الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: أهمية معرفة هذا الموضوع:
معرفة هذا النوع من العلوم في الفقه بالخصوص من الأهمية بمكان، وذلك أن معرفة منشئ القول وقائله من أهم وسائل المقاصد لدى العقلاء في جميع الفنون، لما يبنى عليه من فوائد وآثار لا تخفى.
وقد بني عليه التصنيف في تواريخ الرجال وتراجمهم ليتصور القائل ويعرف حاله لأن القول يزدان بقائله.
وهذا النوع من العلوم وهو (المتفق والمختلف) من هذا الباب، ومعرفته تفيد التمييز بين المشتركين باللفظ في الكنى والألقاب.
لذا قال السخاوي في فتح المغيث عن معرفة المتفق والمختلف: (وهو نوع جليل يعظم الانتفاع به
…
وقد زل فيه جماعة من الكبار كما هو شأن المشترك اللفظي في كل علم).
وقد عني بعض الفقهاء بذكر كنى الفقهاء بالخصوص كابن أبي الوفاء القرشي الحنفي في كتابه (الجواهر المضية) وغيره.
والمطالع للكثير من الكتب المحققة، بل وبعض الرسائل الجامعية يرى الخطأ والخلط بين الأسماء والكنى من غير تمييز للقائل ولا توثيق للمقول، ولولا خشية الوقوع في إثم تتبع عورات المسلم والتحدث بما يكره لذكرت أمثلة كثيرة متعددة لمن وقع في هذه الأخطاء عند تحقيق هذه النصوص العلمية والنقول الفقهية بالخصوص.
بل وقع اللبس لأئمة كبار وفقهاء مقدمين في مذهبهم، كالإمام الفقيه الأصولي أبي عمرو ابن الحاجب المالكي قال محمد بن عبد السلام الأموي (من علماء القرن التاسع)(1) والتبس على الشيخ أبي عمرو القاضي أبو الوليد ابن رشد بالقاضي الباجي في سبعة مواضع
…
وغيره كثير
…
وكثيرا ما يذكر بعض الفقهاء كنية لبعض أهل العلم ويختلف في بيان المقصود بها، ومن أمثلة ذلك ما ذكره صاحب الهداية فقال:(وما رواه الشافعي من حديث القلتين ضعفه أبو داود) ا. هـ.
فذكر عبد الحي اللكنوي (ت 1303هـ)(2): أنه اختلف في المراد بأبي داود هنا، فقيل: إنه صاحب السنن، وقيل: أبو داود الطيالسي.
وجاء نقل في بعض كتب الحنفية عن أبي القاسم، قال ابن أبي الوفاء القرشي (ت 775 هـ)(3)(لا أدري أهو أحد المذكورين قبله أم لا).
فجمع هذا النوع في مكان فيه من تسهيل العلم ومعرفته ما لا يخفى.
(1) التعريف برجال جامع الأمهات ص 279.
(2)
مذيلة الدراية لمقدمة الهداية للكنوي 1/ 47.
(3)
الجواهر المضية 4/ 80.