكثيرا ما كان يشتري ما يحتاج إليه من ضروريات منزله بيده ويحمله بنفسه ولا يترك أحد يحمله عنه، ولم يكن ذلك منه إلا قصدا للبراءة من الكبر، لأنه كانت له رياسة وهمة وعلو منزلة، ولم يكن من هو دونه يفعل مثل ذلك.
وكان أبو محمد عبد الحق رحمه الله يقول فيه: العالم المطلق. وكان يعظمه
كما كان يعظم مشيخته، وما رأيته يعظم أحد من أصحابه مثل تعظيمه له، وكان يقرأ عليه بعض خواص أصحابنا كتاب "الإشارات والتنبيهات" لابن سينا وكان بحيث تقرأ عليه العلوم التي ذكرت إنه يحملها لو تبسط لها. وكان أعقل أهل وقته وأبعدهم عن الشر. توفي ببجاية في عشر السبعين وستمائة.