الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
90 -
(1)
تقي الدين التكريتي
توبة بن علي بن مهاجر بن شجاع بن توبة، الصاحب تقي الدين توبة التكريتي المعروف بالبيع؛ ولد يوم عرفة بعرفة سنة عشرين وستمائة وتعانى التجارة والسفر، وتعرف بالسلطان حسام الدين لاجين لما كان أمير، وعامله وخدمه، فلما صار سلطان ولاه وزارة الشام مدة ثم عزله، وصودر غير مرة، ثم يسلمه الله تعالى.
وكان مع ظلمه وعسفه فيه مروة وحسن إسلام وتقرب إلى أهل الخير وعدم خبث وهمة عالية وسماح، وحسن خلق ومزاح، واقتنى الخيل المسومة والدور الحسنة، واقتنى المماليك الملاح، وعمر لنفسه تربة حسنة تصلح لملك، وبها دفن لما مات سنة ثمان وتسعين وستمائة، وحضر جنازته ملك الأمراء والقضاة.
يقال عنه إنه كان عنده مملوك مليح اسمه أقطوان، فخرج ليلة وأقطوان خلفه إلى وادي الربوة، فمروا على مسطول وهو نائم، فلما أحس بوقع حوافر الخيل فتح عينيه وقال: يا الله توبة؟ فقال له: والك يا قواد، إيش تعمل بتوبة؟ شيخ نحس مقلع الأسنان قول: يا الله أقطوان.
ويقال إنه أتى إليه رجل من تكريت وقال له: يا مولانا الصاحب أشتهي منك شفاعة إلى شيخ الخانقاه الشميصاتية حتى ينزلني فيها، فدعا بنقيبه وقال له: روح مع هذا إلى شيخ الخانقاه، وسلم عليه من جهتي، وقولي له يقبل شفاعتي في هذا وينزله في الخانقاه، فلما جاء إلى شيخ الشيوخ وأدى
(1) انظر صفحات متفرقة من السلوك (ج؟: 1) والنجوم الزاهرة 8: 185 والوافي والعبر 5: 386 والدارس 2: 237 والشذرات 5: 441.
الرسالة قال له: قول للصاحب: هذا ما هو صوفي ولا ينزل عمره في خانقاه، وهذه الخانقاه شرطها أنه لا ينزل فيها إلا صوفي مربى يعرف آداب القوم، فجاء إليه الرجل باكي وقال: يا سيدي لم يسمع من رسالتك، فغضب وسير خلف الشيخ فلما دخل عليه قال: يا مولانا، لأي معنى ما تنزل هذا؟ قال: مولانا هذا ما هو صوفي، فقال الصاحب للرجل: ما تعرف تاكل أرز مفلفل؟ قال: بلى والله، قال: ما تعرف ترقص في السماع؟ قال: بلى، قال: ما تعرف تلوط على المليح، قال: بلى والله، قال: صوفي أنت من عمرك.
ولشمس الدين ابن منصور موقع غزة فيه، وقد أعيد إلى الوزارة:
عتبت على الزمان وقلت مهلاً
…
أقمت على الخنا ولبست ثوبه
نفاق في التجاهل والتعامي
…
وعاد إلى التقى وأتى بتوبه ولعلاء الدين الوداعي الكندي فيه، وقد سقط عن حصان:
فديناك لا تخش من وقعةٍ
…
فإنّ وقوعك للأرض فخر
سقوط الغمام بفصل الربيع
…
ففي البرّ برٌّ وفي البحر درّ وله أيضاً فيه رحمه الله تعالى:
إني حلفت يميناً
…
لم آت فيها بحوبه
مذ أقعدتني الليالي
…
لا قمت إلاّ بتوبه