الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من منقذي من يدي من ليس يرحمني
…
يقتادني للهوى المردي فأتبعه
آتيه بالصدق من قولي فيدفعه
…
ظناً ويكذبه الواشي فيسمعه
لو خفف الثقل عن قلبي وعلله
…
بالوعد كنت أمنّيه وأطمعه
لكنه صرّح الهجران فالتهبت
…
نار التأسف بالأحشاء تسفعه
أقول أسلو فتأتيني بدائعه
…
تترى بكلّ شفيعٍ ليس أدفعه
وليلةٍ زارني فيها على عجل
…
والشوق يحفزه والخوف يفزعه
وبات مستنطقاً أوتار مزهره ال؟
…
فصاح يتبعها طوراً وتتبعه
إذا لوت كفّه الملوى سمعت لها
…
وقعاً يلذ على الأسماع موقعه
فبت أنظره بدراً، وأرشفه
…
خمراً، وأقطفه ورداً، وأسمعه
وقام والوجد يبطيه ويعجله
…
ضوء الصباح وأنفاسي تودعه قلت: أظنه عارض بهذه القصيدة عينية ابن زريق المشهورة التي أولها:
لا تعذليه فإنّ العذل يولعه
…
قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه وجيد هذه أكثر من جيد تلك.
وكانت وفاة ابن الدبيثي بواسط سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
27 -
(1)
المعتمد على الله
أحمد بن جعفر أمير المؤمنين، المعتمد على الله بن المتوكل بن المعتصم، ولد سنة تسع وعشرين ومائتين بسر من رأى؛ كان أسمر رقيقاً أعين خفيفاً لطيف
(1) الزركشي 1: 27 والروحي: 57 والفخري: 226 وتاريخ الخلفاء: 292 والوافي 6: 292؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
اللحية جميلاً، توفي ليلة الاثنين تاسع عشر رجب سنة " تسع وسبعين ومائتين "(1) ببغداد، وحمل فدفن بسامرا، وكانت خلافته ثلاثاً (2) وعشرين سنة وستة أيام، وقيل إنه سم في رءوس الجداء، وقيل بل لف في بساط وشد عليه حتى مات، وقيل إن الذين أكلوا معه من الرءوس ماتوا؛ وكان منهمكاً على اللذات، فاستولى أخوه الموفق على الأمور، وكان يشرب ويعربد على الندماء، واستولى بعده ابن أخيه الموفق، المعتضد.
قال في المرزباني في معجم الشعراء: وكان يقول الشعر ويغني به المغنون، فمن شعره:
طال والله عذابي
…
واهتمامي واكتئابي
بغزال من بني الأص؟
…
فر لا يعنيه ما بي
أنا مغرى بهواه
…
وهو مغرىً بعذابي
فإذا ما قلت صلني
…
كان لا منه جوابي ومن شعره وقد نقله الموفق من مكان إلى مكان:
ألفت التباعد والغربه
…
ففي كلّ يوم لنا تربه
وفي كل يوم لنا حادث
…
يؤدي إلى كبدي كربه
أمرّ الزمان لنا طعمه
…
فما إن أرى ساعة عذبه ومن شعره:
بليت بشادن كالبدر حسناً
…
يعذّبني بأنواع الجفاء
ولي عينان دمعهما غزير
…
ونومهما أعزّ من الوفاء وأطربته يوماً مغنية فأمر لها بشيء، فلم ينجز لها، فقال:
(1) سقط من ص.
(2)
ص: ثلاث.