الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك، وكاغد فيه ذهب ووضعه على مصلاه، فلما فرغ من الصلاة وضع يده عليهما فدفعهما بظاهر كفه وانصرف، فلما وصل إلى المكان الذي أفرد له جاء إليه خادم بالكاغدين وقال: إن أمير المؤمنين استحسن ذلك منك وقال: ما قصر معكم، قال لكم: ما أنا حمال، ومنزلي فتعرفونه إن أردتم أن تعطوني شيء (1) فاحملوه إلى منزلي.
ومات المستظهر بعلة المراقيا، رحمه الله تعالى.
40 -
(2)
الاعيمى الاندلسي
أحمد بن عبد الله بن هريرة أبو العباس الأعيمى الاشبيلي، توفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة، رحمه الله تعالى. من شعره (3) :
بحياة عصياني عليك عواذلي
…
إن كانت القربات عندك تنفع
هل تذكرين ليالياً سلفت لنا
…
لا أنت باخلةٌ ولا أنا أقنع وله أيضاً (4) :
أعد نظراً في روضتي ذلك الخدّ
…
فإني أخاف الياسمين على الورد
وخذ لهما دمعي وعلّلهما به
…
فإنّ دموعي لا تعيد ولا تبدي
(1) كذا في ص.
(2)
الزركشي: 31 وقلائد العقيان: 273 والذخيرة (القسم الثاني: 215) وبغية الملتمس: 176 والمغرب 2: 451 وتحفة القادم: 27 ونكت الهميان: 110 والوافي 7: 126 ومقدمة ديوانه (ط. دار الثقافة 1963) ؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
(3)
ديوانه: 78.
(4)
ديوانه: 33.
وإلاّ ففي كأس المدامة بلغة
…
تقوم مقام الدنّ عندك أو عندي
وفي ريقك المعسول لو أن روضة
…
تعلّل بالكافور والمسك والشهد
وماء شبابي كان أعذب مورداً
…
لو أن الليالي لم تزاحمك في الورد
أمنك الخيال الطارقي كلّ ليلةٍ
…
على مثل حدّ السيف أو طرّة البرد
منىً لا أبالي أن تكون كواذباً
…
فتفنى ولكن المدار على وجدي
وليلة وافاني وقد ملت ميلةً
…
وكنت أنا والنجم بتنا على وعد
ألّم فحيا بين رقبا ورقبةٍ
…
ولا شيء أحلى من دنوٍّ على بعد
وقد زانه لمحٌ من البدر في الدجى
…
كما لاح وسم الشيب في الشعر الجعد
رأى أدمعي حمراً وشيبي ناصعاً
…
وفرط نحولي واصفراري على خدي
فودّ لو أني عقده أو وشاحه
…
وإن لم يطق حمل الوشاح ولا العقد
ألمّ فأعداني ضناه وسهده
…
وقد كان هذا الشوق أولى بأن يعدي
وولّى فلا تسأل بحالي بعده
…
ولكن سل الأيّام عن حاله بعدي
تفاوت قومي (1) في الحظوظ وسبلها
…
فمكدٍ على حرصٍ ومثرٍ على زهد
وأمّا أنا والحضرميّ فإنّنا
…
قسمنا المعالي بين (2) غور إلى نجد
فأبت أنا بالشعر أحمي لواءه
…
وآب ابن عيسى بالسيادة والمجد
فتىً لا يبالي فوز من فاز بالعلا
…
إذا امتلأت كفا يديه من الحمد وله أيضاً (3) :
وبديع الأوصاف كالشمس كالد
…
مية كالغصن كالقنا كالريم
سكريّ اللمى وضيء المحيّا
…
يستخفّ النفوس قبل الجسوم
متهدّ (4) إلى الحلوم بلحظ
…
ربّما كان ضلّةً للحلوم
(1) الديوان: قوم.
(2)
الديوان: قسمنا العلا ما بين.
(3)
ديوانه: 165.
(4)
ص: مستمد.
ما (1) يبالي من بات يلهو به إن
…
لم ينل ملك فارس والروم
قمت أسقيه من لمى ثغره العذ
…
ب على صحن خدّه المرقوم
بين ليلٍ كخضرة الروض في اللو
…
ن وصبحٍ كعرفه في الشميم
وكأن النجوم في غبش الصب؟
…
ح وقد لفها فرادى (2) بتوم
أعين العاشقين أدهشها البي؟
…
ن فأغضت بين الضنى والوجوم (3) وله أيضاً (4) :
أما والهوى وهو إحدى الملل
…
لقد مال قدّك حتى اعتدل
وأشرق وجهك للعاذلات
…
حتى رأت كيف يعصى العذل
ولم أر أفتك من مقلتيه
…
على أن لي خبرةً بالمقل
كحلتهما يهوىً قاتل
…
وقلت الردى حيلة في الكحل
وانّي وإن كنت ذا غفلةٍ (5)
…
لأعلم كيف تكون الحيل
ولست أسائل عينيك بي
…
ولكن بعهد الرضى ما فعل
وقد كنت جاريت تلك الجفون
…
إلى الموت بين المنى والعلل وقال يرثي شاباً قتل غيلة (6) :
خذا حدثاني عن فل وفلان
…
لعلتي أرى باق على الحدثان
وعن دول حسن الديار وأهلها
…
فنين وصرف الدهر ليس بفان
وعن هرمي مصر الغداة أمتّعا
…
بشرخ شباب أم هما هرمان
وعن نخلتي حلوان كيف تناءتا
…
ولم يطويا كشحاً على شنآن
(1) الديوان: لا.
(2)
ص: فوادي.
(3)
ص: والرحوم.
(4)
ديوانه: 130.
(5)
الديوان: كنت داهنتني.
(6)
هو ابن اليناقي، انظر ديوانه:224.
وطال ثواء (1) الفرقدين بغبطةٍ
…
وما علما أن سوف يفترقان
وزايل بين الشعريين تصرف
…
من الدهر لا وانٍ ولا متواني
فإن تذهب الشعرى العبور لشانها
…
فإن الغميصا في بقية شان
وجن سهيل (2) بالثريا جنونه
…
ولكن سلاه كيف يلتقيان
وهيهات من جور القضاء وعدله
…
شآمية ألوت بدين يماني
فأزمع عنها آخر الدهر سلوةً
…
على طمعٍ خلاه للدبران
وأعلن صرف الدهر لابني نويرة
…
بيوم تناءٍ غال كلّ تدان
وكانا كندماني جذيمة حقبة
…
من الدّهر لو لم ينصرم لأوان
فهان دم بين الدكادك فاللوى
…
وما كان في أمثالها بمهان
وضاعت دموع بات يبعثها الأسى
…
يهيّجها قبرٌ بكلّ مكان
ومال على عبس وذبيان ميلةً
…
فأودى بمجنيٍّ عليه وجان
فعوجا على جفر الهباءة فاعجبا
…
بضيعة أعلاق هناك ثمان
دماء جرت منها التلاع بمثلها
…
ولا ذحل إلاّ أن جرت فرسان
وأيّام حرب لا ينادى وليدها
…
أهاب بها في الحيّ يوم رهان
فآب الربيع والبلاد تهزه
…
ولا مثل مودٍ (3) من وراء عمان
وأنحى على ابني وائل فتهاصرا
…
غصون الردى من كزة ولدان
تعاطى كليب فاستمرّ بطعنة
…
أقامت لها الأبطال سوق طعان
وبات عديٌّ بالذنائب يصطلي
…
بنار وغىً ليست بذات دخان
فذلّت رقابٌ من رجال أعزّةٍ
…
إليهم تناهي عزّ كلّ زمان
وهبوا يلاقون الصوارم والقنا
…
بكلّ جبينٍ واضحٍ ولسان
فلا خدّ إلاّ فيه حدّ مهنّدٍ
…
ولا صدر إلاّ فيه صدر سنان
وصال على الجونين بالشّعب فانثنى
…
بأسلاب مطلولٍ وربقة عان
(1) ص: ثوى.
(2)
ص: سهيلا.
(3)
ص: مرد.
وأمضى على أبناء قيلة حكمه
…
على شرسٍ (1) أدلوا به وليان
ولو شاء عدوان الزمان ولو يشا
…
لكان عذير (2) الحيّ من عدوان
وأي قبيل لم يصدع جميعهم
…
ببكر من الأرزاء أو بعوان
خليليّ أبصرت الرّدى وسمعته
…
فإن كنتما في مريةٍ فسلاني
ولا تعداني أن أعيش إلى غدٍ
…
لعلّ المنايا دون ما تعداني
ونبهني ناعٍ مع الصبح كلّما
…
تشاغلت عنه عنّ لي وعناني
أُغمّض أجفاني كأنّي نائمٌ
…
وقد لجت الأحشاء في الخفقان
أبا حسنٍ أما أخوك فقد مضى
…
فوالهف نفسي ما التقى أخوان
أبا حسن إحدى يديك رزئتها
…
فهل لك بالصبر الجميل يدان
أبا حسنٍ ألق (3) السلاح فإنّها
…
منايا وإن قال الجهول أماني
أبا حسن هل يدفع الموت حينه
…
بأيد شجاع أبو بكيد جبان
توقوه شيئاً ثمّ كروا فجعجعوا (4)
…
بأروع فضفاض الرداءٍ هجان
قليل حديث النّفس عمّا يروعه
…
وإن لم يزل من ظنّه بمكان
أبيّ وإن تتبع رضاه فمصحب
…
بعيد وإن تطلب جداه فداني
بنفسي وأهلي أي بدر دجنّةٍ
…
لستّ خلت من شهره وثمان
يقولون لا يبعد ولله درّه
…
وقد حيل بين العير والنّزوان
ويأبون إلاّ ليته ولعلّه
…
ومن أين للمقصوص بالطيران
ليشعركما السلوان أنّ محمّداً
…
مجاور حورٍ في الجنان حسان
وأن النّجوم الزهر في كل مطلع
…
يجدن به مثل الذي تجدان
سفاك كدمعي أو كجودك واكفٌ
…
من المزن بين السحّ والهملان
(1) ص: شرش.
(2)
ص: عزيز.
(3)
ص: القي.
(4)
ص: فجمجموا.