الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن الرحمن لا يطلق إلا على الله عز وجل في حين أن الرحيم يمكن أن يطلق على الناس مثل عليم وحكيم وحليم وجميل. وعلى كل حال فممّا لا ريب فيه أن هناك فرقا في اللفظين، وأن هذا ما يفسر حكمة التنزيل في استعمالهما معا.
(2)
الربّ: لها في القرآن معان عديدة. منها المعبود الرئيسي، ومنها المعبود الثانوي الذي يشرك مع الله، ومنها الرئيس، ومنها صاحب الشيء، وسيد الأشخاص الذين يكونون تحت رعايته، والمتسلط والراعي، والمربي، والحاكم.
وهي هنا بمعنى المعبود الرئيسي، وصاحب السلطان الشامل لجميع الأكوان والعالمين.
(3)
العالمين: هنا كناية عما في الكون من كائنات ومخلوقات.
(4)
الدين: للدين في القرآن أكثر من معنى وهي هنا بمعنى الجزاء والحساب والقضاء. ويوم الدين كناية عن أول يوم من الحياة الأخروية الذي يحاسب فيه الناس على أعمالهم في الدنيا.
(5)
الصراط: الطريق.
في السورة:
1-
تقرير الحمد لله ربّ الأكوان وما فيها من كائنات ومخلوقات.
2-
وتقرير لصفات الرحمة الشاملة لله، وملك يوم الجزاء له وحده.
3-
وخطاب موجّه من عباده إليه كتعليم لهم بأن يقولوا إنهم يعبدونه وحده ويستعينون به وحده.
4-
ودعاء موجه منهم إليه كتعليم لهم، بأن يدعوه أن يهديهم الطريق القويم، وهو طريق الذين أنعم عليهم لا طريق الضالين ولا المغضوب عليهم.
أسماء السورة
جرت تسمية السور القرآنية على الأغلب بكلمة أو اسم يكون فيها. والاسم المشهور لهذه السورة هو الفاتحة الذي وضعناه عنوانا لها. وهذا الاسم ليس ممّا احتوته السورة من كلمات كما هو ظاهر. والمتبادر أن هذا الاسم اشتهر لأنه جاء
من وضع السورة في مفتتح السور القرآنية في ترتيب المصحف الذي نرجح أنه من متصل بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم من أنها مفتتح التلاوة القرآنية في كل صلاة ذات ركوع وسجود. وهناك أسماء أخرى للسورة منها ما ورد في حديث رواه أبو داود والترمذي وصححه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحمد لله ربّ العالمين أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني» «1» .
ولقد ذكرت بعض الروايات أن السورة مدنية «2» ، وذكرت رواية أنها نزلت
(1) انظر كتاب «التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول» ج- 4، ص 13. وسوف يأتي ذكر هذا الكتاب كثيرا. وتعريفا به نقول إنه من تأليف الشيخ منصور ناصف وهو في خمسة أجزاء. وجمع فيها المؤلف معظم الأحاديث الواردة في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وجامع الترمذي ومجتبى النسائي. وقد اتفق العلماء على أن الأحاديث الواردة في هذه الكتب هي أوثق وأصح من غيرها وتعتبر عندهم الطبقة الأولى من كتب الحديث.
وحين نذكر عبارة الخمسة نعنيهم. وحين نذكر كتب الأحاديث الصحيحة نعني هذه الكتب وهو ما يقوله علماء الحديث. وإن كان بعضهم يحصر وصف (صحيح) في ما جاء في كتابي البخاري ومسلم اللذين ينعتان أحيانا بالشيخين. ويطلق علماء الحديث على كتب الثلاثة الآخرين اصطلاح (أصحاب السنن) وترتيبهم: أبو داود أولا فالترمذي فالنسائي. وحين نذكر هذا الاصطلاح نعني أن الحديث مروي من قبل ثلاثتهم وحينما نذكر رواه الثلاثة نعني البخاري ومسلم وأبو داود. والأربعة يكون الرابع الترمذي. (انظر «قواعد التحديث» للقاسمي ص 225 وما بعدها) .
وننبه على أن هناك كتابا آخر هو كتاب «الموطّأ» للإمام مالك وهو أقدم ما وصل إلينا من كتب الحديث تأليفا وصاحبه توفي سنة 170 هـ واحتوى عددا كبيرا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم ويلحقه كثير من علماء الحديث بالكتب الخمسة. وكثير ممّا ورد فيه ورد في الكتب الخمسة. وننبه في هذه المناسبة على أمر هام وهو أن هناك أحاديث نبوية وصحابية كثيرة أخرى في كتب أئمة آخرين من أئمة الحديث يأتي في مقدمتهم أبو عبد الله القاسم والشافعي وأحمد بن حنبل وابن ماجه والبيهقي والدارقطني والحاكم وغيرهم تروى عن راو عن راو إلى رسول الله أو أصحابه تحتمل الصحة من حيث رواتها ومتونها وكثير منها من باب ما جاء في الكتب الستة.
(2)
انظر تفسير السورة في «تفسير الآلوسي» و «الإتقان» ج 1، ص 24- 25.