الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحِجْلُ بِالْكَسْرِ: الْخَلْخَالُ وَالْقَيْدُ، وَالْفَتْحُ لُغَةٌ، وَفِي الْقَامُوسِ: الْحِجْلُ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: الْخَلْخَالُ (فَلَمْ أَمْلِكْ نَفْسِي أَنْ وَقَعَتُ عَلَيْهَا) : بِتَقْدِيرِ (مِنْ) : أَيْ: لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَحْبِسَ نَفْسِي مِنْ أَنْ وَقَعْتُ عَلَيْهَا، أَوْ يَكُونُ بَدَلًا مِنْ نَفْسِي أَيْ: لَمْ أَمْلِكْ وُقُوعَ نَفْسِي عَلَيْهَا، (فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ) : صلى الله عليه وسلم: (وَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَقْرَبَهَا) : بِفَتْحِ الرَّاءِ أَيْ: لَا يُجَامِعَهَا ثَانِيًا (حَتَّى يُكَفِّرَ. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ) : أَيْ: بِهَذَا اللَّفْظِ (وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ نَحْوَهُ) : أَيْ: بِمَعْنَاهُ (وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ) . (وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ نَحْوَهُ) : أَيْ: بِمَعْنَاهُ أَيْضًا (مُسْنَدًا) : أَيْ: تَارَةً (وَمُرْسَلًا) : أَيْ: أُخْرَى حَالَانِ مِنَ الْمَفْعُولِ، قَالَ النَّسَائِيُّ: الْمُرْسَلُ أَوْلَى) : أَيْ: أَقْرَبُ (بِالصَّوَابِ مِنَ الْمُسْنَدِ) : وَلَعَلَّهُ أَرَادَ بِالْمُرْسَلِ مُرْسَلَ الصَّحَابِيِّ، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَوَى فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى صَحَابِيٍّ، وَفِي بَعْضِهَا أَرْسَلَهُ وَحَذَفَ ذِكْرَ الصَّحَابِيِّ، أَوْ أَرَادَ أَنَّ عِكْرِمَةَ تَارَةً ذَكَرَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأُخْرَى حَذَفَ، وَاللَّهُ - تَعَالَى - أَعْلَمُ. قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ: رَوَى أَصْحَابُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ «عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا ظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ يُكَفِّرَ فَقَالَ عليه الصلاة والسلام: (مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟) : قَالَ: رَأَيْتُ خَلْخَالَهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ، وَفِي لَفْظٍ: بَيَاضَ سَاقَيْهَا؟ قَالَ: (فَاعْتَزِلْهَا حَتَّى تُكَفِّرَ) » : وَلَفَظُ ابْنُ مَاجَهْ: «فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَقْرَبَهَا حَتَّى يُكَفِّرَ» . قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، وَنَفَى كَوْنَ هَذَا الْحَدِيثِ صَحِيحًا - رَدَّهُ الْمُنْذِرِيُّ فِي مُخْتَصَرِهِ ; لِأَنَّهُ صَحَّحَهُ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ مَشْهُورٌ سَمَاعُ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، وَسَبَبُ نُزُولِ شَرْعِيَّةِ الْكَفَّارَةِ فِي الظِّهَارِ «قِصَّةُ خَوْلَةَ أَوْ خُوَيْلَةَ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَتْ: ظَاهَرَ مِنِّي زَوْجِي أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشْكُو إِلَيْهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَادِلُنِي فِيهِ وَيَقُولُ:(اتَّقِي اللَّهَ فَإِنَّهُ ابْنُ عَمِّكِ) : فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [المجادلة: 1] جَلَّ شَأْنُهُ فَقَالَ: (يَعْتِقُ رَقَبَةً) : فَقَالَتْ: لَا يَجِدُ فَقَالَ: (يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ) : قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ مَا بِهِ مِنْ صِيَامٍ. قَالَ (فَيُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا) : قَالَتْ: مَا عِنْدَهُ شَيْءٌ يَتَصَدَّقُ بِهِ. قَالَ: (فَإِنِّي سَأُعِينُهُ بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ) : قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنِّي سَأُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخَرَ، قَالَ:(قَدْ أَحْسَنْتِ فَاذْهَبِي بِهِمَا فَاطْعَمِي بِهِمَا عَنْهُ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَارْجِعِي إِلَى ابْنِ عَمِّكِ) » : قَالَ: وَالْعَرَقُ سِتُّونَ صَاعًا. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَقَدْ قِيلَ: هُوَ مِكْتَلٌ يَسَعُ ثَلَاثِينَ صَاعًا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهَذَا أَصَحُّ، وَفِي الْحَدِيثِ أَلْفَاظٌ أُخَرُ. وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَغَيْرُهُ. ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّهُ يَحْرُمُ الدَّوَاعِي فِيهِ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ، وَهُوَ قَوْلُ الزُّهْرِيِّ وَالْأَوْزَاعِيِّ وَالنَّخَعِيِّ وَقَوْلٌ لِلشَّافِعِيِّ، وَرِوَايَةٌ عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ: وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الدَّوَاعِيَ مَنْصُوصٌ عَلَى مَنْعِهَا فِي الظِّهَارِ، فَإِنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:{مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} [المجادلة: 3] لَا مُوجِبَ فِيهِ لِلْحَمْلِ عَلَى الْمَجَازِ لِإِمْكَانِ الْحَقِيقَةِ، وَيَحْرُمُ الْجِمَاعُ ; لِأَنَّهُ مِنْ أَفْرَادِ الْتِمَاسِّ فَيَحْرُمُ الْكُلُّ بِالنَّصِّ فَظَهَرَ فَسَادُ قَوْلِ الْمُخَالِفِ، وَفِي الْهِدَايَةِ: وَلَوْ ظَاهَرَ مِنْ أَمَتِهِ مَوْطُوءَةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ مَوْطُوءَةٍ لَا يَصِحُّ، وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَجَمْعٍ كَثِيرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، خِلَافًا لِمَالِكٍ وَالثَّوْرِيِّ فِي الْأَمَةِ مُطْلَقًا، وَلِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَطَاوُسٍ وَقَتَادَةَ وَالزُّهْرِيِّ فِي الْمَوْطُوءَةِ وَلَا يَصِحُّ ظِهَارُ الذِّمِّيِّ، وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ خِلَافًا لِلشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ، وَالْأَدِلَّةُ فِي شَرْحِ ابْنُ الْهُمَامِ مَذْكُورَةٌ وَأَجْوِبَتُهَا أَيْضًا مَسْطُورَةٌ.
[بَابٌ فِي كَوْنِ الرَّقَبَةِ فِي كَفَّارَةٍ مُؤْمِنَةً]
(13)
بَابٌ فِي كَوْنِ الرَّقَبَةِ فِي كَفَّارَةٍ مُؤْمِنَةً
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ
3303 -
ــ
[13]
- بَابٌ فِي كَوْنِ الرَّقَبَةِ فِي كَفَّارَةٍ مُؤْمِنَةً
يُحْتَمَلُ الرَّفْعُ وَالسُّكُونُ أَيْ: بَابُ كَوْنِ الرَّقَبَةِ فِي الْكَفَّارَةِ مُؤْمِنَةً، وَأَرَادَ الْمُصَنِّفُ الِاسْتِظْهَارَ بِأَنَّ الرَّقَبَةَ فِي كَفَّارَةِ الظِّهَارِ يُشْتَرَطُ أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنَةً. وَقَالَ فِي شَرْحِ الْوِقَايَةِ: وَجَازَ فِيهَا الْمُسْلِمُ وَالْكَافِرُ، وَفِيهِ خِلَافُ الشَّافِعِيِّ وَتَحْقِيقُهُ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ فِي حَمْلِ الْمُطْلَقِ عَلَى الْمُقَيَّدِ، اهـ. فَالتَّقْيِيدُ فِي الْحَدِيثِ الْآتِي بِالْإِيمَانِ إِمَّا لِمَوَادَّ مَخْصُوصَةٍ لَا يَجُوزُ فِيهَا إِلَّا الْمُؤْمِنَةُ كَكَفَّارَةِ الْقَتْلِ خَطَأً، وَإِمَّا بَيَانًا لِلْأَفْضَلِ وَالْأَكْمَلِ، وَاللَّهُ - تَعَالَى - أَعْلَمُ بِالْحَالِ.
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ
3303 -
(عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ) : أَيِ: السُّلَمِيِّ، كَانَ نَزَلَ الْمَدِينَةَ وَعِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ كَثِيرٍ وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَغَيْرُهُمَا، مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ (قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ جَارِيَةً) : أَيْ: أَمَةً (كَانَتْ لِي) : أَيْ: مَمْلُوكَةً (تَرْعَى غَنَمًا لِي) : أَيْ: لَا لِغَيْرِي (فَجِئْتُهَا وَقَدْ فَقَدَتْ) : بِصِيغَةِ الْمَعْلُومِ الْمُتَكَلِّمِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ الْغَائِبَةِ (شَاةً) : بِالنَّصْبِ عَلَى الْأَوَّلِ، وَبِالرَّفْعِ عَلَى الثَّانِي، وَالْجُمْلَةُ حَالِيَّةٌ (مِنَ الْغَنَمِ: أَيْ: مِنْ قَطِيعِهِ، وَمِنْ تَبْعِيضِيَّةٌ (فَسَأَلْتُهَا) : أَيِ: الْجَارِيَةَ (عَنْهَا) : أَيْ: عَنِ الشَّاةِ (قَالَتْ: أَكَلَهَا الذَّئْبُ) : بِالْهَمْزِ وَيُبْدَلُ أَوِ الْيَاءِ لُغَةٌ (فَأَسِفْتُ) : بِكَسْرِ السِّينِ (عَلَيْهَا) : أَيْ: غَضِبْتُ عَلَى الْجَارِيَةِ أَوْ حَزِنْتُ عَلَى الشَّاةِ (وَكُنْتُ مِنْ بَنِي آدَمَ) : عُذْرٌ لِغَضَبِهِ وَحُزْنِهِ السَّابِقِ وَلَطْمِهِ اللَّاحِقِ (فَلَطَمْتُ) : أَيْ: ضَرَبْتُ بِبَطْنِ الْكَفِّ (وَجْهَهَا) : فَإِنَّ الْإِنْسَانَ مَجْبُولٌ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ (وَعَلَيَّ رَقَبَةٌ) : أَيِ: إِعْتَاقُ رَقَبَةٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ غَيْرِ هَذَا السَّبَبِ (أَفَأَعْتِقُهَا) : أَيْ: عَنْهُ أَوْ عَنْهُمَا، لِمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " «مَنْ ضَرَبَ غُلَامًا لَهُ حَدًّا لَمْ يَأْتِهِ أَوْ لَطَمَهُ فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقَهُ» ": كَمَا سَيَجِيءُ فِي الْفَصْلِ الْأَوَّلِ مِنْ بَابِ النَّفَقَاتِ (قَالَ لَهَا) : أَيْ: لِلْجَارِيَةِ (رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (أَيْنَ اللَّهُ؟) : وَفِي رِوَايَةٍ: (أَيْنَ رَبُّكِ؟) : أَيْ: أَيْنَ مَكَانُ حُكْمِهِ وَأَمْرِهِ وَظُهُورِ مُلْكِهِ وَقُدْرَتِهِ (قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ) . قَالَ الْقَاضِي: هُوَ عَلَى مَعْنَى الَّذِي جَاءَ أَمْرُهُ وَنَهْيُهُ مِنْ قِبَلِ السَّمَاءِ لَمْ يُرِدْ بِهِ السُّؤَالَ عَنِ الْمَكَانِ، فَإِنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْهُ كَمَا هُوَ مُنَزَّهٌ عَنِ الزَّمَانِ، بَلْ مُرَادُهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ سُؤَالِهِ إِيَّاهَا أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهَا مُوَحِّدَةٌ أَوْ مُشْرِكَةٌ؟ لِأَنَّ كُفَّارَ الْعَرَبِ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ، وَكَانَ لِكُلِّ قَوْمٍ مِنْهُمْ صَنَمٌ مَخْصُوصٌ يَكُونُ فِيمَا بَيْنَهُمْ يَعْبُدُونَهُ وَيُعَظِّمُونَهُ، وَلَعَلَّ سُفَهَاءَهُمْ وَجَهَلَتَهُمْ كَانُوا لَا يَعْرِفُونَ مَعْبُودًا غَيْرَهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَتَعَرَّفَ مِنْهَا مَا تَعْبُدُ، فَلَمَّا قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَهِمَ أَنَّهَا مُوَحِّدَةٌ يُرِيدُ بِذَلِكَ نَفْيَ الْآلِهَةِ الْأَرْضِيَّةِ الَّتِي هِيَ الْأَصْنَامُ، لَا إِثْبَاتَ السَّمَاءِ مَكَانًا لَهُ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّ كَبِيرًا، وَلِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ مَأْمُورًا بِأَنْ يُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ وَيَهْدِيَهُمْ إِلَى الْحَقِّ عَلَى حَسَبِ فَهْمِهِمْ، وَوَجَدَهَا تَعْتَقِدُ أَنَّ الْمُسْتَحِقَّ لِلْعُبُودِيَّةِ إِلَهٌ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ لَا الْآلِهَةُ الَّتِي يَعْبُدُهَا الْمُشْرِكُونَ قَنِعَ مِنْهَا بِذَلِكَ، وَلَمْ يُكَلِّفْهَا اعْتِقَادَ مَا هُوَ صَرْفُ التَّوْحِيدِ حَقِيقَةُ التَّنْزِيهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ وَرَحْمَتَهُ وَوَحْيَهُ جَاءَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] قِيلَ: وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ أَنَّ هَذِهِ الْجَارِيَةَ كَانَتْ خَرْسَاءَ، وَلِهَذَا جَوَّزَ الشَّافِعِيُّ الْأَخْرَسَ فِي الْعِتْقِ فَقَوْلُهُ:(قَالَتْ فِي السَّمَاءِ) : بِمَعْنَى أَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ كَمَا فِي رِوَايَةٍ قَالَ شَارِحُ الْوِقَايَةَ: وَجَازَ الْأَصَمُّ أَيْ: مَنْ يَكُونُ فِي أُذُنِهِ وَقْرٌ، أَمَّا مَنْ لَمْ يَسْمَعْ أَصْلًا فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَجُوزَ ; لِأَنَّهُ فَائِتُ جِنْسِ الْمَنْفَعَةِ. (قَالَ: مَنْ أَنَا؟) : قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَعْتِقْهَا) : أَمْرُ إِجَازَةٍ (رَوَاهُ مَالِكٌ) .