الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
116 -
(1)
ابن أبي حصينة
الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة، الأمير أبو الفتح؛ توفي في حدود الخمسمائة، رحمه الله تعالى.
من شعره يمدح أسد الدولة عطية بن صالح بن مرداس (2) :
سرى طيف هندٍ والمطيّ بنا تسري
…
فأخفى دجى ليلي (3) وأبدى سنا فجري منها:
خليليّ فكّاني من الهمّ واركبا
…
فجاج الموامي الغبر في النّوب الغبر
إلى ملكٍ من عامر لو تمثّلت
…
مناقبه أغنت عن الأنجم الزهر
إذا نحن أثنينا عليه تلفّتت
…
إليه المطايا مصغيات إلى جبر (4)
وفوق سري الملك من آل صالحٍ
…
فتىً ولدته أمّه ليلة القدر
فتى وجهه أبهى من البدر منظراً
…
وأخلاقه أشهى من الماء والخمر منها:
أبا صالحٍ أشكو إليك نوائباً
…
عرتني كما يشكو النبات إلى القطر
لتنظر نحوي نظرةً لو نظرتها
…
إلى الصخر فجّرت العيون من الصخر
وفي الدار خلفي صبيةٌ قد تركتهم
…
يطلّون إطلال الفراخ من الوكر
جنيت على روحي جنايةً
…
فأثقلت ظهري بالذي خفّ من ظهري
(1) الوافي ومعجم الأدباء 10: 90 (الحسين) وتهذيب ابن عساكر 3: 187، 305 وتاريخ ابن الوردي 1: 365 وله ديوان شرح بعضه أبو العلاء المعري (دمشق 1956) .
(2)
الديوان 1: 350 نقلاً عن الفوات.
(3)
ص: ليلى.
(4)
ص: قبر (دون إعجام الباء) وعند ياقوت: الشكر.
فهب هبةً يبقى عليك ثناؤها
…
بقاء النجوم الطالعات التي تسري قال الأمير أسامة بن مرشد: فلما فرغ من إنشاده أحضر الأمير أسد الدولة القاضي والشهود، وأشهد على نفسه بتمليك ابن أبي حصينة ضيعةً من ملكه لها ارتفاع كثير، وأجازه وأحسن إليه، فأثرى وتمول.
ولما امتدح نصر ابن صالح بحلب قال له: تمن، قال: أتمنى أن أكون أميراً، فجعله أميراً يجلس مع الأمراء، ويخاطب بالأمير، وقربه وصار يحضر مجلسه في زمرة الأمراء، ثم وهبه أيضاً مكاناً بحلب قبلي حمام الواساني، فعمرها داراً، وزخرفها وقرنصها وتمم بناءها وكمل حالها، ونقش على دائرة الدرابزين (1) :
دارٌ بنيناها وعشنا بها
…
في دعةٍ من آل مرداس
قوم محوا بؤسي ولم يتركوا
…
عليّ في الأيام من ناس
قل لبني الدنيا ألا هكذا
…
فليفعل الناس مع الناس (2) ولما تكامل عمل الدار عمل دعوةً، وأحضر إليها نصر ابن صالح، فلما أكل الطعام ورأى حسن بناء الدار ونقوشها وقرأ الأبيات قال: يا أمير، كم خسرت على بناء الدار (3) ؟ قال: يا مولانا ما لي علم، بل هذا الرجل تولى عمارتها، فسأل ذلك المعمار فقال: غرم عليها ألفي دينار مصرية، فأحضر من ساعته ألفي دينار مصرية وثوب أطلس وعمامة مذهبة وحصاناً بطوق ذهب وسرفسار (4) ذهب، وقال له:
قل لبني الدنيا ألا هكذا
…
فليصنع الناس مع الناس وبعد أيام حضر رجل من أهل المعرة ينبز بالزقوم كان من أراذلها وفيه
(1) الديوان 1: 360 نقلاً عن الفوات.
(2)
ص: بالناس.
(3)
يا أمير
…
الدار: مكرر في ص.
(4)
من الفارسية: سر افسار، وهو مقبض اللجام.