الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أطواف) مثل ثوب وأثواب.
ومما تقدم تبين لنا: أن الطواف بالشيء، أو عليه، أو حوله، تعني: ألم به، واستدار عليه ودار حوله. ومنه أخذ الطواف حول البيت، لأنه دوران حوله واستدارة عليه وإلمام به.
ثانيا: في الاصطلاح:
لم أقف بعد البحث على تعريف للطواف في كتب الفقه، والذي يظهر أن سبب ذلك يرجع إلى أن الطواف في الاصطلاح لم يخرج عن تعريفه اللغوي، وإنما خصه بمكان وهو بيت الله الحرام، وأن يكون على صفة مخصوصة، فليس كل دوران حول الكعبة المشرفة يسمى طوافا. ولهذا يمكن تعريفه بأنه: الدوران حول الكعبة بصفة مخصوصة.
المطلب الثاني: دليل مشروعية الطواف:
نعني بالطواف هنا الطواف المعهود ببيت الله العتيق. والأدلة على ذلك من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والإجماع.
أولا: الأدلة من الكتاب الكريم منها:
1 -
قوله تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (1).
2 -
قوله تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (2).
والآيتان وإن كانتا خطابا لنبي الله وخليله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام، فإنهما دالتان على مشروعية الطواف ببيت الله العتيق، وأنه كان من العبادات التي يتعبد الله بها في الأمم السابقة 3 - وقوله تعالى:{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (3)، وهذه الآية الأمر فيها موجه لهذه الأمة أعني: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فأمر الله عز وجل الحجاج بالطواف ببيته العتيق. فدل ذلك على مشروعيته.
(1) سورة البقرة الآية 125
(2)
سورة الحج الآية 26
(3)
سورة الحج الآية 29