الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الشيخ شرف الدين الدمياطي: أنشدني موفق الدين لنفسه:
قمر عدمت عواذلي في عشقه
…
بل ما عدمت تزاحم العشاق
يبدو فتسبقه العيون وإنها
…
مأمورة بالغمض والإطراق
عيناي قد شهدا بعشقك، إنما (1)
…
لك أن تقول هما من الفسّاق ولما صنف أخوه الفلك الدائر على المثل السائر كتب إليه موفق الدين:
المثل السائر يا سيّدي
…
صنفت فيه الفلك الدائرا
لكنّ هذا فلكٌ دائر
…
أصبحت فيه المثل السائرا 59 (2)
البلاذري
أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري، أبو الحسن وقيل أبو بكر البغدادي؛ ذكره الصولي في ندماء المتوكل، مات في أيام المعتضد، كان جده جابر يخدم الخصيب صاحب مصر. وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال: سمع بدمشق هشام بن عمار وأبا حفص ابن عمر بن سعيد، وبحمص محمد بن مصفى (3) وبالعراق عفان بن مسلم وعبد الأعلى وعبد الله بن صالح العجلي ومصعباً (4) الزبيري والقاسم بن سلام وعثمان بن أبي شيبة. ووسوس في آخر عمره بشربه البلاذر، وكان كثير الهجاء بذيء اللسان آخذاً لأعراض الناس. وتناول
(1) ص: إنها.
(2)
الزركشي: 65 والفهرست: 113 وتهذيب ابن عساكر 2: 109 ومعجم الأدباء 5: 89 والوافي 8: 239.
(3)
سقط من ص.
(4)
ص: ومصعب.
وهب بن سليمان بن وهب لما ضرط فمزقه، فمن قوله فيه وكانت الضرطة بحضرة عبيد الله بن يحيى بن خاقان:
أيا ضرطة حسبت رعده
…
تنوّق في سلّها جهده
تقدّم وهبٌ بها سابقاً
…
وصلّى أخو صاعدٍ بعده
لقد هتك الله ستريهما
…
كذلك من يطعم الفهده وقال في عافية ابن شيث (1) :
من رآه فقد رأى
…
عربيّاً مدلّسا
ليس يدري جليسه
…
أفسا أم تنفّسا (2) قال البلاذري: كنت من جلساء المستعين بالله وقد قصده الشعراء فقال: ليس أقبل إلا من الذي يقول مثل قول البحتري في المتوكل:
فلوانّ مشتاقاً تكلّف فوق ما
…
في وسعه لسعى إليك المنبر فرجعت إلى داري وأتيته وقلت: قد قلت فيك أحسن مما قاله البحتري في المتوكل، فقال: هات، فأنشدته:
ولو أنّ برد المصطفى إذ لبسته
…
يظنّ لظنّ البرد أنك صاحبه
وقال وقد أعطيته ولبسته:
…
نعم هذه أعطافه ومناكبه فقال لي: ارجع إلى منزلك فافعل ما آمرك به، فرجعت، فبعث إلي سبعة آلاف دينار وقال: ادخر هذه للحوادث بعدي، ولك علي الجراية والكفاية ما دمت حياً.
وقال في عبيد الله بن يحيى بن خاقان وقد صار إلى بابه فحجبه، فأنشده:
(1) الوافي: شبيب.
(2)
من أول الترجمة حتى هذا الموضع لم يرد في المطبوعة.