الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وواعظٍ تيّمني وعظه
…
فعرفه شيب بإنكار
ينهى عن الذنب وألحاظه
…
تأمر بالذنب بإصرار
وما رأينا قبله واعظاً
…
مكسب آثامٍ (1) وأوزار
لسانه يدعو إلى جنّةٍ
…
ووجهه يدعو إلى نار ومن شعره أيضاً:
يا طالب التزويج إنّك بالذي
…
تبغيه منه (2) جاهلٌ معذور
هل أبصرت عيناك صاحب زوجةٍ
…
إلاّ حزيناً ما لديه سرور
لا تبغ في الدنيا نكاحاً لازماً
…
وافعل بها ما يفعل الزنبور
أو ما تراه حين يدرك فرصةً
…
يدنو ويلسع لسعةً ويطير وتوفي سنة تسع وستين وأربعمائة، رحمه الله تعالى وإيانا، بمنه وكرمه.
63 -
(3)
ابن الطبيب الشاعر
إسحاق بن خلف الشاعر المعروف بابن الطبيب، من شعراء المعتصم؛ كان رجلاً شأنه الفتوة ومعاشرة الشطار والتصيد بالكلاب وإيثار أصحاب الطنابير، وكان من أحسن الناس إنشاداً كأنه يتغنى في إنشاده، وكان إذا راجعك الكلام لم تكد تسأم مراجعته من حسن ألفاظه. حبس مرة بجناية جناها فقال الشعر في السجن، ثم ترقى في ذلك حتى مدح الملوك، ودون شعره، ولم يزل
(1) ص: آثاما.
(2)
ص: مني، والتصويب عن الوافي.
(3)
الزركشي: 67 وطبقات ابن المعتز: 292 والوافي 8: 411.
على رسم الفتوة وضرب الطنبور إلى أن توفي في حدود الثلاثين ومائتين.
ومن شعره رحمه الله:
النحو يبسط من لسان الألكن
…
والمرء تعظمه إذا لم يلحن
وإذا طلبت من العلوم أجلّها
…
فأجلّها عندي مقيم الألسن وقال في السيف:
ألقى بجانب خصره
…
أمضى من الأجل المتاح
وكأنّما ذرّ الهبا
…
ء عليه أنفاس الرياح وقال المبرد (1) : قالت الشعراء في رونق السيف ضروباً من الأقاويل ما سمعت فيها بأحسن من هذا.
وقال في ابنة أخت كان رباها (2) :
لولا أميمة لم أجزع من العدم
…
ولم أجب في الليالي حندس الظّلم
وزادني رغبةً في العيش معرفتي
…
ذلّ اليتيمة يجفوها ذوو الرحم
أخشى فظاظة عمّ أو جفاء أخٍ
…
وكنت أبقي عليها من أذى الكلم
تهوى لقائي وأهوى موتها شفقاً
…
والموت أكرم نزّالٍ (3) على الحرم
إذا تذكّرت بنتي حين تندبني
…
فاضت لعبرة بنتي عبرتي بدم
(1) الكامل 2: 32.
(2)
انظر الحماسية رقم 85 في شرح المرزوقي.
(3)
ص: نزالا.