الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المؤمن من نصب، ولا وصب، ولا همّ، ولا حزن، ولا أذى، ولا غمٍّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)) (1)، وفي لفظ:((ما يصيب المؤمن من وَصَب (2)، ولا نَصَب (3)، ولا سَقم
…
)).
27 - يجتهد المسلم في استكمال شروط الصبر
التي إذا عمل بها المسلم المصاب حصل على الثواب العظيم والأجر الجزيل، وتتلخص هذه الشروط في ثلاثة أمور:
الشرط الأول: الإخلاص لله عز وجل في الصبر
؛ لقول الله عز وجل: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} (4)، ولقوله عز وجل في صفات أصحاب العقول السليمة:{وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلَاةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} (5)، وهذا هو الإخلاص في الصبر المبرأ من شوائب الرياء وحظوظ النفس.
الشرط الثاني: عدم شكوى الله تعالى إلى العباد
؛ لأن ذلك ينافي الصبر ويخرجه إلى السخط والجزع؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي المؤمن ولم يشكني إلى عوّاده أطلقته من إساري، ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه، ودماً خيراً من دمه، ثم يستأنف العمل)) (6).
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب المرضى، باب ما جاء في كفارة المرض، برقم 5641، 5642، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه، برقم 2573.
(2)
الوصب: المرض.
(3)
النصب: التعب.
(4)
سورة المدثر، الآية:7.
(5)
سورة الرعد، الآية:22.
(6)
الحاكم في المستدرك، 1/ 349، وقال:((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) ووافقه الذهبي.