الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالله ممّا هجرتني قل لي
…
وأنت مما جنيت في حلّ
من لي بيوم أراك فيه وقد
…
قررت عيني بزورةٍ من لي؟ وله أيضاً:
قم يا غلام أدر مدامك
…
واحثث على الندمان جامك
تدعى غلامي ظاهراً
…
وأظلّ في سرٍّ غلامك
الله يعلم أنّني
…
أهوى عناقك التزامك كان المقتدر بالله قد قلده مدناً على ساحل الشام: السويدية واللاذقية وجبلة وصيدا وما يتعلق بهما، وكانت وفاته في سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة، رحمه الله تعالى.
14 -
(1)
فخر الدين ابن لقمان
إبراهيم بن لقمان بن أحمد بن محمد الوزير الكاتب، فخر الدين الشيباني؛ قال الشيخ شمس الدين: رأيته بعمامة صغيرة، وقد حدث عن ابن رواج (2) وكتب عنه البرزالي والطلبة، وتوفي بمصر سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وصلي عليه بدمشق؛ ولي وزارة الصحبة للملك السعيد، ثم وزر مرتين للملك المنصور قلاوون، وأصله من إسعرد.
وكان قليل الظلم، فيه إحسان إلى الرعية، وكان إذا عزل من الوزارة يأخذ
(1) الزركشي 1: 19 والمنهل الصافي 1: 18 والوافي 6: 97 والنجوم الزاهرة 8: 50؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
(2)
الوافي والمنهل الصافي: رواح.
غلامه الحرمدان (1) خلفه، ويبكر من الغد إلى ديوان الإنشاء.
ولما فتح الكامل آمد كان ابن لقمان شاباً يكتب على عرصة القمح، وينوب عن الناظر، وكان البهازهير كاتب الإنشاء للملك الكامل، فاستدعى من ناظر آمد حوائج، فكانت الرسالة ترد إليه بخط ابن لقمان، فأعجب البها زهير خطه وعبارته، فاستحضره ونوه به، وناب عنه في ديوان الإنشاء، ثم إنه خدم في ديوان الإنشاء في الدولة الصالحية وهلم جرا إلى أوائل الدولة الناصرية.
قال الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس: كان فخر الدين ابن لقمان وتاج الدين ابن الأثير صحبة السلطان على تل العجول، ولفخر الدين مملوك اسمه الطنبا، فاتفق أنه دعا بمملوكه المذكور، يا الطنبا، فقال: نعم، ولم يأته، فتكرر طلبه له وهو يقول نعم، ولا يأتيه، وكانت ليلة مظلمة، فأخرج فخر الدين رأسه إلى الخيمة وقال: تقول نعم وما أراك؟ فقال تاج الدين:
في ليلةٍ من جمادى ذات أنديةٍ لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا
قلت: وهذا من جملة أبيات في الحماسة لمرة بن محكان (2) ، وما استشهد أحد في واقعة بأحسن من هذا أبداً.
ومن شعر فخر الدين ابن لقمان في غلامه غلمش:
لو وشى فيه من وشى
…
ما تسلّيت غلمشا
أنا قد بحت باسمه
…
يفعل الله ما يشا وله أيضاً:
كن كيف شئت فإنني بك مغرم
…
راضٍ بما فعل الهوى المتحكم
(1) الحرمدان (وبالخاء الفارسية) : جراب من جلد توضع فيه الأدوات والأوراق.
(2)
شرح المرزوقي، رقم 675 (1562) وشرح التبريزي 4: 59 ومرة بن محكان شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية (انظر الأغاني 20: 9، 22: 348 ومعجم المرزباني: 383 والشعر والشعراء: 576) .