الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
82 -
(1)
ابن قوام
أبو بكر بن قوام بن علي بن قوام بن منصور بن معلى البالسي، أحد مشايخ الشام؛ كان شيخاً زاهداً عابداً قانتاً لله، عديم النظير (2) كثير المحاسن، وافر النصيب من العلم والعمل، صاحب أحوال وكرامات. ولد بصفين سنة أربع وثمانين وخمسمائة، ونشأ ببالس، وكان حسن الأخلاق لطيف الصفات، وافر الأدب والعقل، دائم البشر، كثير التواضع، شديد الحياء، متمسك (3) بالآداب الشرعية، تخرج به غير واحد من العلماء والمشايخ، وتتلمذ له خلق كثير، وقصد بالزيارة.
قال: كنت في بدايتي تطرقني الأحوال كثيراً، فأخبر شيخي بها فينهاني عن الكلام فيها ويقول: متى تكلمت في هذا ضربتك بهذا الصوط، ويقول: لا تلتفت إلى شيء من هذه الأحوال، إلى أن قال لي: سيحدث لك في هذه الليلة أمر عجيب فلا تجزع، فذهبت إلى أمي وكانت ضريرة، فسمعت صوتاً من فوق فرفعت رأسي، فإذا نور كأنه سلسلة متداخلٌ بعضه في بعض، فحمد الله تعالى وقبلني بين عينيّ وقال: الآن تمت عليك النعمة يا بني، أتعلم ما هذه السلسلة؟ قلت: لا، قال: هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذن لي في الكلام حينئذ.
قال حفيده: حدثني الشيخ الإمام شمس الدين الخابوري قال: سألت الشيخ
(1) الوافي وعبر الذهبي 5: 250 والشذرات 5: 295 والدارس 2: 208.
(2)
ص: النضير.
(3)
كذا في ص.
عن قوله " إنكم وما تعبدون من دون الله حَصَبُ جهنم " الأنبياء فقد عبد عيسى وعزير، فقال: تفسيرها " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون " الأنبياء فقلت له: يا سيدي، لا تعرف تكتب ولا تقرأ، من أين لك هذا؟ قال: يا أحمد، وعزة المعبود لقد سمعت الجواب فيها كما سمعت سؤالك.
وبعث إليه الملك الكامل على يد فخر الدين خمسة عشر ألف درهم، فما قبلها وقال: لا حاجة لنا بها، أنفقها في جند المسلمين.
وجاءته امرأة وقالت: عندي دابة قد ماتت، ومالي من يخرجها عني، قال: امضي وحصلي حبلا حتى أبعث من يجرها، فمضت وفعلت، فجاء بنفسه وجر الدابة، فجاء الناس وجروها عنه.
وكان لا يدع أحد (1) يقبل يديه ويقول: من أمكن من تقبيل يده نقص من حاله شي.
وتوفي بقرية علم سنة ثمان وخمسين وستمائة ودفن بها، فأوصى أن يدفن في تابوت، وقال لابنه: يا بني لا بد أن أنقل إلى الأرض المقدسة، فنقل بعد اثنتي (2) عشرة سنة إلى دمشق سنة سبعين ودفن بزاويته أسفل عقبة دمر، رحمه الله تعالى.
(1) كذا في ص.
(2)
ص: اثني.