الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المدن، وأشباههم المراد بهم أهل البادية، وقال الشاعر:
هُمُ القَوْمُ كُلُّ القَوْم يَا أُمَّ مَالِكِ
والكفار لا يطلق عليهم بانفرادهم إلا الدواب والأنعام، ويكفي في سقوطه ما قاله في "الفتح": لأن الإِطلاق يحمل الخ ..
والتعليق الثاني لم أر من وصله إلا أن إتيان المؤلف فيه بصيغة الجزم دالٌّ على صحته كما هي قاعدة "الصحيحين" وأبو عبد الله المراد به البُخاريّ.
ورجال التعليقين خمسة:
الأول: أبو معاوية محمَّد بن خَازِم -بمعجمتين- التَّمِيميّ السَّعْديّ الضَّرير الكُوفي، عَمِيَ وهو ابن ثمان سنين أو أربع.
قال العِجّلِيّ والنَّسائي: ثقة. وقال ابن خِراش: صدوق، وهو في الأعمش ثقة، وفي غيره فيه اضطراب. وقال يعقوب بن شَيْبة: كان من الثقات، ربما دَلَّسَ، وكان يرى الإِرجاء، وذكره ابن حِبّان في "الثقات" وقال: كان حافظًا متقنًا، ولكنه كان مُرجئًا خبيثًا، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث يدلس وكان مرجئًا. وقال وكِيع: ما أدركنا أحدًا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي مُعاوية. وقال ابن مَعين: قال لنا وَكيع: من تَلْزَمُون؟ قلنا: أبا مُعاوية، قال: أما إنه كان يَعُدُّ علينا في حياة الأعمش ألفًا وسبع مئة. وقال الدُّورِيّ: قلت لابن مَعين: كان أبو مُعاوية أحسنهم حديثًا عن الأعمش؟ قال: كانت الأحاديث الكبار العالية عنده. وقال مُعاوية بن صالح: سألت ابن مَعين: من أثبت أصحاب الأعمش؟ قال: أبو مُعاوية بعد شُعبة وسفيان. وقال الدَّارميُّ: قلتُ لابن معين: أبو معاوية أحبُّ إليك في الأعْمش أو وَكيع؟ فقال: أبو مُعاوية أعلم به. وقال ابن المَدِينيّ: كتبنا عن أبي مُعاوية ألفًا وخمسمائة حديث، وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي مُعاوية أربع مئة ونيف وخمسون حديثًا. وقال شبابة بن سوار: كنا عند شعبة، فجاء أبو مُعاوية، فقال شُعبة: هذا صاحب الأعمش فاعرفوه.
وقال الحُسين بن إدريس: قلت لابن عمار: علي بن مُسهر أكبر أَم أبو معاوية في الأعمش، قال: أبو معاوية. قال ابن عمار: سمعته يقول: كل حديث قلت فيه: حدثنا، فهو ما حفظته من في المحدث، وكل حديث قلت فيه: وذكر فلان، فهو مما قُرىءَ من كتاب. وقال أبو حاتم: أثبت الناس في الأعمش سُفيان، ثم أبو معاوية، ومُعتمر بن سُليمان أحب إلي من أبي معاوية في غير حديث الأعمش. وقال أحمد: أحاديثه عن هِشام ابن عُروة فيها اضطِراب. وقال ابن حَجَر: لم يَحْتَجَّ به البُخاري إلا في الأعمش، وله عنده عن هشام بن عُروة عدة أحاديث تُوبع عليها، وله عنده عن بُرَيْد بن أبي بُردة حديث واحد، تابعه عليه أبو أسامة عند التِّرْمِذِي، واحتج به الباقون.
روى عن: عاصم الأحْول، وأبي مالك الأشْجَعِيّ، وسعد، ويحيى ابني سعيد الأنْصَاريّ، والأعْمَش، وهشام بن عُروة، ومالك بن مِغْوَل، وحجاج بن أرْطاة، وسُهيل بن أبي صالح، وخلق كثير.
وروى عنه: إبراهيم، وابن جُرَيج وهو أكبر منه، ويحيى القطّان، وهو من أقرانه، وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهُويه، وأبو الوليد الطَّيالِسِيّ، وأبو بكر، وعثمان بن أبي شَيْبة، ومُسَدَّد، ومحمد بن سلام البِيكَنْديّ، وأبو كُريب، وخلق كثير.
مات سنة خمس وتسعين ومئة، وله اثنتان وثمانون سنة. وفي الرواة أيضًا أبو معاوية عُمر، وأبو معاوية شَيْبان. والكوفي في نسبه مر الكلام عليها في عبد الله بن أبي السَّفَر.
ومرّ الكلام على التَّمِيميّ في عبد الله بن المُبارك.
وأما السَّعْديّ فهو نسبة إلى سعد أبو بطن من تميم، وهو سعد بن زيد مَناة بن تَميم، وفي العرب سعود كثيرة سَعْد تميم هذا، وسَعْد بكر وهو سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبَة بن عكابة وهم الذين عَنَى طَرَفَةُ بقوله:
رأيْتُ سُعُودًا مِنْ شُعُوبٍ كثيرَةٍ
…
فَلَمْ تَرَ عَيْني مثلَ سَعْدِ بنِ مَالِكِ
ومنهم سعد بن قَيْس عَيْلان، وسعد بن ذُبْيان بن بغيض، وسعد بن عَدِيّ بن فَزارة، وسعد بن بَكْر بن هَوَازِن، وهم الذين أرضعوا النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي بني أسَد سَعْد بن ثعلبة بن دودان، وسعد بن الحارث بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان، قال ثابت: كان بنو سَعْد بن مالك لا يُرى مثلُهم في برِّهم ووفائهم، وفي قُضَاعة سعد هذيم، ولما تحول الأضْبَط بن قُريع السَّعْديّ عن قومه وهم بنو سعد بن زيد مناة بن تميم المتقدم ذكرهم، وانتقل في القبائل، فلما لم يجدهم رجَعَ إلى قومه، وقال بكل واد بنو سعد.
الثاني: داوود بن أبي هند، واسمه دينار بن عُذَافِر -بضم مهملة وذال مخففة- ويقال: طهمان القُشَيريّ مولاهم أبو بكر، ويقال: أبو محمَّد البَصْريّ.
قال ابن عُيينة عن أبيه: كان يُفتي في زمان الحَسن، وقال ابن المُبارك عن الثَّوْريّ: هو من حفاظ البَصْريين. وقال عبد الله بن أحمد بن حَنبل عن أبيه: ثقة ثقة، قال: وسئل عنه مرة أخرى، فقال: مثلُ داود يُسألُ عنه؟ وقال ابن مَعين: ثقة، وهو أحب إليّ من خالد الحَذّاء. وقال العِجلي: بصري ثقة جيد الإِسناد، رفيع، كان صالحًا، وكان خياطًا. وقال أبو حاتم والنَّسائي: ثقة، وقال يعقوب بن شَيْبة: ثقة ثبت. وقال ابن حِبّان: روى عن أنس أحاديث خمسة لم يسمعها منه، وكان من خِيار أهل البصْرة من المُتقنين في الروايات إلا أنه كان يَهِمُ إذا حدث من حفظه. وقال ابن سَعْد: كان ثقة كثير الحديث. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن داود وعَوْف وقُرّة، فقال: داود أحب إلى، وهو أحب إلي من خالد الحذّاء وعاصم. وقال ابن خِراش: ثقة. وقال الأثْرَم عن أحمد: كان كثير الاضطراب والخلاف.
رأى أنس بن مالك وروى عن: عِكْرِمة، والشَّعْبيّ، وزُرارة بن أبي
أوفى، وأبي العالية، وسعيد بن المُسَيِّب، وسِماك بن حَرْب، وعاصم الأحْول، وغيرهم. قال الحاكم: لم يَصِحَّ سماعُه من أنس.
وروى عنه: شعبةُ والثوري، وابن جُريج، والحمّادان، وعبد الوارث بن سَعيد، وعبد الأعلي بن عبد الأعلى، ويحيى القطان، ويزيد ابن زُرَيع، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
مات سنة تسع وثلاثين ومئة، وقيل: سنة أربعين.
وليس في الستة داود بن أبي هند سواه، وأما داود فكثير جدًّا، وليس في صحيح البخاري ذكر له إلا هذا الاستشهاد هنا.
والقُشَيْريّ في نسبه نسبة إلى قُشير كزُبَير أبو قبيلة من هَوَازِن، وهو قُشَير بن كَعب بن رَبيعة بن عامِر بن صَعْصَعة بن مُعاوية بن بكر بن هوازِن منهم الإِمام أبو القاسم القُشيريّ صاحب "الرسالة" وغيره، وقُشير وأخوه جَعدة أمهما رَيْطة بنت قُنفذ من بني سليم.
والبَصْريّ: تقدم الكلام عليه في شُعبة.
الثالث: عبد الأعلي بن عبد الأعلي بن محمَّد، وقيل: ابن شَراحيل البَصْريّ السّاميّ -بالمهملة- من بني سَامة بن لُؤي أبو محمَّد ويلقب أبا همام، وكان يغضب منه.
قال ابن مَعين وأبو زُرعة: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النَّسائي: لا بأس به. وذكره ابن حِبّان في "الثقات" وقال: كان متقنًا في الحديث قَدَرِيًّا غير داعية إليه. وقال العِجْليّ: بصري ثقة. وقال ابن خلفون: يقال: إنه سمع من سعيد بن أبي عَروبة قبل الاختلاط، وهو ثقة. وقال أحمد: كان يرى القَدَرَ. وقال ابن سَعْد: لم يكن بالقَويّ. وقال ابن أبي خَيْثَمة: حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا عبد الأعلى، قال: فَرَغْتُ من حاجتي من سعيد بن أبي عَروبة قبل الطّاعون، يعني أنه سمع منه قبل الاختلاط.
روى عن حُميد الطّويل، ويحيى بن أبي إسحاق الحَضْرَميّ، وعبيد الله بن عُمر، وداود بن أبي هِند، وخالد الحَذّاء، وسعيد بن أبي عَروبة، وابن إسحاق، ومَعمر، وهشام الدَّسْتُوائِيّ، وغيرهم.
وروى عنه: إسحاق بن راهُويه، وأبو بكر بن أبي شَيْبة، وعلي بن المَدِينيّ، وأبو غسّان المَسْمَعيّ، وبُندار، وغيرهم.
مات، في شعبان سنة ثمان وتسعين ومئة.
وليس في الستة عبد الأعلي بن عبد الأعلى سواه، وأما عبد الأعلى فأحد عشر في "الصحيحين" ثلاثة بهذا.
والسّامِيّ في نسبه نسبة إلى سامة بن لؤي بن غالب أخو كعب الجد السادس للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف فيه، فقال أبو الفَرَج الأصبهاني: إن قريشًا تدفع بني سَامة وتنسِبهم إلى أمهم نَاجِية، وروى بسنده إلى عَلِيّ رضي الله عنه أنه قال: ما أعقب عمّى سامة. قال: الهَمْداني: يقول الناس: بنو سامة، ولم يُعقِب ذكرًا، إنما هم أولاد بنته، وكذلك قال عُمر وعلي، ولم يَفْرِضا لهم، وهم ممن حرم. قال ابن الكَلْبيّ والزُّبير بن بَكّار: فولد سامةُ بن لؤي الحارثَ وغالبًا، وإليهم ينسب إبراهيم بن الحَجّاج السَّامِيّ، روى عن الحَمّادين، وأبَان بن يزيد، وروى عنه أبو يَعْلى، وخلق، ومنهم محمَّد بن يونس بن موسى الكريمي، وعمه عُمر ابن موسى، وأبو فِراس محمَّد بن فِراس السّاميّ النّسابة، أخذ عن هشام ابن الكَلْبيّ، وصنف كتاب نسب بني سامة، روى عن ابن أخيه أحمد بن الهَيْثم بن فِراس، ومنهم خلق كثير، وسامة أيضًا محلة بالبصرة، وقريتان باليمن، والنسبة إلى الجمْع سَامِيّ.
الرابع الشَّعْبيّ، والخامس عبد الله بن عَمرو تَقَدَّما قريبًا في الإِسناد المتصل قبل هذا، ومر في الحديث الرابع من بدء الوحي الكلام على التعليق.