الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عام 1376هـ عندما تقدم له أهالي 50 مدينة وقرية في شمالية في قطر.
وكان هو أول من طبق في قطر اعتبار الطلاق بالثلاث عن واحدة، وخالف رأي الجمهور حول الطلاق البدعي، وله الكثير من الآراء التي تسير عليها محاكم قطر الآن التي حلت كثيرا من المشكلات (1)
(1) من أوراق بعثها إلي ابنه معالي الشيخ عبد الرحمن رئيس المحاكم في قطر
نماذج من شجاعته:
يقول ابنه عبد الرحمن: لقد كانت للشيخ هيبة لدى كبار القوم وصغارهم وكان له - بعد الله - فضل في إعطاء الشرع احترامه، وإلزام الناس بحدوده وحقوقه، وكان له فضل في حماية حقوق الضعفاء، من تسلط الأقوياء، خاصة في وقت لم تكن فيه أجهزة الدولة قد تكاملت بعد.
وحكام البلاد يحترمون أحكام الشرع، وإذا جاء لأحدهم قضية حول حقوق عقارية أو مالية ولم يتمكنوا من حلها عن طريق وكلائهم فكانوا يحيلونها إلى الشيخ، ويلتزمون بما يحكم به، وقد أصدر الشيخ عددا من الأحكام التي كان الخصم فيها أمير البلاد، وكان وكيله يحضر الجلسات، وقد يكون الحكم لصالح الحاكم أو لصالح خصمه.
ومما ينقل عنه، بأنه ذهب للنظر بقضية في الشمال بين أحد
الشيوخ، وأحد المواطنين، وكان من عادته أن يقف بنفسه على موضوع النزاع قبل البت في الدعوى، ويذهب عادة بعد العصر، فلما علم الذي رفع أن الشيخ سيأتيه، أعد له العشاء كالعادة، فلما حضر الشيخ، قال له: يا شيخ ترى حضرنا لك العشاء، فقال: أنا لم آت للعشاء، وإنما لننظر دعواكم.
وبعد أن انتهى من الدعوى ركب سيارته، وعاد دون أن يتناول العشاء وبعد أيام قليلة أصدر حكمه، وكان الشيخ الذي أعد العشاء هو الخاسر في هذه القضية.
فلما رآه الشيخ بعد ذلك قال له: الآن آتيك للعشاء، وقد تعشى عنده فعلا، وقد كانت تسويته بين الخصوم تقتضي ألا يقبل دعوة أحدهما دون الآخر، كما كان يرحمه الله يرفض الهدايا، لكون القاضي يجب أن يبعد نفسه عن أي شبهة.
- ونموذج آخر: فقد طلب منه أحد حكام قطر السابقين توثيق عطاء لأحد أولاده، فسأله هل أعطيت أبناءك مثله؟ فقال: لا. فرفض الشيخ توثيق هذا العطاء، وقال: أشهد عليه غيري ثم قام من مجلسه.
- وكان رحمه الله ورعا خاصة فيما يتعلق بالمال العام، يقول الشيخ: جاسم بن علي بن جاسم، أرسلني الشيخ حمد بن عبد الله إلى الشيخ عبد الله، وطلب منه أسماء أولاده، حتى يجري لهم رواتب من الديوان، فرفض أن يعطيه أسماءهم، وقال: أولادي أنا أتكفل بهم
- وعندما عين رحمه الله قاضيا: أمر الملك عبد العزيز بإجراء رواتب له، فعف عنه واكتفى بالراتب الذي أجرته له الحكومة القطرية.
- أما عن شجاعته في الحق، فيبين نموذجه في رده على رسالة أحد الوجهاء ممن كانت له علاقة قوية معه، بعد أن حكم ضده في قضية لصالح امرأة ضعيفة وبناتها اليتامى، ومنه قوله: (وإني لأشعر بأمر يعود عليك بالراحة، وهو أن مدحك لي لا يحملني على الحيف لك، كما أن ذمك لا يستدعيني إلى ظلمك.
ولو كان الأمر بالتخيير، وأن الحكم لا يعقبه حساب خبير، ولا عقاب قدير، لاخترت أن يكون عندك دونهم، ولن يرهقني طغيان عليك، ما نسبتني إليه من اللوم والذم، وما نسبتني إليه من الجور والظلم في خصوص هذا الحكم؛ لأن ما من أحد سلم من أذى الناس، حتى كتاب الله الموصوف بالصدق والعدل لم يسلم من الطعن).
- وجاء عامل هندي يشكو كفيله وهو أحد الوجهاء، ويقول: إن كفيلي لم يعطني راتبي من عدة شهور، وعندما طالبته ضربني بالعصا، وأثر ضربه واضح في الهندي، وكشف ظهره، فإذا أثر الضرب بين .... فغضب الشيخ وأرسل من يطلب هذا الكفيل، وعندما حضر أدخله للمكتب الخاص ومعه العامل الهندي، وسأله عن أثر الضرب في ظهره. فلم يستطع الإنكار فتكلم عليه الشيخ بكلام شديد، وقال له: أما تخاف الله؟ كيف ستواجه ربك بمثل هذا الفعل الشنيع، وأكثر عليه