الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 -
(1)
الجعبري
إبراهيم بن عمر بن إبراهيم، الشيخ الإمام العلامة ذو الفنون شيخ القراء، برهان الدين الجعبري الشافعي ابن مؤذن جعبر؛ ولد في حدود الأربعين، وسمع في حياة ابن خليل، وتلا ببغداد بالسبع على ابن الوجوهي، وقرأ التعجيز حفظاً على مؤلفه تاج الدين ابن يونس، وسمع من جماعة، وقدم إلى دمشق، فنزل بالشميصاتية (2) وأعاد بالغزالية (3) ، وباحث وناظر، ثم ولي مشيخة الحرم ببلد الخيل عليه السلام، فأقام به بضعاً وأربعين سنة، وصنف التصانيف، واشتهر ذكره.
وألف شرحاً للشاطبية كبيراً، وشرحاً للرائية، ونظم في الرسم روضة الطرائف واختصر مختصر ابن الحاجب، ومقدمته في النحو، وكمل شرح التعجيز، وله ضوابط كثيرة نظمها، وله كتاب الافهام والإصابة في مصطلح الكتابة نظم، وله كتاب يواقيت المواقيت نظم، والسبيل الأحمد إلى علم الخليل بن أحمد وتذكرة الحفاظ في مشتبه الألفاظ ورسوم التحديث في علم الحديث وموعد الكرام لمولد النبي عليه السلام وكتاب المناسك ومناقب الشافعي والشرعة في القراءات السبعة
(1) الزركشي 1: 17 والدرر الكامنة 1: 51 وطبقات الشافعية 6: 82 والوافي 6: 73 وأعيان العصر: 27 والبداية والنهاية 14: 160 وغاية النهاية 1: 21 والأنس الجليل 2: 496 وطبقات الأسنوي 1: 385 ومرآة الجنان 4: 285 والمنهل الصافي 1: 112 والشذرات 6: 97 وبغية الوعاة: 184؛ وهذه الترجمة موجزة جداً في المطبوعة.
(2)
هكذا يكتبها المؤلف، وفي الدارس والوافي: السميساطية، وهي خانقاه.
(3)
تنسب إلى الغزالي لكونه دخل دمشق ومنعه الصوفية من دخول الخانقاه السميساطية، فأقام بزاوية عرفت من بعد بالغزالية (الدارس 1: 413) .
وعقود الجمان في تجويد القرآن والترصيع في علم البديع وحدود الاتقان في تجويد القرآن وكتاب الاهتداء في الوقف والابتداء والإيجاز في الألغاز؛ وتصانيفه تقارب المائة كلها جيدة محررة.
وكان حلو العبارة، يحكى قال: كان قبلي لهذا الحرم شيخ، جاء السلطان مرة إلى زيارة الخليل عليه السلام متخلياً عن الناس، فقال له المتحدثون في الدولة: يا شيخ ما تعرفنا حال هذا الحرم ودخله وخرجه، فقال: نعم، وأخذهم وجاء بهم إلى مكان يمدون فيه السماط، وقال لهم: الدخل ها هنا، ثم أخذهم وجاء بهم إلى الطاهرة، وقال: الخرج ها هنا، ما أعرف غير ذلك، فضحكوا منه.
وللجعبري شعر منه:
لمّا أعان الله جلّ بلطفه
…
لم تسبني بجمالها البيضاء
ووقعت في شرك الرّدى متحبّلاً
…
وتحكّمت في مهجتي السوداء وقال لي من سمعه يحكي: كنت في أول الأمر أشتري بفلس جزر أتقوت به ثلاثة أيام.
وكان ساكناً ذكياً وقوراً، وألف في كثير من العلوم، وتوفي في رمضان سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة.
ومن شعره:
أضاء لها دجى الليل البهيم
…
وجدّد وجدها مرّ النسيم
فراحت تقطع الفلوات شوقاً
…
مكلفةً بكلّ فتىً كريم
فقالوا لا نرى فيها أنيساً
…
سوى نجمٍ وغصن نقاً وريم
نياقٌ كالحنايا ضامراتٌ
…
يحاكي ليلها ليل السّليم
كأنّ لها قوائم من حديدٍ
…
وأكباداً من الصّلد الصميم
لها بقبا وسفح منىً غرامٌ
…
يلازمها ملازمة الغريم