الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1)
يبلس: ييئس.
(2)
يتفرقون: هنا بمعنى يصنفون فرقا.
(3)
يحبرون: يسرون، من الحبور.
(4)
محضرون: مساقون إليها سوقا. والإحضار هو إجبار المرء على الحضور.
عبارة الآيات واضحة. وهي متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو المتبادر. والأولى منها تنطوي على برهان خطابي. فالله الذي يعترف المشركون بأنه خلق الكون والخلق بدءا قادر على إعادة خلقهما ثانية. وقد تكرر هذا البرهان في المناسبات المماثلة التي مرّ كثير منها. والمتبادر أن الآية الثانية استهدفت فيما استهدفته إدخال اليأس على المشركين من الشركاء والشفعاء الذين يشركونهم مع الله ما داموا قد كذّبوا بآيات الله وأنكروا الآخرة وحملهم على الارعواء والتفكير قبل الحسرة والندم.
[سورة الروم (30) : الآيات 17 الى 19]
فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
. (1) تظهرون: وقت الظهر في النهار.
في الآيات تنزيه لله وتقرير لاستحقاقه الحمد والتقديس في كل وقت وفي كل مكان: في الصباح والمساء، والظهر والعشية، وفي الأرض والسموات. فهو الذي
يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها. وهو يحيي الناس ويخرجهم من الأرض بعد موتهم كذلك.
والآيات تنطوي على قصد التدليل على قدرة الله تعالى على إحياء الناس ثانية تدعيما لما جاء في الآية الأولى من الآيات السابقة. وهي متصلة بها اتصال استمرار في الموضوع وتعقيب عليه كما هو واضح.
وما احتوته الآية الثالثة بخاصة قد تكرر في أكثر من سورة من السور السابقة لنفس القصد. وقد علقنا على عبارتها في المناسبات السابقة بما فيه الكفاية.
وقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أن الآية [17] مدنيّة. وهذا غريب.
واللحمة بادية الوثاقة بينها وبين ما بعدها بحيث تكون معها وحدة لا تنفصل.
لذلك نشكّ في صحّة الرواية.
ولقد أورد الطبري في سياق الآيتين الأولى والثانية قولا لابن عباس بأنهما قد جمعتا مواقيت الصلاة فحين تمسون للمغرب والعشاء وحين تصبحون للفجر وحين تظهرون للظهر وعشيا هو العصر.
وهو استنباط وجيه مرّت أمثلة أخرى منه. ولقد روى البغوي بطرقه عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرّة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلّا أحد قال مثل ما قال أو زاد» . وروى كذلك عن أبي هريرة «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرّحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» . وأورد ابن كثير حديثا رواه الطبراني عن ابن عباس «أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ أدرك ما فاته في يومه ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته» .
وهذه الأحاديث لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة. وصحتها مع ذلك