الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض)) (1). وفي حديث عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة)) قلنا: وثلاثة: قال: ((وثلاثة)) قلنا: واثنان؟ قال: ((واثنان)) ثم لم نسأله عن الواحد (2).
وفي حديث أنس زيادة عند الحاكم: ((ما من مسلم يموت يشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأقربين أنهم لا يعلمون منه إلا خيراً إلا قال الله تبارك وتعالى: قد قبلت قولكم أو قال: هادتكم وغفرت له ما لا تعلمون)) (3).
وفي حديث أنس عند الحاكم أيضاً: ((
…
إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من خير أو شر)) (4).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: ((
…
الملائكة شهداء الله في السماء وأنتم شهداء الله في الأرض)) (5).
والله عز وجل أكرم الأكرمين وهو أرحم الراحمين (6).
الثالث عشر: فضائل الصبر والاحتساب على المصائب
، كثيرة منها ما يأتي:
1 - صلوات الله ورحمته وهدايته للصابرين:
قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الجنائز، باب ثناء الناس على الميت، برقم 1367، ورقم 2642، ومسلم، كتاب الجنائز، باب فيمن يثنى عليه خيراً أو شرّاً من الموتى، برقم 949.
(2)
البخاري، كتاب الجنائز، باب ثناء الناس على الميت، برقم 1368، ورقم 2643.
(3)
أصله في البخاري ومسلم، وهذا لفظ الحاكم، 1/ 378.
(4)
الحاكم، 1/ 377، وأصله متفق عليه، وصححه الألباني في أحكام الجنائز، ص61.
(5)
النسائي، كتاب الجنائز، باب الثناء، برقم 1932،وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي، 2/ 38.
(6)
ذكر العلامة الألباني رحمه الله زيادات في أحكام الجنائز، ص60، فراجعها فإنها مفيدة.
بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (1).
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} أي بشرهم بأنهم يُوفَّوْن أجورهم بغير حساب، فالصابرون هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة، والمنحة الجسيمة، ثم وصفهم بقوله:{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ} وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن، أو كليهما، كما تقدم في الآيات، ومن ذلك موت الأحباب، والأولاد، والأقارب، والأصحاب، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد أو بدن من يحبه، {قَالُواْ إِنَّا لِله} أي مملوكون لله، مدبرون تحت أمره، وتصريفه، فليس لنا من أنفسنا وأولادنا، وأموالنا شيء، فإذا ابتلانا بشيء فقد تصرف أرحم الراحمين بمماليكه وأموالهم فلا اعتراض عليه، بل من كمال عبودية العبد: علمه بأن وقوع البلية من المالك الحكيم الذي أرحم بعبده من نفسه ووالدته، فيوجب له ذلك الرضا عن الله، والشكر له على تدبيره؛ لما هو خير لعبده وإن لم يشعر بذلك، ومع أننا مملوكون لله فإنا إليه راجعون يوم المعاد، فمجاز كل عامل بعمله، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفراً عنده، وإن جزعنا وسخطنا لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر، فكون العبد لله وراجع إليه من أقوى أسباب الصبر
{أُولَئِكَ} الموصوفون بالصبر المذكور {عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ} أي ثناء من الله عليهم {وَرَحْمَةٌ} عظيمة، ومن رحمته إياهم أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} الذين
(1) سورة البقرة، الآيات: 155 - 157.