الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد؛ فإن الخلاف في حقيقة الكفر من المسائل التي عظمت فيها الفتنة والمحنة، وكثر الافتراق، وتشتت الأهواء فيها والآراء، وتعارضت فيها الدلائل، وهي من أول المسائل التي ظهر فيها الخلاف بين الأمة، فقد ظهر مبكرا منذ عهد الصحابة - رضوان الله عليهم - حين خرجت الخوارج وقالوا بكفر صاحب الكبيرة، أو بما يظنونه هم كبيرة، ورد الصحابة عليهم مذهبهم، وبينوا خطأهم في مناظرات جرت بينهم، وهكذا أئمة أهل السنة من بعدهم، ومما يرد به على الخوارج: بيان الفرق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر، وإيراد النصوص التي ذكر فيها الكفر وأريد به الكفر الأصغر، فلذا كان من الأهمية بحث هذه المسألة وبيان الصحيح في مفهوم الكفر وأقسامه، وأمثلة على كل قسم، والشخص المؤهل لإصدار هذا الحكم، وذكر الأحاديث النبوية التي ورد فيها الكفر وبيان المراد منها كما فهمه أئمة أهل السنة، وذلك لمسيس الحاجة لتجلية هذا الأمر، ولتحقيق الفائدة للجميع ولا سيما صاحبة هذا البحث، وقد اخترت لهذا البحث عنوان:[الكفر مفهومه وأنواعه والغلاة فيه].
وجعلته في مقدمة وفصلين وخاتمة.
أما المقدمة ففيها أهمية الموضوع، والمنهج المتبع فيه، والهدف منه. والفصل الأول بعنوان: مفهوم الكفر وأنواعه، وفيه ثلاثة مباحث.
المبحث الأول: الكفر في اللغة والشرع.
المبحث الثاني: الكفر الأكبر حده وحكمه وبعض الأمثلة عليه.
المبحث الثالث: الكفر العملي حده وحكمه وبعض الأمثلة عليه.
والفصل الثاني بعنوان: الغلاة في التكفير والتحذير منهم. وفيه أربعة مباحث.
المبحث الأول: التعريف بالخوارج وبيان نشأتهم.
المبحث الثاني: النصوص الواردة في التنفير منهم.
المبحث الثالث: أساس بدعة الخوارج.
المبحث الرابع: خطورة التكفير وآثاره.
ثم الخاتمة وفيها أهم نتائج البحث.
وقد التزمت في كتابتي لهذا البحث بالمنهج العلمي المتبع في كتابة البحوث، وذلك بالرجوع إلى المصادر الأصلية في الموضوع، وتوثيق النصوص، وعزوت الأحاديث إلى مصادرها مع ذكر رقم الحديث تسهيلا لقارئ البحث، وترجمت للأعلام الوارد ذكرهم في هذا البحث.
وأما الهدف من البحث فهو: بيان أنواع الكفر وأقسامه والتعريف بكل نوع وذكر أمثلة له، وبيان الغلاة فيه وهم الخوارج والتعريف بمذهبهم وذكر النصوص الواردة في التنفير منهم، والتحذير من الغلو في التكفير ..
هذا وأسأل الله التوفيق في القول والعمل، وأن يجنبني الزلل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.