الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر بن عبادة القلعي
…
669هـ.
…
1071م.
ــ
ومنهم شيخنا الشيخ الفقيه المحصل، العدل الرضي التاريخي المحدث، أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر بن عبادة القلعي من قلعة بني حماد أدركته يدرس بالجامع الأعظم بالغداة بمجلس القضاة منه، وكان حافظا للخلاف العالي والمذهب المالكي، حسن النظر والتوجيه وحافظا للتأريخ وذاكرا لجسد صالح من الحديث، وكان مشاورا شاهدا بالديون، وانتهت الرياسة إليه، وتأخر عنه في التأخر. سمعته رحمه الله يقول في مجلس التدريس: أن لي منذ انتزعت من الديوان ستة أعوام، وان من هو هناك في خطته يقدر إنه اكتسب في هذه المدة ستة آلاف دينار، وإني قد اكتسبت فيها ستة آلاف حديث وحديث بدينار أشرف من دينار.
وكانت قراءته رحمه الله ببجاية، لقي بها مشائخ كالشيخ أبي زكرياء اللفنتي وأبي زيد اليزناسني وأبي العباس الملياني وغيرهم.
وكان من أسباب التوفيق له إنه أخذ أسيرا فوافق في الأسر بعض الفقهاء، فشرع في القراءة عليه ثم خلص الله كليهما، فجد بعد خروجه واجتهد إلى أن حصل ما حصل، وقادة زمام التوفيق إلى ما إليه وصل.
قرأت عليه رحمه الله وسمعت منه وأخذت عنه، وهو أول من بدأت قراءة الفقه عليه، وكان يبدأ في مجلسه بالرقائق وبعد ذلك بقراءة الفقه والحديث والرواية، وكان محبا في العلم وأهله، ومات على انقطاع الدنيا وتخل عنها واشتغال بنفسه، وكانت وفاته عام تسعة وستين وستمائة، وكانت له ببجاية وجاهة ونباهة، وكانت جموح الأمراء في الأمور المجتمع لها لا تنعقد إلا بوجوده هو، وكان لسان الناس فيها.