الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
برنامج
مشيخة المؤلف
قال المؤلف، رضي الله عنه وأرضاه، وإني أردت لما أتيت على ذكر ما شرطت ذكره من علماء هذه المائة السابعة ومن انضاف إليهم فيمن كان في آخر المائة السادسة، نفع الله بهم وجعله خالصا لوجه الكريم، رأيت أن أذكر بعد ذلك طريق استفادتي مما استفدته، ووجه تلقي ما تلقيته من العلم ورويته، لينتفع بذلك من له أرب، وليجده منظوما كيف يريد من له عليه بحث وطلب.
ويتنوع ما أورد من ذلك إلى نوعين احدهما علم الدراية. والآخر علم الرواية.
(النوع الأول الدراية) وجملة العلوم التي احتاج إلى ذكرها في هذا الموضوع يحتمل الدراية، وهي علم الفقه وعلم الأصلين أصول الدين وأصول الفقه وعلم التصوف وعلم المنطق، هذه هي علوم الدراية التي اذكرها في هذا الموضع.
أما (علم الفقه) فاني تلقيته تعلما وتفهما وتبسطا بالقراءة على الفقيهين أبي محمد عبد العزيز القيسي وأبي محمد عبد الله بن عبادة قرأت عليهما
وسمعت منهما وتفقهت بهما، وما زلت أحضر مجلسها للاستفادة والنفع، وسمعت من المقروءات عليهما أضعاف ما قرأته، بلفظي وما من شيء من الكتب المذهبية إلا وكان يقرأ عليهما من التهذيب إلى الرسالة وما بينهما الجلاب والتلقين ومختصر ابن أبي زيد وغير ذلك. وأما موطأ مالك رحمه الله فهو أصل دروسهما وكل ذلك على إتقان، وتحصيل وجودة بيان، بتفريغ وتأصيل وإجمال وتفصيل، وإيراد الأسئلة والجمع والفرق وغير ذلك مما جرت العادة بإيراده عند أفاضل الفقهاء، وأكابر العلماء، وأما بالمذاكرة والمباحثة وإلقاء الأسئلة وإيراد المشكلات، وحل المقفلات، فوقعت الاستفادة بذلك عن كثير من أشياخي رحمهم الله.
وأما شيخنا أبو محمد عبد الحق بن ربيع فكثرت الاستفادة عنه والبحث والمباشرة والتكرار في أكثر الأزمنة وإلقاء الصعاب وحلها بالكتب والمجاوبة حتى جرى ذلك مجرى الدرس.
وأما شيخنا أبو العباس الغماري فبسماع دروسه والاستفادة منها وبإلقاء
الأسئلة وحل مقفلها.
وأما الأشياخ الفقيه أبو القاسم ابن زيتون والفقيه أبو محمد عبد المجيد والفقيه ابن عجلان والفقيه أبو عبد الله ابن يعقوب فالاستفادة عن هؤلاء بالمذاكرة والمباحثة ويكثر ذلك ويقل.
فأما الفقيه أبو عبد الله ابن يعقوب فكثر ذلك معه بوقتنا في حال خطوره على بجاية إلى أفريقية وقت مدة ولايته القضاء ببجاية، ولم يزل يبحث معه في الفنون التي يحملها ومن جملتها الفقه.
وأما الفقيه أبو القاسم فذلك ببجاية وحاضرة افريقية لأنه تكرر لبجاية مرتين، ورأيته أيضا بحاضرة أفريقية، ولمحة من الفاضل تكفي، وإشارة منه تغني، فكيف وقد تكرر ذلك.
وأما الشيخان أبو العباس ابن عجلان وأبو محمد عبد المجيد فذلك بالمذاكرة في مدة إقامتي بافريقية، فهذا أحد وجوه الاستفادة الفقهية.
وأما (علم الاصلين) فإني استفدته بالقراءة على شيخنا الفقيه أبي العباس ابن خالد وقرأت عليه "المستصفى" و"الإشارة" وسمعت عنه غيرهما بقراءة غيري وقرأت "المعالم" على بعض محصليها من الطلبة وسمعتها عن شيخنا أبي العباس الغماري. وأما المباحثة وإلقاء الأسئلة فمع شيخنا أبي محمد عبد الحق كثيرا ومع الفقيه أبي القاسم ابن زيتون ومع الشيخ أبي محمد عبد المجيد فيما قل من المسائل.
وأما (علم العربية) فمن الشيخ أبي عبد الله التميمي وأبي الحجاج ابن سعيد وأبي عبد الله الكناني.
أما أبو عبد الله التميمي فإني لازمته المدة الطويلة، وما رأيت في علم العربية مثله، وانتفعت به ما لم انتفع بغيره، وقرأت عليه النحو واللغة والأدب والتصريف.
وأما أبو الحجاج ابن سعيد فقرأت عليه وأعربت، وسمعت بقراءة الحاضرين وكان ميعاد مشحونا بالطلبة، والذي يقرأه هذا غير الذي يقرأه هذا، والذي يعربه هذا غير ما يعربه هذا، فوقع الانتفاع به بالقراءة والسماع.
وأما أبو عبد الله الكناني فقرأت عليه أول الأمر بعض النحو وبعض اللغة وأعربت عليه وسمعت بقراءة غيري.
وأما (علم المنطق) فبقراءتي على شيخنا أبي العباس ابن خالد وعلى بعض الطلبة المجتازين على بجاية، وقرأته على الطريقتين، طريقة الأقدمين أبي نصر
الفارابي وغيره، وطريقة المتأخرين محيي الدين وغيره، وعلى طريقة الأوسطين كابن سينا وغيره.
وأما (علم التصوف) فعن الشيخ الفقيه أبي محمد عبد الحق بن ربيع [وأبي عبد الله السجلماسي] والشيخ أبي الحسين الرندي والفقيه أبي زكرياء ابن محجوبة. أما الفقيه أبو محمد عبد الحق فعن أبيه عن الشيخ أبي مدين وعنه عن الشيخ أبي الحسن الحرالي رضي الله عنهم. وهذه الطريقة تنتهي إلى أعلام.
وأما أبو عبد الله السجلماسي فعنه عن الشيخ أبي محمد صالح عن الشيخ أبي مدين.
وأما أبو الحسن الرندي فعنه عن أبي العباس ابن مكنون.
وما أبو زكرياء ابن محجوبة فعنه عن الشيخ أبي الحسن الحرالي رضي الله
عنهم وهذه الطريقة تنتهي إلى أعلام، وترقى إلى سادات عرفوا بالفضل كرام، ولقيت كثيرا من مشائخ الصوفية استفدت منهم، وأخذت عنهم.
وحدثوني عن أناس فضلاء، فمن أحسن ذلك ما حدثني غير واحد عن الشيخ أبي إسحاق ابن عيبوس، ومنه ما حدثني غير واحد عن الشيخ أبي محمد عبد الحق بن سبعين وبسط رموزهم، وفتح مقفل كنوزهم، ليس هو المقصد في هذا الإيراد وإلا لطال الكلام، واتسع النظام، فهذا وجه تلقي ما تلقيته من علوم الدراية.
وأما (علوم الرواية) فحصلت لي عن جملة من شيوخي المتقدم ذكرهم وهم شيخنا أبو محمد عبد الحق بن ربيع الأنصاري وشيخنا أبو محمد القيسي وشيخنا أبو محمد ابن عبادة وشيخنا أبو عبد الله الكناني وشيخنا أبو العباس الصدفي، هؤلاء عمدة من تقع الرواية عنهم فيما نذكر بعد بحول الله. وقد تتفق أسانيدهم وقد تختلف بحسب الاتفاق في المشائخ والافتراق، وها أنا اذكر من ذلك بعض ما هو ضروري من اتصال أسانيدي وروايتي عنهم رحمهم الله تعالى على الوجه الأعم الشامل لحصول الرواية بأي وجه حصل، أورد ذلك على اتصال الإسناد واذكر منه معظم ما يقصد من المرويات ويراد.
والمقصود المهم، والمعظم الذي يعتني به اللبيب ويلم، هو علوم تفسير القرآن العزيز، وعلوم الحديث، وعلوم الفقه، وعلوم العربية، وعلوم التصوف، والتذكير وان عرض بعد هذا شيء فعلى حسب الاستطراد والتبع، والله ولي المعونة والنفع.
أما (علوم تفسير القرآن العزيز) فحدثني بكتاب "الكشف والبيان عن تفسير القرآن" لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي المقرئ أبو العباس أحمد
بن محمد بن خضر الصدفي الشاطبي عن الفقيه أبي زكرياء ابن عصفور عن الإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الحق بن سليمان عن أبي الحسن علي بن عتيق بن مؤمن الأنصاري عن الشريف أبي محمد عبد الله بن العثماني عن أبي بكر المبارك ابن كامل عن أبي منصور بن عتيق عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي عنه أي مؤلف.
وحدثني بكتاب أحكام القرآن لأبي الحسن علي بن محمد الطبري -من طبرستان من بلاد خراسان- أبو جعفر بن محمد الصدفي عن أبي زكرياء ابن عصفور عن أبي عبد الله ابن عبد الحق التلمساني عن أبي بكر ابن خير
الأموي عن أبي الحسين محمد بن خلف بن صاعد الغساني عن يوسف بن عبد العزيز اللخمي عن المؤلف.
وحدثني بكتاب "التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل" تأليف أبي العباس أحمد بن عمار المهدوى الأستاذ أبو العباس أحمد بن محمد المكتب قال لنا أبو الحسن ابن السراج عن أبي محمد عبد الله عن القاضي أبي الفضل عياض عن محمد بن سليمان النفري عن خاله الأديب
أبي محمد ابن غانم عن المؤلف.
وحدثني بكتاب الوجيز في شرح كتاب الله العزيز تأليف القاضي أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية المحاربي الغرناطي غير واحد عن أبي بكر ابن محرز عن أبي محمد عبيد الله عنه. توفي القاضي أبو محمد عبد الحق المذكور بلورقة عام أحد وأربعين وخمسمائة.
وحدثني بكتاب "الكشاف عن حقائق التنزيل" لأبي القاسم محمود الزمخشري الفقيه أبو عبد الله الكناني عن أبي الحسن ابن السراج عن أبي عبيد الله السلفي عن المؤلف.
وأما (علوم الحديث) فحدثني بكتاب الموطأ للإمام أبي عبد الله مالك ابن أنس رضي الله عنه وأرضاه، الفقيه الخطيب العدل المبارك، أبو عبد الله محمد بن صالح بن أحمد الكناني قال نا الفقيه القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن يوسف الأنصاري وهو ابن قطرال -توفي بمراكش سنة إحدى وخمسين وستمائة وولد سنة أربع وستين وخمسمائة- عن الرواية أبي محمد عبد الحق بن عبد الملك بن بونة العبدري عن أبي بحر سفيان بن العاصي
عن الإمام أبي عمر ابن عبد البر عن سعيد بن نصر عن قاسم بن اصبغ ووهب ابن مسرة عن محمد بن وضاع عن يحي بن يحيى الليثي -وتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين- عن مالك، وتوفي مالك سنة تسع وسبعين ومائة وله أربع وثمانون سنة. قال الواقدي توفي وهو ابن تسعين سنة، وقيل ولد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة وقيل سنة خمس وتسعين. وحكى أبو الحسن علي بن
يحيى ابن القاسم وأبو عمر ابن عبد البر في وثائقه أن مالكا حملت به أمه ثلاثين شهرا، وقال بعضهم أن مالكا أقام بالمدينة مفتيا ستين سنة، وحصلت له رياسة في الحديث والفقه لم تحصل لأحد في زمانه ولا بعده. ومن الغريب المستبشع ما ذكره أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الاصيلي في كتاب الدلائل أن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عمرت طويلا حتى أدركها مالك فرأت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى مالك عائشة. وأبو محمد من الأئمة الموثوق بهم.
وحدثني بكتاب الموطأ أيضا المقرئ الماهر أبو العباس أحمد بن محمد بن
خضر الصدفي قال حدثنا أبو الحسن ابن السراج عن أبي عبد الله ابن زرقون عن الخولاني عن عثمان بن أحمد عن يحيى بن عبيد الله بن يحيى عن أبيه عن مالك رحمه الله.
وعن أبي الحسن ابن السراج المذكور بالإجازة العامة بسنده المذكور "جامع" البخاري و"مسند" مسلم و"سنن" أبي داود و"جامع" الترمذي و"جامع" النسائي.
وحدثني بجامع الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الفقيه الخطيب أبو عبد الله بن صالح عن القاضي أبي الحسن بن قطرال عن أبي القاسم أحمد بن رشد القيسي، والراوية أبي محمد بن بوتة عن الإمام أبي بحر الاسدي عن الإمام أبي العباس العذري عن أبي ذر عبد الرحمن بن أحمد الهروي عن أبي أحمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي وسهراه وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد السلمي ببلخ وابن الهيثم محمد بن المكثري بن محمد بن زراع الكشميهني قالوا كلهم نا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن
مطر الفربري عن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ولد يوم الجمعة بعد الصلاة لاثنتي عشرة ليلة وقيل ثلاث عشرة خلت من شوال أربع وتسعين ومائة، وتوفي يوم السبت عند صلاة العشاء غرة شوال سنة ست وخمسين ومائتين وقيل سنة خمس وخمسين ومائتين رحمه الله.
وحدثني "بمسند كتاب" مسلم بن الحجاج أبو عبد الله محمد بن صالح الشاطبي عن القاضي أبي الحسن بن قطرال عن الراوية أبي محمد بن بونة عن أبي بحر بن سفيان بن العاصي عن الإمام أبي العباس أحمد بن عمر بن انس العذري الدلائي عن الإمام أبي العباس أحمد بن الحسن بن بندار الرازي قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان عن الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج المذكور. وتوفي يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين وقد تمكن في سن الكهولية وهو ابن خمس وخمسين سنة.
وحدثني أيضا بالسنن لأبي داود السجستاني، الإمام أبو عبد الله بن أبي التقي العدل عن أبي عثمان بن زاهر عن الفقيه أبي عبد الله بن نوح عن القاضي أبي عبد الله بن سعادة عن أبي عمران بن أبي تليد عن أبي عمر بن عبد البر النمري عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن الزيات عن أبي بكر ابن داسة عن أبي داود السجستاني. ولد أبو داود المذكور سنة اثنتين ومائتين ومات سنة خمس وسبعين ومائتين وله ثلاث وسبعون سنة.
وحدثني أيضا المذكور بجامع أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي عن القاضي أبي الحسن علي بن قطرال عن الحاج أبي الحسن علي ابن أحمد بن محمد كوثر المحاربي عن الشيخ أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكرخي قال: وحدثني عن أشياخه الثلاثة القاضي أبي عامر محمد بن القاسم الازدي وأبي نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي
وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد العروضي قالوا كلهم: حدثنا أبو محمد عبد الجبار ابن محمد الجذامي عن الإمام أبي العباس أحمد بن محبوب المروزي عن أبي عيسى الترمذي. وتوفي سنة تسع وسبعين ومائتين، وترمذ مدينة من خراسان.
وحدثني بجامع أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي -ويقال النسوي- المقرئ أبو العباس أحمد بن محمد الصدفي قال: حدثنا المقرئ أبو عثمان ابن زاهر عن الحافظ أبي الربيع سليمان عن الإمام أبي القاسم بن حبيش عن أبي الحسن بن يونس بن محمد بن مغيث عن محمد بن فرج مولى
ابن الطلاع عن القاضي يونس بن عبد الله عن أبي بكر ابن
الأحمر عن أبي عبد الرحمن النسائي ولد سنة أربع وعشرة ومائتين وتوفي بالرملة ليلة الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة.
وحدثني بكتاب التمهيد والاستذكار لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد ابن عمر بن عبد البر النمري من النمر بن قاسط في ربيعة وهو من أهل قرطبة أبو جعفر أحمد بن محمد الأندلسي عن أبي عثمان سعيد بن علي البلنسي عن ابن نوح عن ابن هذيل عن ابن داود عن أبي عمر المذكور ولد أبو عمر
سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وتوفي بشاطبة سنة اثنتين وستين وأربعمائة وقيل لخمس بقين من ربيع الأخير سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
وحدثني بكتاب المنتقى للقاضي أبي الوليد سليمان بن خلف بن سعيد بن أيوب بن وارث الباجي قال الحافظ أبو علي الغساني: سمعته يقول مولدي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة وبقي بالمشرق ثلاثة عشرة عاما وتوفي بالمرية لسبعة عشرة ليلة خلت من رجب الفرد سنة أربع وسبعين وأربعمائة ليلة الخميس بين العشائين، غير واحد عن الشيخ أبي الحسن بن السراج عن أبي محمد بن عبد الله عن
علي بن موهب.
وحدثني بكتاب "المختار الجامع بين المنتقى والاستذكار" للفقيه القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الحق بن سليمان التلمساني، الفقيه أبو القاسم بن خضر عن أبي زكرياء ابن عصفور عنه.
وأما علوم الفقه: فحدثني بكتاب المعونة والمختلطة لسحنون بن سعيد التنوخي واسمه عبد السلام وسحنون لقب. وتوفي في رجب سنة أربعين ومائتين، الفقيه القاضي الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن عمر القيسي قال حدثنا الفقيه أبو بكر محمد بن محرز عن أبي محمد بن عبيد الله عن أبي الحسين
ابن الصفار عن أبي عمر بن الحذاء عن عبد الوارث بن سفيان عن محمد بن عبيد الله بن أبي دليم عن محمد بن وضاح عنه.
وحدثني بكتاب التهذيب لأبي سعيد البرذاعي غير واحد عن الشيخ أبي الحسن بن السراج عن محمد بن عبيد الله عن القاضي عياض عن محمد بن
أحمد الطليطلي عن جماهر بن عبد الرحمن عن أبي بكر ابن عتيق بن فرج عنه.
وحدثني بكتاب عبد الله بن عبد الحكم من موالي عثمان بن عفان رضي الله عنه، الخطيب العدل أبو عبد الله بن صالح عن ابن السراج عن أبي القاسم بن
بشكوال عن أبي بكر ابن العربي عن محمد بن أبي داود عن محمد بن فرج مولى ابن الطلاع عن أبي محمد ابن الوليد عن أبي محمد عبد الله بن زيد الفقيه عن محمد بن مسرور عن المقدم بن داود بن عبد الله بن عبد الحكيم. ولد سنة خمسين ومائة وتوفي أربع عشر ومائتين.
وحدثني بكتاب التفريغ لأبي القاسم عبيد الله ابن الحسين بن الحسن بن الجلاب البصري الفقيه أبو العباس بن خضر عن أبي الحسن بن السراج عن الإمام أبي عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون عن أحمد بن محمد الخولاني عن المسدد عنه.
وحدثني بكتاب الواضحة لعبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي من موالي سليم. قال ابن حارث: هو من أنفسهم ويقال إنه أدرك مالكا في آخر عمره. وقال الفقيه أبو عبد الله القضاعي عرف بابن الابار: هو من ولد العباس بن مرداس توفي بقرطبة في شهر رمضان المعظم من عام ثلاثة وثلاثين ومائتين وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، وقيل مات في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائتين. الفقيه المدرس المفتي أبو فارس عبد العزيز بن عمر مخلوف القاضي عن الإمام أبي بكر بن محمد بن أحمد الزهري عن القاضي أبي بكر بن أبي جمرة المرسي عن أبيه وعن أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد قالا: أبو العباس أحمد بن عمر
العذري قال: حدثنا الحسين بن عبد الله بن يعقوب عن أبي عثمان بن مخلوف عن أبي عمر يوسف بن يحيى عن عبد الملك بن حبيب.
وحدثني بكتاب الرسالة لأبي محمد ابن أبي زيد، الفقيه الأجل أبو محمد ابن كحيلة عن أبي بكر ابن محرز عن ابن عبيد الله عن ابن الصفار عن أبي عمر ابن الحذاء عن أبي القاسم الحضرمي البيدي عنه. توفي أبو محمد ابن أبي زيد سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
وبهذا السند احمل كتاب أبي الحسن القابسي. وتوفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعمائة.
وحدثني بكتاب التلقين للقاضي أبي محمد عبد الوهاب، الشيخ الفقيه الحافظ أبو فارس عبد العزيز بن عمر القاضي قال: حدثنا أبو بكر بن محرز قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله عن القاضي أبي محمد عبد الحق بن
عطية عن أبي الحسن بن اليمان عنه. توفي أبو محمد عبد الوهاب بمصر سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
وحدثني بكتاب المقدمات لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد الخطيب الإمام أبو عبد الله محمد بن رخيمة الشاطبي قال: حدثنا الفقيه التاريخي أبو عبد الله القضاعي عن القاضي أبي بكر محمد بن أحمد المرسي عنه. توفي أبو الوليد ليلة الحادي عشر لذي القعدة من سنة عشرين وخمسمائة، وولد سنة خمسين وأربعمائة.
وحدثني بكتاب التبصرة لأبي الحسن اللخمي الفقيه المفتي القاضي الإمام أبو محمد عبد العزيز بن كحيلة عن الفقيه أبي بكر ابن محرز عن أبي محمد عبيد الله الحجري عن الإمام أبي عبد الله المازري عنه.
وحدثني بكتاب الإمام أبي بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف الفهري عرف بالطرطوشي -ومنها أصله ويعرف بابن أبي رندقة- غير واحد عن أبي الحسن بن السراج عن أبي محمد عبيد الله عن أبي بكر بن العربي عنه. توفي أبو بكر محمد بن الوليد المذكور بثغر الإسكندرية في شعبان المكرم سنة عشرين وخمسمائة.
وحدثني بكتاب الإمام القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله المعارفي عرف بابن العربي وسمع ببلده اشبيلية من أبي عبد الله ابن منظور وابن خزرج وسمع بقرطبة من أبي عبد الله ابن عتاب وابن السراج.
وخرج إلى الحج مع أبيه يوم الأحد مستهل ربيع الأول من عام خمسة
وثمانين وأربعمائة وسنه يومئذ سبعة عشر عاما، وقد كان تأدب وقرأ القراءات فلقي شيوخ مصر أبا الحسن ابن مشرف ومهريا الوراق وأبا الحسن الفاسي ولقي بالشام أبا حامد الغزالي وأبا الفتح المقدسي وأبا سعيد الزنجاني وأبا الوليد الطرطوشي، ولقي بمكة عبد الله الطبري وأبا عبد الله الحافظ وسمع بالعراق من أبي الحسن الطيوري وأبي الحسن بن أيوب البزاز وأبي بكر بن طرخان وأبي طاهر بن سوار وأبي زكريا التبريزي. وتوفي
أبوه بالإسكندرية سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة. ثم انصرف إلى الأندلس سنة خمس وتسعين وأربعمائة فدرس وسمع وصنف في غير ما فن تصانيف حسنة مفيدة، كان من أهل التفنن في العلوم، واستقضى ببلده فنفع الله به أهله لصرامته وشدته ونفوذ أحكامه، ثم انصرف عن القضاء واقبل على نشر العلم وبثه ولد ليلة الخميس لثمان بقين من شعبان المكرم عام ثمانية وستين وأربعمائة وتوفي رحمه الله في اقبله من مراكش بمغيلة على مقربة من فاس ودفن بها اثر صلاة المغرب لثلاث خلون من ربيع الأول من عام ثلاثة وأربعين وخمسمائة. اوجب الله له الجنة ورحمه. غير واحد عن أبي الحسن ابن السراج عن أبي القاسم ابن بشكوال عنه.
وحدثني بكتاب الإمام عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري التميمي -المستوطن المهدية توفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة وقد نيف على الثمانين- الفقيه أبو عبد الله التميمي القلعي النحوي عن أبي بكر ابن محرز عن أبي محمد عبد الله عنه.
وحدثني بكتاب الإمام القاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي وبها ولد منتصف شعبان المكرم عام ستة وسبعين وأربعمائة
وتوفي بمراكش ليلة الجمعة التاسعة من جمادى الأخيرة عام أربعة وأربعين وخمسمائة ودفن يوم الجمعة بحومة باب ايلان منها وكان من أهل التفنن في العلوم والذكاء واليقظة والفهم، أخذ عن جماعة من العلماء منهم أبو عبد الله بن أحمد وسراج بن عبد الله بن سراج وأبو محمد بن عتاب والقاضي أبو بكر بن العربي والقاضي أبو الوليد بن رشد والإمام أبو بكر الطرطوشي والإمام أبو عبد الله محمد بن علي التميمي المازري والفقيه أبو بكر ابن خلف بن فتحون الاريولي والحافظ أبو طاهر السلفي والحافظ أبو علي الغساني والأستاذ النحوي أبو عبد الله محمد بن السيد البطليوسي والفقيه أبو بكر بن غالب بن عطية المحاربي الغرناطي وغيرهم.
وأما (علوم العربية) فحدثني بكتاب أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، -وهو سيبويه الفقيه النحوي- أبو عبد الله محمد بن ميمون التميمي القلعي شهر بالأديب قال: حدثنا أبو بكر بن محرز قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله عن محمد بن عبد الرحمن بن معمر المالقي الازدي وأبي الحسن
الصفار قالا: نا أبو بكر محمد بن هشام القيسي قال: نا محمد بن فتحون بن مكرم التجيبي عن محمد بن يحيى الازدي عن أبي جعفر بن النحاس عن أبي إسحاق الزجاج عن أبي العباس المبرد قال: قرأت نحو ثلثه على أبي عبد الله الجرمي وتوفي في ابتدائه ثم على أبي عثمان المازني فقرأه
المازني علي أبي الحسن سعيد بن مسعدة الاخفش عن سيبويه.
وحدثني بكتاب الإيضاح لأبي علي الفارسي، الفقيه النحوي أبو عبد الله الأستاذ الكاتب قال: حدثنا أبو محمد عبد الله الحجري عن القاضي الأجل أبي بكر بن العربي عن شجاع بن فارس عن أبي الحسن هلال بن الحسن الكاتب عن أبي علي المذكور.
وحدثني بكتاب الجمل للزجاجي، الفقيه النحوي أبو عبد الله الأديب قال: حدثنا الفقيه أبو بكر ابن محرز عن ابن عبد الرحمن الحوضي عن أبي علي الغساني عن أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد الخزرجي عن الإنطاكي عن أبي القاسم الزجاجي.
وحدثني بكتاب العقد لأبي عمر بن عبد ربه -أستاذ الأساتيذ في وقته- أبو عبد الله القلعي عن الزهري عن الحجري عن ابن معمر عن محمد بن هشام عن أبيه عن زكرياء بن الاشج عنه.
وحدثني بكتاب القانون لأبي موسى الجزولي، الفقيه أبو عبد الله الأديب عن أبي عبد الله محمد بن قاسم بن منداس النحوي من أهل الجزائر -عمل بجاية- وأصله من أشير، أخذ العربية عن أبي موسى الجزولي المذكور، لقيه بالجزائر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وتوفي أبو عبد الله ابن منداس في أول المحرم سنة ثلاث وأربعين وستمائة وولد أول ليلة من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وخمسمائة وهو ابن ست وثمانين سنة إلا شهرا.
وحدثني بكتاب المفصل للزمخشري غير واحد عن أبي الحسن بن السراج عن أبي عبيد الله عن السلفي عنه.
وحدثني بآداب الكتاب لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، غير واحد عن أبي بكر بن محرز عن أبي محمد عبد الله بن عبيد الله عن ابن الصفار عن ابن الحذاء عن عبد الوارث بن سفيان عن قاسم بن اصبغ عنه.
وحدثني بكتاب الحماسة اختيار أبي تمام حبيب بن اوس الطائي، الفقيه أبو عبد الله الأديب عن أبي بكر ابن محرز عن أبي محمد عبد الله بن عبيد الله عن ابن عطية القاضي قال: أخبرنا صاحب أحكام القضاء بغرناطة أبو عبد الله محمد
بن فتوح بن علي وليد الأنصاري عن علي بن إبراهيم التبريزي عن عبد السلام بن الحسين عن أحمد بن أبي هشام قال: أنشدنا أبو تمام كتاب الحماسة.
وحدثني بكتاب المقامات لأبي محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان البصري الحريري غير واحد عن أبي الحسن ابن السراج عن أبي بكر ابن خير عن يوسف ابن علي القضاعي عن المؤلف.
وحدثني بمقصورة أبي بكر ابن دريد، الفقيه أبو عبد الله الأديب عن الفقيه أبي زيد ابن السطاح عن القاضي أبي عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون عن أحمد بن محمد الخولاني عن أبي عمر عن أبي مسلم عن أبي بكر ابن دريد، وتوفي رحمه الله سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وأما (علم التصوف والتذكير) فحدثني برسالة في فضل مكة زادها الله
شرفا تأليف أبي سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري واسم أبيه يسار مولى الأنصار، وروى أن أمه كانت خادما لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وربما بعثها في حاجة فيبكى الحسن فتناوله ثديها، فرأوا أن تلك الحكم التي رزقها الله الحسن من بركات ذلك. وروى أن أم سلمه أخرجته إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فدعا له فقال: اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس "وسئل أنس بن مالك عن مسألة فقال: اسألوا مولانا الحسن فإنه سمع وسمعنا وحفظ" وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه ومات بالبصرة سنة عشر ومائة وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
وحدثني بالرسالة المذكورة الفقيه أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد الصدفي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الأشبيلي عن أبي محمد عبد الله بن عبيد الله عن أبي الحسن علي بن موهب عن أبي عمر ابن عبد البر عن عبد الوارث بن
سفيان عن قاسم بن أصبغ عن ابن وضاح عن ابن مشرف عن أبي القاسم ابن الحارث عن الحسين بن أحمد عن فارس عن أبيه عن عبد الرحمن بن الحسن عن أحمد بن محمد بن غالب عن سليمان البصري عن حاتم بن منصور الشاشي عن عبد الله بن آدم عن عبد العزيز بن عبد الله عن الحسن البصري.
وحدثني بكتاب "قوت القلوب ومعرفة الطريق إلى معاملة المحبوب" تأليف أبي طالب محمد بن علي المكي، الفقيه أبو جعفر أحمد بن محمد المكتب،
عن الشيخ أبي الحسن بن السراج عن أبي محمد عبيد الله عن القاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية عن والده عن أبي بكر محمد بن نعمة القرشي، عن عبد الحكم بن محمد الصقلي، عن محمد بن شعيب المقرئ عنه.
وحدثني بالرسالة المنسوبة للإمام أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري الخطيب أبو عبد الله بن صالح عن أبي الحسن أحمد بن محمد الحمصي عن أبي القاسم ابن بشكوال عن القاضي أبي بكر ابن العربي عن محمد بن طاهر وأبي الفضائل محمد بن أحمد البغدادي عنه.
وحدثني بكتاب الإمام أبي الفرج الجوزي غير واحد عن الخطيب أبي محمد بن برطلة الازدي عن محمد بن أحمد بن محمد الأنصاري عنه.
وأما (علم أصول الدين وأصول الفقه):
فحدثني بكتاب الإمام أبي بكر أحمد بن علي الخطيب الباقلاني، الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد المقرئ عن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن قاسم بن السراج الأنصاري الراوية -وتوفي ببجاية ضحى يوم الأحد السابع لصفر عام سبعة وخمسين وستمائة ودفن بخارج باب البنود بالمقبرة المعروفة بابن سمية أحد تيجان بجاية- عن أبي محمد عبد الله بن عبيد الله الحجري -وتوفي أول ليلة من صفر عام أحد وتسعين وخمسمائة وولد في ذي الحجة عام خمسة وخمسمائة- عن
القاضي أبي بكر ابن العربي عن أبي عبد الله التميمي عن الازدي والموصلي عن أبي بكر المذكور.
وحدثني بكتاب الإمام أبي بكر محمد بن الحسن بن فورك، الفقيه النحوي أبو عبد الله محمد بن أبي التقى الخطيب، عن أحمد بن محمد الأنصاري عن الحجري عن علي بن موهب عن القاضي أبي الوليد الباجي عن أبي بكر محمد بن علي المطوي عنه.
وحدثني بكتاب الإرشاد لأبي المعالي، الفقيه الأستاذ النحوي أبو عبد الله الكناني الأندلسي عن الشيخ الراوية أبي الحسن بن السراج عن أبي محمد عبيد الله عن الإمام أبي بكر بن العربي عن أبي منصور التركي عن إسماعيل الطوسي عنه.
وحدثني بكتاب المستصفى لأبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد الصدفي عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن قاسم عن أبي بكر ابن خير عن أبي بكر ابن العربي القاضي عنه.
توفي أبو حامد في عام خمسة وخمسمائة بعد أن دام في الخلوة والعزلة أحد عشر عاما وكان خروجه من بغداد عام ثمانية وثمانين وأربعمائة نفعنا الله به.
وحدثني بكتاب الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي المكي رضي الله عنه، وهو المسمى "بالسنن" الفقيه القاضي أبو محمد عبد العزيز بن عمر بن مخلوف القيسي عن الفقيه أبي بكر بن محرز عن أبي محمد عبد الله بن عبيد الله الحجري عن ابن موهب عن أبي عمر ابن عبد البر النمري عن أحمد
ابن عبد الله الباجي عن الميمون حمزة عن أبي جعفر الطحاوي عن إسماعيل بن يحيى المزني عنه. وولد أبو عبد الله الشافعي سنة خمسين ومائة وتوفي في آخر يوم من رجب الفرد عام أربعة ومائتين وله أربع وخمسون سنة وقيل توفي وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
وحدثني بكتاب الليث بن سعد البصري، غير واحد عن الشيخ المسن أبي الحسن ابن السراج عن الحجري عن ابن موهب عن أبي محمد الاصيلي عن أحمد بن مطرف عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى عن أبيه عن الليث المذكور.
وحدثني بالكتاب المسمى ب"جامع الخيرات" تأليف سفيان بن عيينة المكي، غير واحد عن أبي الحسن بن السراج عن أبي محمد بن عبيد الله عن
ابن موهب عن أبي عمر ابن عبد النمري عن أحمد بن إبراهيم عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عنه. ولد سفيان المذكور سنة سبع ومائة.
وحدثني بالكتاب المسمى ب"المسند الكبير" -وذكر إنه في مائة جزء وعشرة أجزاء (1) - من تأليف الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (2) البغدادي، الفقيهان المقرئان الخطيب أبو عبد الله بن صالح بن أحمد الكناني وأبو العباس أحمد بن محمد الصدفي قالا: حدثنا الحسن بن السراج عن أبي محمد عبد الله بن عبيد الله عن ابن موهب عن أبي عمر ابن عبد البر النمري عن عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن (3) عن أحمد بن جعفر بن حمدان بن ملك (4) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل (5) عن أبيه أحمد بن
حنبل ولد أحمد المذكور سنة أربع وستين ومائة وتوفي يوم الجمعة الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
…
وليقع الاقتصار على هذا القدر من الرواية، ففيه بحول الله كفاية. والله تعالى ينفع المؤلف والكاتب والقارئ والراوي، ويجعل قصد الجميع فيه من أفضل المقاصد وأحسن المساعي. وصلواته وسلامه على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين.