الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان تام القامة، حسن الأخلاق والشكل، وولي خطابة كفر بطنا (1) ، وأنشأ خطباً كثيرة، وحدث ستين سنة.
روى عنه الشيخ محيي الدين والشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد وشرف الدين الدمياطي وابن الظاهري وابن جعوان وابن تيمية ونجم الدين ابن صصرى وشرف الدين الفزاري وأخوه تاج الدين، وولده برهان الدين، وإمام الكلاسة ومنيف قاضي القدس وعلاء الدين بن العطار وعلاء الدين ابن غانم، وخلق كثير بمصر والشام، وتفرد بالكثير، وكف بصره في آخر عمره، وتوفي لتسع خلون من رجب سنة ثمان وستين وستمائة. ومن شعره لما أضر، رحمه الله تعالى:
إن يذهب الله من عيني نورهما
…
فإنّ قلبي بصير ما به ضرر
والله إنّ لكم في القلب منزلةً
…
ما نالها قبلكم أنثى ولا ذكر
وصالكم لي حياةٌ لا نفاد لها
…
والهجر موت فلا عين ولا أثر ومن شعره:
عجزت عن حمل قرطاس وعن قلم
…
من بعد إلفي بالقرطاس والقلم
كتبت ألفا وألفا من مجلدةٍ
…
فيها علوم الورى من غير ما ألم
ما العلم فخر امرىءٍ إلاّ لعامله
…
إن لم يكن عمل فالعلم كالعدم 36 (2)
الشارمساحي
أحمد بن عبد الدايم بن يوسف بن قاسم بن عبد الخالق الكناني الشارمساحي؛
(1) كفربطنا: من قرى غوطة دمشق.
(2)
الزركشي: 30 والوافي 7: 36 وأعيان العصر 1: 86 والدرر الكامنة 1: 161.
قال الشيخ أثير الدين أبو حيان: مولده بشار مسارح (1) سنة ثلاث وستين وستمائة؛ ومن شعره:
محجبةٌ بين الترائب والحشا
…
فدمعي لها طلقٌ وقلبي لها رهن
وحال الهوى ما ليس يدرك كنهه
…
وهل هو وهمٌ يعتري القلب أو وهن
ومسلكه بالطرف سهلٌ وإنما
…
له منهج أعيا القلوب به حزن
لديه الأماني بالمنايا مشوبةٌ
…
وفيه الرجا واليأس والخوف والأمن
وكم مهلكٍ فيه يقين لعاشق
…
ومطلبه من دونه في الورى ظن (2) وله أيضاً:
تخشى الظُّبا والظِّبا من فتك ناظره
…
وإن تثنّى فلا تسأل عن الأسل
لا واخذ الله عينيه فقد نشطت
…
إلى تلافي وفيها غاية الكسل
يرمي القلوب فلا ندري أقام بها
…
هاروت أم ذاك رام من بني ثعل
هذا الغزال الذي راقت محاسنه
…
فلا عجيبٌ عليه رقة الغزل
لما تواليت من وجدٍ ومن شغفٍ
…
تحقق النّاس أنّي مغرم بعلي ومن شعره:
لا تعجبوا للمجانيق التي رشقت
…
عكّا بنار وهدّتها بأحجار
بل اعجبوا للسان النار قائلةً
…
هذي منازل أهل النار في النار
(1) شارمساح: بلدة من كورة الدقهلية، قريبة من دمياط.
(2)
من أول الترجمة حتى هذا الموضع لم يرد في المطبوعة.