المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ 10- تسلسل الفصول القرآنية وسياقها: - التفسير الحديث - جـ ١

[محمد عزة دروزة]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الأول

- ‌‌‌[مقدمة التحقيق]

- ‌[مقدمة التحقيق]

- ‌‌‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌‌‌السور المكية

- ‌السور المكية

- ‌‌‌السور المدنية

- ‌السور المدنية

- ‌‌‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌‌‌[مقدمة المؤلف]

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌‌‌[محتويات القرآن المجيد]

- ‌[محتويات القرآن المجيد]

- ‌‌‌الفصل الأول القرآن وأسلوبه ووحيه وأثره

- ‌الفصل الأول القرآن وأسلوبه ووحيه وأثره

- ‌‌‌ 1- القرآن والمسلمون:

- ‌ 1- القرآن والمسلمون:

- ‌‌‌ 2- القرآن وشخصية النبي:

- ‌ 2- القرآن وشخصية النبي:

- ‌‌‌ 3- الدعوة القرآنية:

- ‌ 3- الدعوة القرآنية:

- ‌‌‌ 4- أسلوب القرآن:

- ‌ 4- أسلوب القرآن:

- ‌‌‌5- القرآن والبيئة والسيرة النبوية:

- ‌5- القرآن والبيئة والسيرة النبوية:

- ‌‌‌ 6- الوحي الرباني والوحي القرآني:

- ‌ 6- الوحي الرباني والوحي القرآني:

- ‌‌‌شهود العيان لأعلام النبوة:

- ‌شهود العيان لأعلام النبوة:

- ‌‌‌ 7- أثر القرآن الروحي وبلاغته النظمية:

- ‌ 7- أثر القرآن الروحي وبلاغته النظمية:

- ‌‌‌ 8- أثر الدعوة القرآنية في نجاح الفتوحات الإسلامية:

- ‌ 8- أثر الدعوة القرآنية في نجاح الفتوحات الإسلامية:

- ‌‌‌ 9- تطور سيرة النبي والتنزيل القرآني:

- ‌ 9- تطور سيرة النبي والتنزيل القرآني:

- ‌‌‌ 10- القرآن والعرب في عهد النبي:

- ‌ 10- القرآن والعرب في عهد النبي:

- ‌‌‌الفصل الثاني جمع القرآن وتدوينه وقراءاته ورسم المصحف وتنظيماته

- ‌الفصل الثاني جمع القرآن وتدوينه وقراءاته ورسم المصحف وتنظيماته

- ‌‌‌ 1- مجموعات من الروايات والأقوال في تدوين القرآن:

- ‌ 1- مجموعات من الروايات والأقوال في تدوين القرآن:

- ‌‌‌ 2-[روايات وأقوال في تدوين القرآن وجمعه]

- ‌ 2-[روايات وأقوال في تدوين القرآن وجمعه]

- ‌‌‌ 3-[تابع إلى روايات وأقوال في تدوين القرآن]

- ‌ 3-[تابع إلى روايات وأقوال في تدوين القرآن]

- ‌‌‌ 4- تعليقات على الروايات والأقوال وترجيح تدوين وترتيب القرآن في عهد النبي ومرجحات ذلك

- ‌ 4- تعليقات على الروايات والأقوال وترجيح تدوين وترتيب القرآن في عهد النبي ومرجحات ذلك

- ‌‌‌ 6-[تابع إلى تعليقات على الروايات والأقوال]

- ‌ 6-[تابع إلى تعليقات على الروايات والأقوال]

- ‌‌‌ 7-[تابع إلى تعليقات على الروايات والأقوال]

- ‌ 7-[تابع إلى تعليقات على الروايات والأقوال]

- ‌‌‌5- ويسلك في هذا الباب أيضا آيات متشابهة الألفاظ فيها تقديم أو تأخير كلمة فحسب

- ‌5- ويسلك في هذا الباب أيضا آيات متشابهة الألفاظ فيها تقديم أو تأخير كلمة فحسب

- ‌‌‌ 8-[تابع إلى تعليقات على الروايات والأقوال]

- ‌ 8-[تابع إلى تعليقات على الروايات والأقوال]

- ‌‌‌ 9-[تابع إلى تعليقات على الروايات والأقوال]

- ‌ 9-[تابع إلى تعليقات على الروايات والأقوال]

- ‌‌‌ 10-[تابع إلى تعليقات على الروايات والأقوال]

- ‌ 10-[تابع إلى تعليقات على الروايات والأقوال]

- ‌‌‌ 11-[خاتمة لموضوع تدوين القرآن]

- ‌ 11-[خاتمة لموضوع تدوين القرآن]

- ‌‌‌فأولا أسماء السور:

- ‌فأولا أسماء السور:

- ‌‌‌ 12- فصل السور بالبسملة: وثانيا- فصل السور بالتسمية:

- ‌ 12- فصل السور بالبسملة: وثانيا- فصل السور بالتسمية:

- ‌‌‌السجدات: وثالثا- السجدات ومواضعها:

- ‌السجدات: وثالثا- السجدات ومواضعها:

- ‌‌‌ورابعا- مبادئ الأجزاء والأحزاب:

- ‌ورابعا- مبادئ الأجزاء والأحزاب:

- ‌‌‌ 13- كتابة ترتيب نزول السور القرآنية وعدد آياتها:

- ‌ 13- كتابة ترتيب نزول السور القرآنية وعدد آياتها:

- ‌‌‌تميز الأسلوب المكي والأسلوب المدني:

- ‌تميز الأسلوب المكي والأسلوب المدني:

- ‌‌‌ 14- الشكل والنقط: سادسا: شكل المصاحف ونقطها:

- ‌ 14- الشكل والنقط: سادسا: شكل المصاحف ونقطها:

- ‌‌‌علامات الوقف والوصل:

- ‌علامات الوقف والوصل:

- ‌‌‌ 15- رسم المصحف العثماني:

- ‌ 15- رسم المصحف العثماني:

- ‌‌‌ 16- القراءات:

- ‌ 16- القراءات:

- ‌‌‌الفصل الثالث الخطة المثلى لفهم القرآن وتفسيره

- ‌الفصل الثالث الخطة المثلى لفهم القرآن وتفسيره

- ‌‌‌تمهيد

- ‌تمهيد

- ‌‌‌القرآن والسيرة النبوية:

- ‌القرآن والسيرة النبوية:

- ‌‌‌ 2- القرآن والبيئة النبوية:

- ‌ 2- القرآن والبيئة النبوية:

- ‌‌‌ 3- اللغة القرآنية:

- ‌ 3- اللغة القرآنية:

- ‌‌‌ 4- القرآن أسس ووسائل:

- ‌ 4- القرآن أسس ووسائل:

- ‌‌‌ 5- القصص القرآنية:

- ‌ 5- القصص القرآنية:

- ‌‌‌ 6- الملائكة والجن في القرآن:

- ‌ 6- الملائكة والجن في القرآن:

- ‌‌‌ 7- مشاهدات الكون ونواميسه:

- ‌ 7- مشاهدات الكون ونواميسه:

- ‌‌‌8- الحياة الأخروية في القرآن:

- ‌8- الحياة الأخروية في القرآن:

- ‌‌‌ 9- ذات الله في القرآن:

- ‌ 9- ذات الله في القرآن:

- ‌‌‌ 10- تسلسل الفصول القرآنية وسياقها:

- ‌ 10- تسلسل الفصول القرآنية وسياقها:

- ‌‌‌ 11- فهم القرآن من القرآن:

- ‌ 11- فهم القرآن من القرآن:

- ‌‌‌ 12

- ‌ 12

- ‌‌‌الفصل الرابع نظريات وتعليقات على كتب المفسرين ومناهجهم

- ‌الفصل الرابع نظريات وتعليقات على كتب المفسرين ومناهجهم

- ‌‌‌تمهيد

- ‌تمهيد

- ‌‌‌ 1- روايات أسباب النزول:

- ‌ 1- روايات أسباب النزول:

- ‌‌‌ 2- روايات التفسير:

- ‌ 2- روايات التفسير:

- ‌‌‌ 3- تعليقات المفسرين على القصص:

- ‌ 3- تعليقات المفسرين على القصص:

- ‌‌‌ 4- تعليقات المفسرين على مشاهد الكون والجن والملائكة:

- ‌ 4- تعليقات المفسرين على مشاهد الكون والجن والملائكة:

- ‌‌‌ 5- التشاد المذهبي في سياق التفسير:

- ‌ 5- التشاد المذهبي في سياق التفسير:

- ‌‌‌ 6- الولع بأسرار القرآن ورموزه ومنطوياته:

- ‌ 6- الولع بأسرار القرآن ورموزه ومنطوياته:

- ‌‌‌ 7- الولع بالتفريع والاستطراد:

- ‌ 7- الولع بالتفريع والاستطراد:

- ‌‌‌ 8-[بحوث وآراء حول القرآن]

- ‌ 8-[بحوث وآراء حول القرآن]

- ‌‌‌روايات نزول القرآن جملة واحدة وأثرها:

- ‌روايات نزول القرآن جملة واحدة وأثرها:

- ‌‌‌ 9- روايات نزول القرآن بالمعنى وأثرها:

- ‌ 9- روايات نزول القرآن بالمعنى وأثرها:

- ‌‌‌ 10- الخلاف على خلق القرآن وأثره:

- ‌ 10- الخلاف على خلق القرآن وأثره:

- ‌‌‌ 11- النهي عن التفسير بالرأي وأثره:

- ‌ 11- النهي عن التفسير بالرأي وأثره:

- ‌‌‌خاتمة

- ‌خاتمة

- ‌‌‌سورة الفاتحة

- ‌سورة الفاتحة

- ‌‌‌[سورة الفاتحة (1) : الآيات 1 الى 7]

- ‌[سورة الفاتحة (1) : الآيات 1 الى 7]

- ‌‌‌في السورة:

- ‌في السورة:

- ‌‌‌أسماء السورة

- ‌أسماء السورة

- ‌‌‌حكم البسملة في مفتتح هذه السورة ومفتتح السور الأخرى

- ‌حكم البسملة في مفتتح هذه السورة ومفتتح السور الأخرى

- ‌‌‌خطورة شأن الفاتحة

- ‌خطورة شأن الفاتحة

- ‌‌‌تعليق على موضوع الأحاديث القدسية

- ‌تعليق على موضوع الأحاديث القدسية

- ‌‌‌تعليق على كلمة (الله) جل جلاله

- ‌تعليق على كلمة (الله) جل جلاله

- ‌‌‌تعليق على مدى جملة رَبِّ الْعالَمِينَ

- ‌تعليق على مدى جملة رَبِّ الْعالَمِينَ

- ‌‌‌تعليق على الحياة الأخروية

- ‌تعليق على الحياة الأخروية

- ‌‌‌تعليق على جملة الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ

- ‌تعليق على جملة الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ

- ‌‌‌بعض أحاديث واردة في واجب حمد الله تعالى في مناسبة جملة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

- ‌بعض أحاديث واردة في واجب حمد الله تعالى في مناسبة جملة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

- ‌‌‌التأمين بعد الآية الأخيرة من السورة

- ‌التأمين بعد الآية الأخيرة من السورة

- ‌‌‌تعليق على تفسير شيعي باطني لكلمة الصراط

- ‌تعليق على تفسير شيعي باطني لكلمة الصراط

- ‌‌‌سورة العلق

- ‌سورة العلق

- ‌‌‌[سورة العلق (96) : الآيات 1 الى 5]

- ‌[سورة العلق (96) : الآيات 1 الى 5]

- ‌‌‌أول قرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أول قرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌مغزى التنويه بالقراءة والكتابة والعلم في أول ما نزل من القرآن

- ‌مغزى التنويه بالقراءة والكتابة والعلم في أول ما نزل من القرآن

- ‌‌‌[سورة العلق (96) : الآيات 6 الى 19]

- ‌[سورة العلق (96) : الآيات 6 الى 19]

- ‌‌‌في هذه الآيات:

- ‌في هذه الآيات:

- ‌‌‌علنية الدعوة في بدئها

- ‌علنية الدعوة في بدئها

- ‌‌‌موقف الزعامة من النبي وموقف النبي منها منذ البدء

- ‌موقف الزعامة من النبي وموقف النبي منها منذ البدء

- ‌‌‌تعليق على ما في الآيات كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى

- ‌تعليق على ما في الآيات كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى

- ‌‌‌تعليق على كلمة الصلاة

- ‌تعليق على كلمة الصلاة

- ‌‌‌تعليق على آية أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى

- ‌تعليق على آية أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى

- ‌‌‌تعليق على كلمة (التقوى) وما ينطوي فيها من تلقين وأهداف جليلة

- ‌تعليق على كلمة (التقوى) وما ينطوي فيها من تلقين وأهداف جليلة

- ‌‌‌تعليق على مدى جملة: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ وما بعدها

- ‌تعليق على مدى جملة: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ وما بعدها

- ‌‌‌تعليق على سنّة سجود التلاوة في مناسبة الآية الأخيرة من السورة

- ‌تعليق على سنّة سجود التلاوة في مناسبة الآية الأخيرة من السورة

- ‌‌‌تعليق على الأحاديث الواردة في صدد فضل قراءة السور القرآنية

- ‌تعليق على الأحاديث الواردة في صدد فضل قراءة السور القرآنية

- ‌‌‌سورة القلم

- ‌سورة القلم

- ‌‌‌[سورة القلم (68) : الآيات 1 الى 4]

- ‌[سورة القلم (68) : الآيات 1 الى 4]

- ‌‌‌استطراد إلى ما عرف في كتب التفسير بالإسرائيليات وتعليق عليها

- ‌استطراد إلى ما عرف في كتب التفسير بالإسرائيليات وتعليق عليها

- ‌‌‌تنبيه في صدد الأحاديث والأقوال التي تروى بدون سند صحيح

- ‌تنبيه في صدد الأحاديث والأقوال التي تروى بدون سند صحيح

- ‌‌‌تعليق على الحروف المتقطعة في أوائل السور

- ‌تعليق على الحروف المتقطعة في أوائل السور

- ‌‌‌تعليق على ما ورد من أحاديث وأقوال عن مدى (القلم) في الآية

- ‌تعليق على ما ورد من أحاديث وأقوال عن مدى (القلم) في الآية

- ‌‌‌تعليق على الأقسام القرآنية

- ‌تعليق على الأقسام القرآنية

- ‌‌‌وقت نزول الآيات الأولى من هذه السورة

- ‌وقت نزول الآيات الأولى من هذه السورة

- ‌‌‌أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌[سورة القلم (68) : الآيات 5 الى 16]

- ‌[سورة القلم (68) : الآيات 5 الى 16]

- ‌‌‌شرح الآيات [5- 16] من سورة القلم وما انطوى فيها من صور وتنبيهات

- ‌شرح الآيات [5- 16] من سورة القلم وما انطوى فيها من صور وتنبيهات

- ‌‌‌تعليق على ما في التنديد بأخلاق المتصدين لمناوأة الدعوة النبوية من تلقين مستمر المدى

- ‌تعليق على ما في التنديد بأخلاق المتصدين لمناوأة الدعوة النبوية من تلقين مستمر المدى

- ‌‌‌تعليق ثان على موقف المناوأة الذي وقفه الزعماء والأغنياء

- ‌تعليق ثان على موقف المناوأة الذي وقفه الزعماء والأغنياء

- ‌‌‌تعليق على مفاوضات وعروض زعماء قريش على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تعليق على مفاوضات وعروض زعماء قريش على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌تعليق على جملة أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ

- ‌تعليق على جملة أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ

- ‌‌‌[سورة القلم (68) : الآيات 17 الى 33]

- ‌[سورة القلم (68) : الآيات 17 الى 33]

- ‌‌‌تعليق على قصة البستان وهدفها

- ‌تعليق على قصة البستان وهدفها

- ‌‌‌تعليق على روايات الآيات المدنية في السور المكية

- ‌تعليق على روايات الآيات المدنية في السور المكية

- ‌‌‌[سورة القلم (68) : الآيات 34 الى 43]

- ‌[سورة القلم (68) : الآيات 34 الى 43]

- ‌‌‌تعليق على الجنات الأخروية

- ‌تعليق على الجنات الأخروية

- ‌‌‌تعليق على كلمة المسلمين

- ‌تعليق على كلمة المسلمين

- ‌‌‌[سورة القلم (68) : الآيات 44 الى 45]

- ‌[سورة القلم (68) : الآيات 44 الى 45]

- ‌‌‌تعليق على آيتي سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ووَ أُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ

- ‌تعليق على آيتي سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ووَ أُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ

- ‌‌‌[سورة القلم (68) : الآيات 46 الى 47]

- ‌[سورة القلم (68) : الآيات 46 الى 47]

- ‌‌‌نفي طمع النبي صلى الله عليه وسلم في أجر على رسالته:

- ‌نفي طمع النبي صلى الله عليه وسلم في أجر على رسالته:

- ‌‌‌[سورة القلم (68) : الآيات 48 الى 50]

- ‌[سورة القلم (68) : الآيات 48 الى 50]

- ‌‌‌أهداف القصص القرآنية

- ‌أهداف القصص القرآنية

- ‌‌‌[سورة القلم (68) : الآيات 51 الى 52]

- ‌[سورة القلم (68) : الآيات 51 الى 52]

- ‌‌‌تعليق على نعت الكفار النبي صلى الله عليه وسلم بالجنون

- ‌تعليق على نعت الكفار النبي صلى الله عليه وسلم بالجنون

- ‌‌‌تعليق على نعت المستشرقين والمبشرين النبي صلى الله عليه وسلم بالجنون

- ‌تعليق على نعت المستشرقين والمبشرين النبي صلى الله عليه وسلم بالجنون

- ‌‌‌تعليق على جملة وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ

- ‌تعليق على جملة وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ

- ‌‌‌سورة المزّمّل

- ‌سورة المزّمّل

- ‌‌‌[سورة المزمل (73) : الآيات 1 الى 9]

- ‌[سورة المزمل (73) : الآيات 1 الى 9]

- ‌‌‌تعليق على كلمة القرآن

- ‌تعليق على كلمة القرآن

- ‌‌‌تعليق على مدى تعبير وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا

- ‌تعليق على مدى تعبير وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا

- ‌‌‌[سورة المزمل (73) : الآيات 10 الى 14]

- ‌[سورة المزمل (73) : الآيات 10 الى 14]

- ‌‌‌تعليق على مدى الأمر بهجر الزعماء والأغنياء وسرّية الدعوة

- ‌تعليق على مدى الأمر بهجر الزعماء والأغنياء وسرّية الدعوة

- ‌‌‌تعليق على رواية نسخ حكم الآية: وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا

- ‌تعليق على رواية نسخ حكم الآية: وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا

- ‌‌‌تعليق على تبدل نواميس الكون عند قيام الساعة

- ‌تعليق على تبدل نواميس الكون عند قيام الساعة

- ‌‌‌تعليق على النار الأخروية

- ‌تعليق على النار الأخروية

- ‌‌‌[سورة المزمل (73) : الآيات 15 الى 19]

- ‌[سورة المزمل (73) : الآيات 15 الى 19]

- ‌‌‌تعليق على قصة موسى وفرعون

- ‌تعليق على قصة موسى وفرعون

- ‌‌‌بيان مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌بيان مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌تعليق على السماء وانفطارها يوم القيامة

- ‌تعليق على السماء وانفطارها يوم القيامة

- ‌‌‌تعليق على مدى كلمة الكفر في القرآن

- ‌تعليق على مدى كلمة الكفر في القرآن

- ‌‌‌[سورة المزمل (73) : آية 20]

- ‌[سورة المزمل (73) : آية 20]

- ‌‌‌تعليق على الآية: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ إلخ

- ‌تعليق على الآية: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ إلخ

- ‌‌‌تعليق على الزكاة

- ‌تعليق على الزكاة

- ‌‌‌تعليق على تعبير وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً

- ‌تعليق على تعبير وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً

- ‌‌‌تعليق على تعليم الاستغفار

- ‌تعليق على تعليم الاستغفار

- ‌‌‌تعليق على تعبير سبيل الله

- ‌تعليق على تعبير سبيل الله

- ‌‌‌سورة المدّثّر

- ‌سورة المدّثّر

- ‌‌‌[سورة المدثر (74) : الآيات 1 الى 7]

- ‌[سورة المدثر (74) : الآيات 1 الى 7]

- ‌‌‌[سورة المدثر (74) : الآيات 8 الى 10]

- ‌[سورة المدثر (74) : الآيات 8 الى 10]

- ‌‌‌تعليق على النقر في الناقور ومرادفه النفخ في الصور

- ‌تعليق على النقر في الناقور ومرادفه النفخ في الصور

- ‌‌‌[سورة المدثر (74) : الآيات 11 الى 17]

- ‌[سورة المدثر (74) : الآيات 11 الى 17]

- ‌‌‌[سورة المدثر (74) : الآيات 18 الى 25]

- ‌[سورة المدثر (74) : الآيات 18 الى 25]

- ‌‌‌تعليق على موضوع السحر

- ‌تعليق على موضوع السحر

- ‌‌‌[سورة المدثر (74) : الآيات 26 الى 31]

- ‌[سورة المدثر (74) : الآيات 26 الى 31]

- ‌‌‌تعليق على موضوع زيادة الإيمان ونقصه

- ‌تعليق على موضوع زيادة الإيمان ونقصه

- ‌‌‌تعليق على جملة كذلك يضلّ الله من يشاء ويهدى من يشاء

- ‌تعليق على جملة كذلك يضلّ الله من يشاء ويهدى من يشاء

- ‌‌‌تعليق على عبارة فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ

- ‌تعليق على عبارة فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ

- ‌‌‌تعليق على موضوع الملائكة

- ‌تعليق على موضوع الملائكة

- ‌‌‌تعليق على أَهْلِ الْكِتابِ

- ‌تعليق على أَهْلِ الْكِتابِ

- ‌‌‌[سورة المدثر (74) : الآيات 32 الى 37]

- ‌[سورة المدثر (74) : الآيات 32 الى 37]

- ‌‌‌[سورة المدثر (74) : الآيات 38 الى 47]

- ‌[سورة المدثر (74) : الآيات 38 الى 47]

- ‌‌‌تعليق على مدى ما أولاه القرآن من العناية بالمسكين

- ‌تعليق على مدى ما أولاه القرآن من العناية بالمسكين

- ‌‌‌تعليق على تعبير: (أصحاب اليمين وأصحاب الشمال)

- ‌تعليق على تعبير: (أصحاب اليمين وأصحاب الشمال)

- ‌‌‌هدف المحاورات الأخروية بين الناجين والخاسرين

- ‌هدف المحاورات الأخروية بين الناجين والخاسرين

- ‌‌‌تعليق على تعبير كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ

- ‌تعليق على تعبير كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ

- ‌‌‌[سورة المدثر (74) : آية 48]

- ‌[سورة المدثر (74) : آية 48]

- ‌‌‌تعليق على عقيدة الشفاعة والشرك عند العرب وهدفها

- ‌تعليق على عقيدة الشفاعة والشرك عند العرب وهدفها

- ‌‌‌[سورة المدثر (74) : الآيات 49 الى 51]

- ‌[سورة المدثر (74) : الآيات 49 الى 51]

- ‌‌‌[سورة المدثر (74) : الآيات 52 الى 56]

- ‌[سورة المدثر (74) : الآيات 52 الى 56]

- ‌‌‌تعليق على تعبير وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ

- ‌تعليق على تعبير وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ

- ‌‌‌تعليق على تحدي الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم بالآيات وأجوبة القرآن على ذلك ودلالتها

- ‌تعليق على تحدي الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم بالآيات وأجوبة القرآن على ذلك ودلالتها

- ‌‌‌تعليق على مدى الآية كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ

- ‌تعليق على مدى الآية كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ

- ‌‌‌تعليق على مدى ما ينطوي في جملة بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً

- ‌تعليق على مدى ما ينطوي في جملة بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً

- ‌‌‌سورة المسد

- ‌سورة المسد

- ‌‌‌[سورة المسد (111) : الآيات 1 الى 5]

- ‌[سورة المسد (111) : الآيات 1 الى 5]

- ‌‌‌سورة التكوير

- ‌سورة التكوير

- ‌‌‌[سورة التكوير (81) : الآيات 1 الى 14]

- ‌[سورة التكوير (81) : الآيات 1 الى 14]

- ‌‌‌تعليق على جملة وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ

- ‌تعليق على جملة وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ

- ‌‌‌[سورة التكوير (81) : الآيات 15 الى 29]

- ‌[سورة التكوير (81) : الآيات 15 الى 29]

- ‌‌‌تعليق على العرش

- ‌تعليق على العرش

- ‌‌‌تعليق على كلمة الشيطان

- ‌تعليق على كلمة الشيطان

- ‌‌‌سورة الأعلى

- ‌سورة الأعلى

- ‌‌‌[سورة الأعلى (87) : الآيات 1 الى 13]

- ‌[سورة الأعلى (87) : الآيات 1 الى 13]

- ‌‌‌تنبيه على ما أسبغه القرآن والسنّة النبوية على التسبيح من حفاوة

- ‌تنبيه على ما أسبغه القرآن والسنّة النبوية على التسبيح من حفاوة

- ‌‌‌التلقين المنطوي في الآيتين سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11)

- ‌التلقين المنطوي في الآيتين سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11)

- ‌‌‌تعليق على جملة سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ ومسألة جواز النسيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌تعليق على جملة سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ ومسألة جواز النسيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌تعليق على وصف الْأَعْلَى

- ‌تعليق على وصف الْأَعْلَى

- ‌‌‌[سورة الأعلى (87) : الآيات 14 الى 19]

- ‌[سورة الأعلى (87) : الآيات 14 الى 19]

- ‌‌‌القرآن لا يحظر الاستمتاع بالطيبات

- ‌القرآن لا يحظر الاستمتاع بالطيبات

- ‌‌‌تعليق على ذكر إبراهيم وموسى عليهما السلام وصحفهما

- ‌تعليق على ذكر إبراهيم وموسى عليهما السلام وصحفهما

- ‌‌‌دلائل أولية سورة الأعلى وصفتها

- ‌دلائل أولية سورة الأعلى وصفتها

- ‌‌‌سورة الليل

- ‌سورة الليل

- ‌‌‌[سورة الليل (92) : الآيات 1 الى 13]

- ‌[سورة الليل (92) : الآيات 1 الى 13]

- ‌‌‌تعليق على جملة وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى

- ‌تعليق على جملة وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى

- ‌‌‌[سورة الليل (92) : الآيات 14 الى 21]

- ‌[سورة الليل (92) : الآيات 14 الى 21]

- ‌‌‌سورة الفجر

- ‌سورة الفجر

- ‌‌‌[سورة الفجر (89) : الآيات 1 الى 14]

- ‌[سورة الفجر (89) : الآيات 1 الى 14]

- ‌‌‌تعليق على قصص الأقوام المذكورة في السورة

- ‌تعليق على قصص الأقوام المذكورة في السورة

- ‌‌‌[سورة الفجر (89) : الآيات 15 الى 20]

- ‌[سورة الفجر (89) : الآيات 15 الى 20]

- ‌‌‌تعليق على ما أولاه القرآن من العناية باليتيم

- ‌تعليق على ما أولاه القرآن من العناية باليتيم

- ‌‌‌[سورة الفجر (89) : الآيات 21 الى 30]

- ‌[سورة الفجر (89) : الآيات 21 الى 30]

- ‌‌‌تفسير الشيخ محيي الدين بن عربي للآية الأخيرة من السورة

- ‌تفسير الشيخ محيي الدين بن عربي للآية الأخيرة من السورة

- ‌‌‌سورة الضحى

- ‌سورة الضحى

- ‌‌‌[سورة الضحى (93) : الآيات 1 الى 11]

- ‌[سورة الضحى (93) : الآيات 1 الى 11]

- ‌‌‌تعليق على روايات فتور الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تعليق على روايات فتور الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌صورة من صميمية النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌صورة من صميمية النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌نشأة النبي صلى الله عليه وسلم منذ طفولته إلى نبوته

- ‌نشأة النبي صلى الله عليه وسلم منذ طفولته إلى نبوته

- ‌‌‌سورة الشرح

- ‌سورة الشرح

- ‌‌‌[سورة الشرح (94) : الآيات 1 الى 8]

- ‌[سورة الشرح (94) : الآيات 1 الى 8]

- ‌‌‌سورة العصر

- ‌سورة العصر

- ‌‌‌[سورة العصر (103) : الآيات 1 الى 3]

- ‌[سورة العصر (103) : الآيات 1 الى 3]

- ‌‌‌تعليق على تعبير الصَّالِحاتِ

- ‌تعليق على تعبير الصَّالِحاتِ

- ‌‌‌تعليق على التواصي بالحق والتواصي بالصبر

- ‌تعليق على التواصي بالحق والتواصي بالصبر

- ‌‌‌مدى التنويه القرآني بالصبر

- ‌مدى التنويه القرآني بالصبر

- ‌‌‌مغزى تلازم الإيمان والعمل الصالح في القرآن

- ‌مغزى تلازم الإيمان والعمل الصالح في القرآن

- ‌فهرس المحتويات

الفصل: ‌ 10- تسلسل الفصول القرآنية وسياقها:

والمتمعن في الآيات القرآنية التي وردت فيها تلك التعابير وهذه الأسماء والصفات مضمونا أو أسلوبا وسياقا يجدها قد استهدفت من جهة تقرير معاني القوة والإحاطة والشمول والقدرة والوجود الدائم الشامل، ومن جهة أخرى تقرير أحسن الأسماء والصفات الدالة على أكمل الحالات وأتمّ المعاني اللائقة بالذات الإلهية بما تتسع له لغة البشر التي نزل القرآن بها. ولعل التنوع الموجود في التعابير القرآنية مما يقوم قرينة قوية على صحة ما نقرره.

وملاحظة هذا مهمة جدا من شأنها أن تحول دون استغراق الناظر في القرآن في التكلف والتجوز والتخمين والماهيات من جهة، ودون تورطه في الجدل الكلامي على غير طائل ولا ضرورة من جهة أخرى، وتجعله يقف من هذه التعابير والأسماء والصفات عند الحد الذي وقف عنده القرآن، ويفهم منها الأهداف التي استهدف تقريرها بها دون تزيد ولا تكلّف ولا تمحّل.

على أن الناظر في أساليب القرآن المتنوعة يجدها في هذا الصدد كما هو الشأن في ما يتصل بمشاهد الكون والآخرة وأخبار الأمم السابقة وأنبيائهم والجن والملائكة أسلوب الحكيم الذي لا يدخل في نقاش وجدل وتقريرات كلامية، ويتسق مع طبائع الأشياء من حيث إنه يخاطب أناسا متفاوتين متنوعين في أذهانهم وظروفهم، المهم والجوهري من أمرهم دعوتهم إلى الخير وإصلاحهم وتوجيههم إلى أحسن الوجهات، وتقريب الأمور والمعاني إلى عقولهم بأساليب سائغة منسجمة مع مداركهم، وإعطاء كل موضوع في كل موضع ما يتحمله لتدعيم هذه الدعوة وتأييدها وجعلها مؤثرة نافذة، وفي ذلك من دون ريب تعليم للطريقة الفضلى التي يجب الأخذ بها إزاء التعابير والأساليب القرآنية.

-‌

‌‌

‌ 10- تسلسل الفصول القرآنية وسياقها:

عاشرا: إن أكثر الفصول والمجموعات في السور القرآنية متصلة السياق ترتيبا أو موضوعا أو سبكا أو نزولا، وإن فهم مداها ومعانيها وظروفها الزمنية

ص: 189

والموضوعية وخصوصياتها وعمومياتها وتلقينها وتوجيهها وأحكامها فهما صحيحا لا يتيسر إلا بملاحظة تسلسل السياق والتناسب، وإن في أخذ القرآن آية آية أو عبارة عبارة أو كلمة كلمة بترا لوحدة السياق في كثير من المواقف والمواضيع، وهو مؤدّ إلى التشويش على صحة التفهم والتدبر والإحاطة أو على حقيقة ومدى الهدف القرآني.

ولتمثيل ذلك وإيضاحه نذكر آية الصافات (96) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ فهذه الآية كثيرا ما تورد في معرض الحجاج والبرهنة في بعض المذاهب الكلامية على أن القرآن ينصّ على أن الله قد خلق أعمال الناس، وبطلان القول الذي يقوله بعض المذاهب الكلامية الأخرى أن الإنسان خالق أفعال نفسه ومسؤول عن تبعتها.

فبقطع النظر عن هذا الموضوع الكلامي الخلاقي فإن الذين يوردون الآية في معرض الحجاج والبرهان قلّما يلحظون أنها ليست تقريرا ربانيا مباشرا في صدد خلق الناس وخلق أعمالهم، وبالتالي في صدد الموضوع الكلامي، وإنما هي جزء من سلسلة تتضمن حكاية قول إبراهيم لقومه في سياق التنديد بهم، لأنهم يعبدون ما ينحتون من الأصنام مع أن الله كما خلقهم خلق المادة التي يعملونها أي ينحتونها أصناما ليعبدوها، وهي السلسلة [83- 113] من السورة. فالآية هي جزء من حكاية أقوال إبراهيم، ولو لوحظ السياق جميعه لما كان هناك محل لاقتطاع هذه الآية وحدها من السلسلة وتلقيها كتقرير رباني مباشر بخلق أعمال الناس، كما أن من الواضح مع ملاحظة جزئية الآية من السلسلة أنها لا تصح أن تورد في معرض البرهان الذي تورد فيه، هذا بقطع النظر عما ورد في السلسلة نفسها من نسبة العبادة والنحت والإلقاء وإرادة الكيد إلخ إلى قوم إبراهيم وتقرير صدور هذه الأعمال عنهم..

ونذكر جملة وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً في آية التوبة [36] فكثير من المفسرين يفسرونها منفردة ويصفونها بأنها آية السيف ويقولون إنها نسخت كل ما جاء في القرآن من عدم قتال غير المعتدين والمقاتلين من المشركين، وبذلك ينسفون آيات محكمة في هذا الصدد، مع أن في الآية فقرة أخرى مرتبطة أشد

ص: 190

الارتباط بها ومحتوية للتعليل الرائع المعقول المتسق مع طبيعة الأمور للأمر الذي تضمنته بقتال المشركين كافة وهي كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً [التوبة: 36] فلو لوحظ ذلك ولم تجزأ الآية لما كان محل لذلك التفسير والوصف والقول حيث يبدو واضحا أنها في معرض حثّ المسلمين على قتال المشركين المحاربين مجتمعين وإلبا واحدا كما يقاتلونهم كذلك ولزال الإشكال الذي ينشأ عن هذا التفسير ويؤدي إلى نسخ أحكام وآيات محكمة متسقة مع مبادئ القرآن ومثله السامية، ومع طبائع الأمور ووقائع السيرة النبوية المؤيدة بالآيات من جهة والأحاديث من جهة أخرى وتعني حصر القتال في الأعداء المقاتلين أو المعتدين ودون المشركين والكفار المعاهدين الموفين بعهدهم والمحايدين والمسالمين والعاجزين والنساء والأطفال مما يقتضي قتالهم جميعا وفاق ذلك التفسير.

ونذكر آية المجادلة الثالثة كمثل ثالث، وهي التي جاء فيها وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فكثير من المفسرين ينظرون إلى هذه الآية مستقلة عن سابقتها ويحارون في تأويل جملة ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا حتى قال غير واحد منهم إن الجملة من مشكلات القرآن، واضطروا إلى اعتبار «لما» بمعنى «عن ما» وقالوا إن الجملة تعني «ثم يرجعون عن ما قالوا عنه ويرغبون في معاشرة أزواجهم» أو إلى تأويلات أخرى، هذا مع أن هذه الآية متصلة كل الاتصال بسابقتها التي جاء فيها الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ [المجادلة: 2] . فلو لوحظ ذلك لما كان هناك محل لهذه الحيرة والإشكال والتأويل. فالآية الأولى نددت بالمظاهرين والظهار وعدته عملا منكرا ثم انتهت بمقطع وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ فكأنما تقدمت باستنكار الظهار من حيث المبدأ وتقرر أن الله يعفو ويغفر للمظاهرين قبل نزول هذا الاستنكار وبالتالي قبل نزول الآيتين على اعتبار أنه لم يكن مستنكرا ومنهيا عنه ثم أعقبتها الثانية لتقرر الحكم الإسلامي فالذين يعودون إلى ما نهوا عنه واستنكر أي الظهار بعد ذلك

ص: 191

الاستنكار والوصف تجب عليهم الكفارة قبل معاشرة أزواجهم لأنهم يكونون قد أتوا بعمل عده القرآن منكرا وزورا. وطبيعي أن الحكم الإسلامي صار حكما ملزما لكل مظاهر وأن العفو عن المظاهر ظل خاصا بمن ظاهر قبل نزول الآية الأولى وهي حالة خصوصية الزمن لا تتكرر. ولقد احتوت السورة نفسها نفس الحروف في الآية [8] التي جاء فيها أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ [المجادلة: 8] حيث يأتي المعنى فيها واضحا بأن العودة هي لما نهي عنه وأن الوعيد هو للعائدين إلى التناجي بعد النهي عنه، ولا فرق بين الجملتين كما هو ظاهر.

وهناك أمثلة كثيرة أخرى بالنسبة لآيات واردة في السور الطويلة والمتوسطة مما نبهنا عليه في سياق التفسير. فبينما تكون المجموعة أو الفصل القرآني مفهوما سائغا يبدو عليه الانسجام والترابط التامان سبكا وموضوعا إذا قرىء ونظر فيه ككل اضطرب على الناظر في القرآن فهمه وقامت في ذهنه بلبلة أو مشكلة أو حيرة في مداه ومدلوله إذا أخذه آية آية أو عبارة عبارة.

ومما يجدر التنبيه عليه في هذا المقام أن هناك روايات كثيرة تورد كأسباب لنزول آيات منفردة أو جزء من آية في حين أن سياق الآية ومفهومها لا يتفقان مع الرواية كسبب للنزول، ويلهمان أن الآية منسجمة الأجزاء، وأنها متصلة اتصالا وثيقا بما قبلها أو بعدها في السياق، وكل ما يمكن فرضه في أمر الرواية في حالة صحتها أن تكون الآية أوردت على سبيل الاستشهاد على حادث ما وقع بعد نزولها، أو يكون الحادث قد وقع قبل نزولها بمدة ما فجاءت الإشارة إليه في السياق العام الذي أتت فيه الآية على سبيل التشريع أو التذكير أو التنديد أو التنبيه أو العظة إلخ، فالتبس الأمر على الراوي وظنّ أن الحادث هو سبب النزول.

فقد روي مثلا عن ابن مسعود قوله: لما أمرنا بالصدقة كنّا نتحامل فجاء أبو عقيل بنصف صاع وجاء إنسان بأكثر منه فقال المنافقون إن الله لغني عن صدقة ذلك

ص: 192

وإن ما فعله الآخر ليس إلا رياء فنزلت الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ التوبة: [79] .

فهذه الرواية توهم أن الآية نزلت منفردة بسب هذا الحادث مع أنها متصلة بسياق عام سابق ولا حق بها أشد الاتصال، وأن في السياق قرائن تدلّ على أن الفصل الطويل الذي تقع فيه هذه الآية [38- 99] قد نزل كلّه أو جلّه في أثناء غزوة تبوك وظروفها وسببها.

وهناك رواية أخرى في البخاري عن ابن مسعود أن رجلين من قريش وختنا لهما من ثقيف كانوا في بيت فقال بعضهم لبعض أترون أن الله يسمع حديثنا قال بعضهم يسمع بعضه وقال بعضهم لئن كان يسمع بعضه لقد يسمعه كلّه فنزلت الآية وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ.. فصلت: [22] .

مع أن الآية متصلة بسياق يحكي فيه محاورة في الآخرة بين الكفار وبين أعضاء أبدانهم التي تشهد عليهم أشد الاتصال وليس هناك تطابق ما بين مفهوم الرواية وعبارة الآية.

والفصول الأولى من سورة النساء من مواريث وأنكحة مترابطة ومنسجمة، والآية الأولى في السورة بمثابة براعة استهلال لما تضمنته من هذه الفصول، وروح آيات الفصول يلهم أنها وحدة تشريعية، في حين أن هناك روايات تكاد تجعل لكل آية مناسبة نزول مستقلة وتوهم أنها نزلت منفردة بسببها. ويقال هذا في فصول سورة الحجرات أيضا. وأمثال ذلك كثير جدا نبهنا عليها في سياق التفسير.

فملاحظة السياق والتناسب والترابط بين الفصول والمجموعات القرآنية ضرورية ومفيدة جدا في فهم مدى القرآن ومواضيعه وأهدافه من جهة وفي لمس ناحية من نواحي الروعة والإعجاز والإتقان فيه، لأنهما يظهران الناظر في القرآن الجزء الأول من التفسير الحديث 13

ص: 193

على ما هو عليه من ترتيب وانسجام وترابط نظما وموضوعا من جهة ثانية، وعلى نقاط الضعف في روايات كثيرة وردت في سياق الآيات القرآنية وخاصة في مكية بعض الآيات في السور المدنية ومدنية بعض الآيات في السور المكية من جهة ثالثة، وتزيلان ما هو عالق في الذهن خطأ من أن الفصول القرآنية فوضى لا ترتيب ولا انسجام بينها من جهة رابعة.

ومن فوائد هذه الملاحظة المهمة إزالة وهم التعارض والتناقض في نصوص القرآن وتقريراته المتكررة بأساليب متنوعة حسب المواقف والمناسبات وخاصة في القصص والمواعظ والإنذار والتبشير والمشاهد الكونية والأخروية، وبنوع أخص في عبارات وجمل الهداية والضلال والكفر والإيمان وتزيين الأعمال والطبع على القلب وتسليط الشياطين والإغواء ومسؤولية الإنسان عن عمله وحكمة الله في عدم خلق الناس أمة واحدة إلخ، ففي تدبر سياق كل مناسبة وكل جملة قرآنية من هذا القبيل يمكن أن يلمح الناظر في القرآن حكمة ورود كل منها بالأسلوب الذي وردت به والمناسبة التي جاء فيها والمعنى الذي أريد منها والهدف الذي استهدفه، وكل هذا قد يكون متنوعا بتنوع المواقف والأساليب والمضامين والسياق، فيطمئن بسلامة المعنى وحكمة النصّ الوارد في السياق الذي ورد فيه، ويزول وهم التعارض والتناقض وما يؤدي إليه من الحيرة أحيانا، ويحمل عليه من التكلف والتجوز والتخريج والجدل على غير ضرورة ولا طائل وعلى غير اتساق مع الهدف القرآني ونطاقه.

فأنت مثلا إذا أخذت جملة يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ في آية فاطر [8] وجملة كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ في آية المدثر [31] وقعت في حيرة لأن هناك آيات كثيرة جاء في بعضها وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ الكهف: [29] وفي بعضها قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها.. يونس: [108] .

ولكنك إذا قرأت سياق آيتي فاطر والمدثر كوحدة [3- 10 فاطر] و [1- 31

ص: 194

المدثر] ظهر لك المعنى سائغا مفهوما، وبدا لك أنهما استهدفتا فيما استهدفتاه التنديد بالكافرين والضالين والحملة عليهم من جهة والتنويه بالمؤمنين الصالحين وتطمينهم وتبشيرهم من جهة وتسلية النبي فيما ألم به من حزن وحسرة على مكابرة الكافرين وعنادهم من جهة، بل ظهر لك أن تلك المعاني التي تقررها آيات الكهف ويونس منطوية في نفس سياق جملتي سورتي فاطر والمدثر حيث احتوى سياق آية فاطر يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ [5- 8] وحيث احتوى سياق آية المدثر إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) . ويطرد هذا في أمثال كثيرة مثل آية البقرة [16] مع سياقها وآية النحل [93] مع سياقها وآية القصص [56] مع سياقها وآيتي يونس [99- 100] مع سياقها إلخ مما عليه في التفسير عند مناسباته.

وأنت إذا أخذت مثلا جملة إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً في سورة الكهف الآية [58] لحدتها وجدت نفسك أمام مشكلة محيرة لأنها توهم أن الله قد صرف الكفار عن فهم القرآن والتأثر به وحتم عليهم عدم الإجابة والاهتداء، ولكنك إذا تدبرت سياق الآية جميعه [الآيات 45- 59] بل أول الآية التي وردت فيها ظهر لك قصد وصف مكابرة الكفار وعنادهم والتسرية عن النبي إزاء هذه المكابرة والعناد. ويطرد هذا كذلك في أمثال كثيرة كآيات هود:[118] والرعد: [31] والبقرة: [7] ويس:

[9]

وسياقها.

ونقول استطرادا إن هذه الأمثلة قد كانت موضوع أخذ ورد وجدل في كتب التفسير بسبب صلتها بالموضوع الخلافي الكلامي في صدد فعل الإنسان وكسبه

ص: 195

وإرادته، حيث ذهب فريق إلى ما يفيد أن الإنسان مجبور على أفعاله وأنها محتمة عليه في الأزل لا معدى له عنها ولا اختيار له فيها من كفر وإيمان وفساد وصلاح وشرّ وخير، وأن العقاب والثواب ينالان الناس بمحض مشيئة الله وفضله، ولا صلة ولا أثر لأعمالهم فيها في حقيقة الأمر، وحيث ذهب فريق آخر إلى ما يفيد أن الإنسان خالق أفعال نفسه فيؤمن ويكفر ويفسق ويصلح بإرادته واختياره، وأن الله لا يصح عليه إرادة الكفر والفسق من العبد ولا تقديرها عليه، بل ولا يصح أن يكون مريدا للقبيح وأنه يجب عليه الأصلح لعباده، وأن الإنسان يعاقب ويثاب على أفعاله حقا وعدلا، وحيث توسط فريق فذهب إلى ما يفيد أن الله هو خالق أفعال عباده من كفر وإيمان وعصيان وطاعة ومنكرات وصالحات، وكل بإرادته ومشيئته وقضائه وتقديره في حدود عموم تأثير صفاته الأزلية، وأن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء بمعنى خلقه الضلال والهدى، وأنه لا يجب عليه الأصلح، وقرروا مع ذلك للإنسان فعلا اختياريا يثاب عليه إذا كان طاعة وصلاحا ويعاقب عليه إذا كان معصية وفسادا، وقالوا إن معنى أن الله أراد من الكافر كفره ومن الفاسق فسقه ومن المؤمن إيمانه ومن الطائع طاعته إنه أرادها باختيار الناس وكسبهم، وتشاد الجميع حول هذه المواضيع كل يؤيد رأيه ويرد على رأي الآخرين بأساليب جدلية من جهة وعبارات قرآنية من جهة أخرى مقتطعة من آيات أو سياق دون تدبر في بقية الآية أو السياق، ويؤول ما هناك من نصوص تناقض رأيه في ظاهرها ولا تتسق معه على ما هو مبسوط في كتب المتكلمين المسلمين على اختلاف مذاهبهم.

والموضوع في أصله أي كون الإنسان مخيرا أو مسيرا عويص وموضوع جدلي عام لا ينحصر التشاد حوله في المذاهب الإسلامية الكلامية وله جبهات متنوعة ولا يدخل التبسط فيه في موضوع هذا الكتاب، غير أن المقام يتحمل بعض القول بسبب ما احتواه القرآن من آيات كثيرة جدا اتخذها علماء المذاهب الكلامية الإسلامية مستندا لمذاهبهم المختلفة في هذا الموضوع. ومع أن من المسلم به أن النصوص القرآنية هي سند رئيسي في العقائد والشرائع والأحكام الإسلامية فالذي نعتقده أن الناظر في الآيات القرآنية إذا أخذ المجموعة القرآنية وحدة ولم يغفل

ص: 196

سياقها وظروف نزولها وهدفها، ولم يقتطع منها الجمل وينظر فيها على حدة كما يفعل أصحاب المذاهب الكلامية في تشادهم ومجادلاتهم فيما بينهم- وهذا هو موضوع هذا المبحث في الأصل- يستطيع أن يتبين أهداف القرآن في العبارات الواردة تبينا يزول معه من نفسه ما قد يقوم من وهم التعارض والتناقض في آياته، والقرآن بريء من التعارض والتناقض بنص صريح فيه جاء في آية النساء:[82] أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ويجد حلا لما يبدو من إشكال وتعليلا سائغا لما يوهم ظاهره من معان متعارضة فيه، ويظهر له أن كثيرا مما دار ويدور من جدل ونقاش وحجاج وخلاف لا تتحمله عبارات القرآن ولا تقتضيه، وليس من ورائه طائل ولا ضرورة. وإن هذه العبارات ليست في صدد هذه التقريرات الكلامية، وفي الأمثلة التي أوردناها دلائل كافية، وهي مطردة في سائر فصول القرآن ومجموعاته التي وردت أمثالها فيها، ثم يجد- وهذا مهم جدا- أن النصوص والأهداف القرآنية تجري في مدى هداية الناس ودعوتهم إلى الخير وإصلاحهم وتوجيههم إلى أفضل الوجهات وأنفعها، والتنويه بالمستجيبين المهتدين الصالحين المتقين المحسنين وتبشيرهم وتطمينهم والتحذير من الفساد والإثم والفاحشة وإنكار الله ووحدته وكمال صفاته والتنديد بالضالين الآثمين المكابرين المنافقين الظالمين وإنذارهم، ولا تجري في أي حال في مجرى التقريرات الكلامية التي يدور حولها الخلاف والجدل المذهبي، وهذا هو أسلوب الحكيم الذي يعلمنا إياه القرآن في جميع الأمور، المتسق مع طبائع الأشياء وحقائقها ونعني كون القرآن يخاطب بشرا تعورف على أنهم ذوو قابليات وكسب واختيار، وأن لهم أثرا فيما يصدر عنهم من أعمال وأقوال ومواقف وفقا لما تمليه عليهم عقولهم وميولهم ومداركهم وتقديراتهم ومنافعهم وظروفهم الخاصة والعامة، وأنهم متفاوتون في كل هذا وأنهم ذوو تمييز للخير والشر والحسن والقبيح في نطاق تلك العقول والميول والمدارك والتقديرات والمنافع والظروف والقابليات المتفاوتة، وأن المهم في الأمر هو دعوتهم إلى الهدى والخير وإخراجهم من الظلمات إلى النور وإنقاذهم من الضلال وإثارة نفوسهم وإيقاظ

ص: 197