الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
38 - أبو عبد الله محمد بن علي القصري
ــ
ومنهم، الشيخ الفقيه الجليل، الفاضل العالم، العرف العابد، الزاهد الولي، أبو عبد الله بن علي القصري أحد خواص شيخنا أبي الحسن الحرالي رضي الله عنه.
كان عالما بالفقه وأصول الفقه وأصول الدين، بارعا في علم العربية متقدما في علم التصوف، سيدا في طريق الانقطاع والعبادة متواضعا موصوفا بالتقوى، على ما عليه السلف الصالح رضي الله عنهم.
وكان إذا قرئت عليه رسالة القشيري يأتي عليها بما لم يسبق إليه، وربما لو سمعه أبو القاسم القشيري لعلم إنه العالم بمعانيها، المحكم لأصول مبانيها. وكان رحمه الله يكشف أصحابه بأحوالهم ويطلعهم على أخبارهم.
وعرض عليه أن يشهد وان ينتصب لمناصب العدول فامتنع من ذلك.
وعرض عليه القضاء فامتنع منه، ثم طلب به فتخلص منه بحسنى، وقال لإمام الوقت: إني أحتاج أن أغنى من بيت المال، وأمكن من خزانة علمية للمطالعة
لأستعين بها على ما يعرض لي ويطلق لي الحكم بما أراه وارتضيه، فعسر على طالبه مطلبه فتركه.
ووقع بينه وبين قضاة بجاية وفقهم الله كلام في مسائل علمية أفضى الأمر فيها لأن يحشر صدر القاضي، فهم في أمر يسوء في أمر شأن الفقيه رحمه الله فامسك عن الكلام، ولم تمض إلا أيام وأخر القاضي ممن له الأمر بافريقية، فاخبرني من باشره بالحديث رحمه الله إنه قال: لما وصلني عنه ما وصل صليت ركعتين، وألجأت في أمره إلى الله تعالى، فلو كانت ثانيتهما مثل أولاهما لقضيت عليه، ولكنها قصرت عنها فجاءه العزل. وكان له رحمه الله مجلس لتدريس العلم مشهور وكان أصحابه أخيارا، وما رأيت من أصحابه إلا من هو مفلح لاهتدائهم بهديه، وعملهم على كريم سعيه. رحمه الله ورضي عنه.