الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أقبح الغلط، وركب في فهمه ودعواه أعظم الشطط، فإنه إن كان تفسيره لها بما فسرها به راجعا إلى لغة العرب وعلومها فهو كذب بحت، فإن العرب لم يتكلموا بشيء من ذلك، وإذا سمعه السامع منهم كان معدودا عنده من الرطانة. . .) (1) إلخ. ومع هذا فإن من أقوال المفسرين لها ما هو معقول وقريب ولا عيب فيه إلا عدم الدليل، ومنها ما يفقد الدليل مع البعد والغرابة، والشطط والتكلف.
هذه الأمور لا بد من التنبيه عليها قبل ذكر أقوال العلماء فيها.
(1) فتح القدير: الشوكاني، ج1 ص 30.
أقوال العلماء في الأحرف المقطعة:
وهي أقوال كثيرة زادت على العشرين، رأيت توطئة لبحث وجوه الإعجاز في هذه الأحرف المقطعة أن أذكر أهم وأبرز أقوال العلماء في معانيها فمنها:
1 -
أنها علم استأثر الله تعالى به، ونسب هذا القول إلى الخلفاء الأربعة في روايات ضعيفة.
2 -
أنها حروف مقتضبة من أسماء الله تعالى وصفاته المفتتحة بأحرف مماثلة لهذه الحروف المقطعة، فالألف إشارة إلى
أحد، واللام إلى لطيف، والميم إلى ملك، ونحو ذلك.
3 -
أنها رموز إلى أسماء الله تعالى، أو أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم، أو أسماء الملائكة، فالألف مثلا من الله واللام من جبريل والميم من محمد.
4 -
أنها أسماء الملائكة.
5 -
أنها رموز لمدة بقاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم بحساب الجمل.
6 -
أنها رموز لمعان مختلفة ف (ألم) أنا الله أعلم. و (ألمر) أنا الله أرى. . . ونحو ذلك.
7 -
أنها إشارات إلى أحوال من تزكية القلب، وحاصله أن جملة الحروف الواقعة في أوائل سور القرآن على تكرار الحروف ثمانية وسبعون حرفا، فهي إشارة إلى شعب الإيمان الواردة في الحديث:«الإيمان بضع وسبعون شعبة (1)» فهذه الحروف هي شعب الإيمان.
8 -
أنها أسماء للسور الواقعة فيها.
9 -
أنها أسماء للقرآن الكريم.
10 -
أن المركب من هذه الحروف هو من أسماء الله!! ورووا عن علي أنه كان يقول يا كهيعص يا حم عسق!! وهو من الأقوال المنكرة.
11 -
أنها أفعال وليست بأسماء، فإن حروف (ألم) هي حرف
(1) رواه مسلم، ج1 ص 63.
(ألم) بمعنى نزل. فالمراد: ألم ذلك الكتاب، أي نزل عليكم، ومع ظهور بطلانه فإنه لا يتأتى في بقية الأحرف.
12 -
أنها قسم أقسم الله تعالى به كما أقسم بالقلم تنويها بها لأن مسمياتها تألفت منها أسماء الله تعالى وكتابه الكريم وغير ذلك.
13 -
أنها تعليم للحروف المقطعة حتى إذا وردت عليهم بعد ذلك مؤلفة كانوا قد علموها كما يتعلم الصبيان الحروف المقطعة.
14 -
أنها للتنبيه مثل النداء المقصود به التنبيه في قولك: يا فتى لإيقاظ ذهن السامع.
15 -
أنها علامة لأهل الكتاب وعدوا بها من قبل أنبيائهم أن القرآن يفتتح بحروف مقطعة.
16 -
أن كل حرف منها في مدة أقوام وآجال آخرين بحساب الجمل.
17 -
أنها للدلالة على انقطاع كلام واستئناف آخر، فالمراد بها الدلالة على انتهاء سورة وابتداء أخرى.
هذه بعض أقوال العلماء في المراد بالأحرف المقطعة أهملت منها ما هو بعيد أو متشابه، كما أهملت من الأقوال ما يرى أنها للإعجاز إذ هو ما سنفصله هنا.
وقد أوردت هذه الأقوال من غير مناقشة لها، حتى ما هو