الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 - أبو العباس أحمد بن خالد من أهل مالقة
نحو سنة 660هـ.
1262م.
ــ
ومنهم شيخنا، الشيخ الفقيه الأصولي المشارك المحصل أبو العباس، أحمد بن خالد من أهل مالقة، قرأ بالأندلس وقرأ بمراكش، ولقي جملة أفاضل ولازم الفقيه الإمام أبا عبد الله المومناني ملازمة كثيرة، سمعته يقول إنه لازمه مدة عشرين سنة، وكان يقول أن مثل هذه المدة لازم أرسطو لأفلاطون. كان متحملا لأصول الفقه ولأصول الدين على طريقة الأئمة المتقدمين، وكان لا يرى بطريقة فخر الدين ويرى فيها تخليطا في إدخاله طرفا من المنطق في الأصلين، وكانت له شركة في الطب، وله مشاركة في الحكمة في الطبيعيات والإلهيات، وكان قليل الكلام كثير الملكة في إمساك نفسه في البحث.
جلس للإقراء ببجاية وكان يقرأ عليه في منزله. قرأت عليه جملة من "الإرشاد"، وجملة من "المستصفى"، وقرأت عليه في بدء أمري بعض "معيار العلم" في علم المنطق، وقرأ عليه بعض أصحابنا "الإشارات والتنبيهات" لابن سينا من فاتحتها إلى خاتمتها، وكان مسدد النظر حسن الفكر، وكان يعد نفسه رحمه الله من أهل التوكل ويقول إني ما ادخرت قط شيئا وإنما جريان الحال بحسب ما يحتاج إليه الوقت، وكذلك كانت حاله رحمه الله لم يكن عنده شيء وكانت حاجته لشيء. وكان أحسن الناس خلقا وأطيبهم نفسا،
كنا إذا تحدثنا معه رحمه الله في تصور الحركة وفيما قال الناس فيها يستبعد الأمر في تصورها ويستعظمه، وكان رحمه الله يقول إنه كان يوما على شجرة لاقتطاف جني وهو يفكر في معنى الحركة، فلما أن لاحت له حقيقة المعنى وتصوره سقط عنها وبقي في ظلها مغشيا عليه قدر نصف يوم، وكان له تحقيق في أمر يظن الناس إنها حاصلة، وهي بالحقيقة غير حاصلة. توفى رحمه الله ببجاية في عشر الستين وستمائة ودفن بحومة باب امسيون، بالمقبرة التي الشجرة المسماة بزاد رخص بها، وهي شجرة عظيمة وليس في تلك الناحية ولا في غيرها من نواحي البلد شجرة زاد رخص سواها.