الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأنصار شاب أفضل منه]، [قال: فخرج منه رَجِل (1) كثير، واستشهد عبد الله بفارس])) (2).
عاشراً: الأمور المحرمة على أقارب الميت وغيرهم
كثيرة، منها ما يأتي:
1 - النياحة
؛ لحديث أبي مالك الأشعري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربعٌ في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة)) وقال: ((النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)) (3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اثنتان في الناس هما بهما كفر: الطعن في الأنساب والنياحة على الميت)) (4).
وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع البيعة ألا ننوح فما وفّت منا امرأة إلا خمس: أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ - أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ)) (5).
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: لما أصيب عمر رضي الله عنه أقبل صهيب من منزله
(1) جمع راجل، وهو ضد الفارس.
(2)
متفق عليه: البخاري، مختصراً، كتاب العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق برقم 5467، وكتاب الجنائز، باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة، برقم 1301، ومسلم، كتاب الأدب، باب استحباب تحنيك المولود، برقم 2144، وكتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه، برقم 2144.
(3)
مسلم، كتاب الجنائز، باب التشديد في النياحة، برقم 934.
(4)
مسلم، تاب الإيمان، اب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة، برقم 67.
(5)
متفق عليه: البخاري، كتاب الجنائز، باب ما ينهى من النوح والبكاء والزجر عن ذلك، برقم 1306، ومسلم، كتاب الجنائز، باب التشديد في النياحة، برقم 936.
حتى دخل على عمر، فقام بحياله يبكي، فقال له عمر: علام تبكي؟ أعليَّ تبكي؟ قال: إي والله لعليك أبكي يا أمير المؤمنين، فقال: والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من يُبكى عليه يُعذَّب)) وفي رواية لمسلم عن أنس أن عمر بن الخطاب لما طُعِنَ عَوَّلَتْ عليه حفصة فقال: يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المُعوَّلُ عليه يعذب)) وعَوَّل عليه صهيبٌ فقال عمر: يا صهيب أما علمت: ((أن المعوَّل عليه يعذب)) وفي لفظ للبخاري: أن عمر لما أصيب دخل صهيب يبكي يقول: واأخاه، واصاحباه، فقال رضي الله عنه: يا صهيب أتبكي عليَّ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه))، وفي رواية للبخاري:((إن الميت ليعذب ببكاء الحي)) (1).
واختلف العلماء رحمهم الله في المراد بهذا الحديث، ومن ذلك قول الجمهور: وهو أن الحديث محمول على من أوصى بالنوح عليه، أو لم يُوصِ بتركه مع علمه بأن الناس يفعلونه عادة. وقيل: معنى ((يُعذَّب)) أي يتألَّم بسماعه بكاء أهله ويرق لهم ويحزن، وذلك في البرزخ، ونصر ابن تيمية وابن القيم هذا القول (2).
وسمعت شيخنا ابن باز – رحمه الله – يقول: الميت يعذب ببكاء أهله، والله أعلم بالكيفية (3).
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الجنائز، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:((يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته))، برقم 1287، 1286، 1289، 3978، ومسلم، كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه، برقم 927 و928،وانظر: الأحاديث في مسلم، برقم 927 - 933.
(2)
أحكام الجنائز للألباني، ص41.
(3)
انظر: فتح الباري، لابن حجر، 7/ 301.