الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث: حق المرأة في النظر إلى من يريد خطبتها
اتفق الفقهاء على مشروعية نظر المرأة إلى وجه وكفَّيْ من يريد خطبتها، وتفاوتت اجتهاداتهم في تحديد درجة هذه المشروعية ما بين السنية أو الندب أو الإباحة، ولعل القول بالندب هو الأقرب قياسًا على ما قررناه في نظر الرجل إليها.
عدم جواز اللمس في الخطبة:
اتفق الفقهاء على عدم جواز لمس الخاطب خطيبته بيد أو غيرها في الخطبة أو قبلها أو بعدها قبل عقد النكاح، وذلك لأنها أجنبية عنه، وإنما أبيح النظر للحاجة؛ لأنه وسيلة إلى الترغيب في عقد النكاح. كذلك لا يجوز له الخلوة بها أو الخروج معها دون محرم لها، فما لم ينعقد العقد فهي غريبة عنه.
المطلب الرابع: هل من حق الولي أن يعرض موليته على رجل صالح ليتزوجها
صرَّح بعض الفقهاء بسنية ذلك العمل، وصرَّح آخرون باستحباب ذلك1، وتعليل هذا الحكم أو ذاك ظاهر لعدة أدلة منها:
أولًا: قصة نبي الله شعيب مع نبي الله موسى عليهما السلام، فقد عرض شعيب عليه السلام ابنته على موسى عليه السلام في أثناء مروره بمدين، وقد حكى الله تعالى ذلك على لسان شعيب وموافقة موسى عليه السلام، قال تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ
…
} 2 الآيتان.
1 مغني المحتاج جـ3/ 39، وكشف القناع جـ5/ 20.
2 سورة القصص الآية 28، 29.
ثانيًا: ما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين عرض ابنته حفصة بعد موت زوجها على أبي بكر ثم على عثمان رضي الله عنهما، قبل أن يتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم1.
ونكتفي بهذا القدر من الأدلة على مشروعية عرض الرجل ابنته على رجل صالح رجاء أن يتزوجها، والأمثلة على ذلك كثيرة من حياة الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
1 صحيح البخاري جـ11/ 80، 81، 82، وبوب له: باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير.