الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القصة، فقال: لما اجتزنا عليه ذكرنا أمره الغريب، وقلنا: نريد نمتحنه، وصنفنا رؤيا للوقت، فكان ما سمعت.
وحكي عنه أنه جاء إليه آخر وقال: رأيت كأن في داري شجرة يقطين، قال: أعندك في دارك غير الزوجة؟ قال: نعم جارية، قال: بعني إياها، قال: إنما ملك زوجتي، قال: قل لها تبيعني إياها، فراح وعاد وقال: إنها لا تبيعها، فقال: امضي إلى هذه الجارية واعتبرها، فمضى وعاد وقال: إنها طلعت عبد (1) وزوجتي تكتمني أمره، وتلبسه لباس النساء.
وجاء إليه إنسان وقال له: رأيت كأني قد وضعت رجلي على رأسي، فقال له: أفسر لك هذه الرؤيا بيني وبينك أو في الظاهر؛ فقال: في الظاهر، فقال: أن كنت من ليالي (2) تشرب الخمر وسكرت ووطئت أمك، فاستحيا ومضى.
وقيل جاء إليه إنسان وقال له: رأيت كأن قائلاً يقول لي: اشرب شراب الهكاري فقال له: فؤادك يوجعك؟ قال: نعم، قال: اشرب العسل تبرأ، فسئل: من أين لك هذا؛ قال: سمعتهم يقولوا (3) اشرب الديناري، ولم أسمع بالهكاري، فرجعت إلى الحروف فرأيته شراب إلهك أري، والأري: العسل، وذكرت قوله صلى الله عليه وسلم: كذب بطن أخيك، اسقه العسل.
39 -
(4)
المستظهر بالله
أحمد بن عبد الله أمير المؤمنين المستظهر أبو العباس ابن المقتدي بن الذخيرة
(1) كذا في ص؛ وأبقيته على حاله.
(2)
كذا في ص.
(3)
كذا في ص.
(4)
الوافي 7: 115 والمنتظم 9: 200 ومرآة الزمان 1: 73 والنجوم الزاهرة 5: 215 والفخري: 266 وتاريخ الخلفاء: 457 والروحي: 65؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
ابن القائم بن القادر؛ ولد يوم السبت العشرين من شوال سنة سبعين وأربعمائة، وبويع له وهو ابن ستة عشر وشهرين، ولي الخلافة ثامن عشر المحرم سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وتوفي سابع عشر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة (1) وخمسمائة، فكانت ولايته خمساً وعشرين سنة وأشهراً (2) .
ولما بويع له صلى على والده، وصلى بالناس صلاة الظهر، وكان ميمون الطلعة، حميد الأيام، وكان لين الأخلاق، موصوفاً بالعطاء والكرم، يحب العلماء ويتفقد الفقراء، وكان حسن الخط جيد التوقيعات لا يقاربه فيها أحد.
وقال محمد الدين ابن النجار: أنشدني محمد بن محمود المعدل، قال أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وذكر أنها للمستظهر:
أذاب حرّ الهوى في القلب ما جمدا
…
يوم مددت إلى رسم الوداع يدا
فكيف أسلك نهج الإصطبار وقد
…
أرى طرائق في مهوى الهوى قددا
قد أخلف الوعد بدر (3) قد شغفت به
…
من بعد ما قد وفى دهري بما وعدا
إن كنت أنقض عهد الحبّ في خلدي
…
من بعد هذا فلا عاينته أبدا وطلب من يؤم به في الصلوات ويلقن أولاده القرآن، وقصد أن يكون من أرباب البيوت الصالحين وأن يكون مكفوف البصر، فوقع الاختيار على المبارك ابن دواس المقرىء، فوقع منه موقعاً حسناً. ولما صلى به أول ليلة التراويح قرأ في كل ركعة آية، فلما سلم قال له: زدنا من التلاوة، فصلى في كل ركعة بآيتين، فلما سلم قال له زدنا، فأقام (4) يزيده إلى أن صلى في كل ركعة بجزء كامل، فلما كان ليلة الجمعة أحضر له كاغد طيب وعود ند وكافور وما أشبه
(1) ص: اثني عشر.
(2)
ص: وأشهر.
(3)
ص: بدراً.
(4)
ص: فلم.