الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجلة، فطلب خبز جندي فأعطي ذلك، وجعل من أجناد المعرة، فلما وصل نظم أحمد بن محمد الدويدة المعري (1) :
أهل المعرة تحت أقبح خطّةٍ
…
وبهم أناخ الخطب وهو جسيم
لم يكفهم تأمير إبن حصينةٍ
…
حتى تجند بعده الزقوم
يا قوم قد سئمت لذاك نفوسنا
…
يا قوم أين الترك أين الروم فاشتهرت الأبيات بالمعرة وحلب، وسمعها الأمير أبو الفتح، فعبر على باب ابن الدويدة وسلم عليه، وقال: والك يا ابن الدويدة هجوتني، والله ما بي هجوي، مثل ما بي من كونك قرنتني إلى الزقوم، فضحك ابن الدويدة وقال: الآن والله كان عندي الزقوم وقال: والله ما بي من الهجو ما بي من كونك قرنتني بابن حصينة، فقال له: قبحك الله؛ وهذا هجو ثان.
117 -
(2)
شيخ الأكراد
الحسن ابن عدي بن أبي البركات بن صخر بن مسافر، الملقب بتاج العارفين شمس الدين أبو محمد شيخ الأكراد، وجده أبو البركات هو أخو الشيخ عدي (3) رحمه الله؛ وكان شمس الدين من رجال العلم رأياً ودهاء، وله فضل وأدب وشعر وتصانيف في التصوف، وله أتباع ومريدون يبالغون فيه.
(1) انظر ترجمة ابن الدويدة في الخريدة (قسم الشام) 2: 53 ودمية القصر 1: 152 وابن خلكان 4: 440 (في ترجمة محمد بن سلطان، ابن حيوس) .
(2)
الوافي وعبر الذهبي 5: 183 والشذرات 5: 229.
(3)
عدي بن سافر الهكاري الذي تنسب إليه الطائفة العدوية، توفي سنة 555 أو 557 (انظر ابن خلكان 3: 254 وفي الحاشية مصادر أخرى لترجمته) .
قال الشيخ شمس الدين الذهبي: وبينه وبين الشيخ عدي من الفرق، كما بين القدم والفرق، وقد بلغ من تعظيم العدوية له أنه قدم عليه واعظ فوعظه حتى رق قلبه وبكى وغشي عليه، فوثب الأكراد على الواعظ فذبحوه، ثم أفاق الشيخ حسن فرآه يخبط (1) في دمه، فقال: ما هذا؟ فقالوا: وإلا إيش هذا من الكلاب حتى يبكي سيدنا الشيخ؟ فسكت حفظاً لدسته وحرمته. وخاف منه بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فقبض عليه وحبسه، ثم خنقه بوتر بقلعة الموصل خوفاً من الأكراد لأنهم كانوا يشون الغارات على بلاده، فخشي لا يامرهم بأدنى إشارة فيخربون بلاد الموصل.
وفي الأكراد طوائف إلى الآن يعتقدون أن الشيخ لا بد أن يرجع، وقد تجمعت عندهم زكوات ونذور ينتظرون خروجه، وما يعتقدون أنه قتل. وكانت قتلته سنة أربع وأربعين وستمائة، وله من العمر ثلاث وخمسون سنة.
ومن تصانيفه: كتاب محك الإيمان والجلوة لأرباب الخلوة وهداية الأصحاب وله ديوان شعر فيه شيء من الاتحاد، من ذلك:
وقد عصيت اللواحي في محبتها
…
وقلت كفّوا فهتك الستر أليق بي
في عشق غانيةٍ في طرفها حورٌ
…
في ثغرها شنب، وجدي من الشنب
فنيت عني بها يا صاح إذ برزت
…
وغبت إذ حضرت حقاً ولم تغب
وصرت فرداً بلا ثان أقوم به
…
وأصبح الكلّ والأكوان (2) تفخر بي
وكلّ معناي معناها وصورتها
…
كصورتي وهي تدعى إبنتي وأبي وله ذوبيت:
الحكمة أن تشرب من الحانات
…
خمراً قرنت بسائر اللذات
من كفّ مهفهفٍ متى ما تليت
…
آيات صفاته بدت من ذاتي
(1) المطبوعة: يتشحط، وهي قراءة جيدة.
(2)
ص: والأكحوان.