الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
76 - أبو زكرياء يحيى بن علي بن حسن بن حبوس الهمداني
-النصف الأول من القرن السابع الهجري-
ــ
ومنهم، الشيخ الفقيه، المحصل المتقن، المجيد المشاور، أبو زكرياء يحيى بن علي بن حسن بن حبوس الهمداني، كان أحد الفقهاء المشاورين والجلة المفتين ببجاية، وهو نظير أبي عبد الله الخشني، وهو من جملة من يعتمد عليه القاضي الأصولي وغيره من قضاء وقته، وكانت له نباهة ومعرفة ثابتة بعلم الوثائق والتقدم في ذلك.
أخبرني عنه وعن أبي عبد الله الخشني، شيخنا الفقيه أبو محمد عبد الحق ومنه تعرفنا خبرهما، وخطوط شهادتهما الآن معروفة وما يوجد من وثائقهما وكتبهما يدل على تحصيلهما وفضلهما.
لقي الشيخ أبا مدين رضي الله عنه والفقيه أبا علي المسيلي وأبا محمد عبد الحق الاشبيلي وأبا عبد الله القرشي وغير هؤلاء.
وكتب للفقيه العالم أبي عبد الله محمد بن عبد الحق التلمساني يستجيزه بإجازة، ونص ما كتبه إليه:- يرغب إلى الشيخ الفقيه، الزكي المحصل الأفضل، أبي عبد الله محمد، ابن الشيخ الفقيه الصالح الزاهد الفاضل أبي محمد عبد الحق بن سليمان [اليعفري] أدام الله كرامته، وأبقى بركته، ووصل رفعته مجل قدره، ومؤثر بره.
الراغب في بركاته دعائه، وإلى الله تعالى في إطالة بقائه، يحيى بن علي بن حسن بن حبوس الهمداني، في الإنعام عليه بإجازة ما اشتمل عليه برنامج روايته عن أشياخه رضي الله عنهم، وما سند عنه من قراءته ومسموعاته وإجازته ومناولاته وتآليفه في فنون العلم، وماله من نثر ونظم، منعما ومتفضلا عليه بالإسعاف بمطلوبه من ذلك والإجابة إليه، والله عز وجل يعين على بره ويمتع ببركاته وبصالح دعائه، والسلام الاتم الجزيل المبارك الحفي يخصه ورحمة الله تعالى وبركاته.
فأجابه رحمه الله: "أجزت لكم أكرمكم الله جميع ما سألتموه، وأبحت لكم من ذلك ما طلبتموه، إجازة عامة على شروطها المعمول بها عند القائلين، إذ انتم أهل لذلك نفعكم الله ونفع بكم، فلتستعمل نفسك ولتتوج هديك في العمل بمقتضى ما علمك الله من ذلك، أبلغكم الله أملكم، وختم بصالح عملنا وعملكم.
قاله وكتبه حامدا لله ومصليا على نبيه محمد وعلى آله، بتاريخ جمادى الأخرى من سنة خمس عشرة وستمائة، محمد بن عبد الحق بن سليمان".
قلت، وكان له من الشهرة وعلو المنصب في وقته، ما اوجب له بقاء الذكر بعد مضي عصره، وانقضاء المدة الطويلة من دهره. رحمه الله وغفر له آمين.