الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
89 -
(1)
توبة ابن الحمير
توبة بن الحمير الخفاجي، أحد المتيمين، صاحب ليلى الأخيلية ويأتي ذكرها في حرف اللام إن شاء الله تعالى؛ كان يهوى ليلى فخطبها إلى أبيها فأبى أن يزوجه، وزوجها في بني الأولغ فكان يكثر زيارتها، فشكوه إلى قومه فلم يقلع فشكوه إلى السلطان فأهدر دمه إن أتاهم، فعلمت بذلك ليلى، ثم إن قومها كمنوا له في الموضع الذي يلقاها فيه، فلما جاء خرجت إليه سافرة حتى جلست في طريقه، فما رآها سافرة فظن لما أرادت فركض فرسه ونجا، وقال قصيدته التي منها:
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت
…
فقد رابني منها الغداة سفورها ثم إن توبة قتلته بنو (2) عوف بن عقيل في حدود الثمانين من الهجرة، رحمه الله تعالى، فقالت ليلى ترثيه:
نظرت ودوني من عماية (3) منكب
…
وبطن الركاء أيّ (4) نظرة ناظر منها:
وتوبة أحيى من وفاة حيية
…
وأجرأ من ليث بخفّان خادر
(1) الأغاني 10: 63، 4: 192 والشعر والشعراء: 356 وأمالي القالي 1: 86 والسمط: 119 والخزانة 3: 31 والعيني 1: 569، 2: 47، 4: 53 والمؤتلف: 68، 93 وأسماء المغتالين: 250 والمحاسن والأضداد: 125.
(2)
ص: بني.
(3)
ص: غمامة.
(4)
ص: وبطن الردى من أي.
ونعم فتى الدنيا وإن كان فاجراً
…
ونعم الفتى إن كان ليس بفاجر وهي قصيدة طويلة أوردها صاحب الأغاني، ولها فيها مراث (1) أخر.
ثم إن ليلى أقبلت من سفر فمرت بقبر توبة وهي في هودج ومعها زوجها، فقالت: والله لا أبرح حتى أسلم على توبة، فجعل الزوج يمنعها وهي تأبى إلا أن تلم به، فتركها فصعدت أكمةً عليها قبر توبة، فقالت: السلام عليك يا توبة، ثم حولت وجهها نحو القبر وقالت: ما عرفت له كذبة قط، فقالوا: وكيف ذلك؟ قالت: أليس هو القائل:
ولو أن ليلى الأخيليّة سلّمت
…
عليّ ودوني جندلٌ وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا
…
إليها صدىً من جانب القبر صائح
وأُغبط من ليلى بما لا أناله
…
ألا كلّ ما قرّت به العين صالح فما باله لم يسلم علي كما قال؟ وكان إلى جانب القبر بومة كامنة، فلما رأت الهودج واضطرابه فزعت وطارت في وجه الجمل، فنفر ورمى بليلى على رأسها فماتت من وقتها ودفنت إلى جانبه.
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي: ما كذب بعد موته؛ لأنه قال: أو زقا إليها صدى من جانب القبر والصدى هو ذكر البوم، وهذا من عجائب الاتفاق، رحمها الله تعالى.
(1) ص: مراثي.