الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طلاق المكره والغضبان
للشيخ: هاني بن عبد الله بن محمد الجبير
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (3){يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (4).
أما بعد:
فمن أدرى بصلاح النفس من بارئها، ومن أعرف بحالها من
(1) سورة آل عمران الآية 102
(2)
سورة النساء الآية 1
(3)
سورة الأحزاب الآية 70
(4)
سورة الأحزاب الآية 71
خالقها {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (1)، إن الذي سوى النفس فألهمها فجورها وتقواها لهو أعلم بما يصلحها ويسلك بها سبيل التقوى، أفترى هؤلاء اللاهثين وراء سراب التقدم والحرية أعلم بالبرية من بارئها؟ لا والله {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} (2)، إن في الإسلام لمنهجا في الحياة فريدا، ومسلكا للسعادة وحيدا، فيه سعادة البشرية جمعاء، وفيه الحل لجميع مشكلاتها ومعضلاتها.
وهنا في هذه الورقات سنستعرض آراء جمع من فقهاء الإسلام المبنية على نصوص الوحيين، في مسألتين مهمتين من مسائل كتاب الطلاق، وهما طلاق المكره، وطلاق الغضبان، حيث سنستعرض أقوالهم وأدلتهم، وما نوقشت به، مستخرجين الرأي الراجح من اجتهاداتهم، والحق أنني قد توقفت كثيرا عندما نظرت في أدلة كل قول خاصة في المسألة الثانية عندما تتكافأ الأدلة وتتوارد المناقشات على كل قول، حتى اطلعت على عبارة من العبارات الفذة التي سطرتها يراع العلامة النحرير، شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله في (الاختيارات الفقهية) حيث قال: (وأكثر من تميز في العلم من المتوسطين إذا نظر وتأمل أدلة الفريقين بقصد حسن ونظر تام ترجح عنده أحدهما، لكن قد لا يثق بنظره بل يحتمل أن عنده ما
(1) سورة الملك الآية 14
(2)
سورة النساء الآية 27
لا يعرف جوابه فالواجب على مثل هذا موافقته للقول الذي ترجح عنده بلا دعوى للاجتهاد. . . إلى آخر ما قاله رحمه الله (1).
فعملت بقاعدته، واتبعت مسيرته، فرجحت ما ظهر لي رجحانه.
أما البحث فقد جعلته في تمهيد وفصلين وخاتمة.
فتناولت في التمهيد ثلاث مباحث:
المبحث الأول: في تعريف الطلاق.
وفيه مطلبان:
الأول: في تعريف الطلاق لغة.
والثاني: في تعريفه شرعا.
المبحث الثاني: في أدلة مشروعية الطلاق.
المبحث الثالث: في الحكمة من مشروعيته.
أما الفصل الأول: فقد قسمته إلى مبحثين بعد التمهيد.
فالتمهيد: في تعريف الإكراه لغة وشرعا.
المبحث الأول: أنواع الإكراه وأحكامه وشروطه.
المبحث الثاني: طلاق المكره، الأقوال والأدلة والترجيح.
أما الفصل الثاني: فقد قسمته إلى تمهيد ومبحث واحد.
فالتمهيد: في تعريف الغضب وحالاته.
(1) الاختيارات نقلا عن طريق الوصول لابن سعدي ص 125.