الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{رِئاءَ النّاسِ} مراءة لهم وسمعة، أي يفعل الخير مباهاة أو لأجل أن يروه فيحمدوه.
{صَفْوانٍ} حجر أملس. {وابِلٌ} مطر شديد. {صَلْداً} صلبا أملس ليس عليه تراب أو غبار. {لا يَقْدِرُونَ} استئناف كلام لبيان مثل المنافق المنفق رئاء الناس. وجمع الضمير باعتبار معنى الذي، والمراد لا يجدون ولا يملكون شيئا. {مِمّا كَسَبُوا} عملوا، أي لا يجدون له ثوابا في الآخرة، كما لا يوجد على الصفوان شيء من التراب الذي كان عليه، لإذهاب المطر له.
سبب النزول:
قال الكلبي: نزلت في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، أما عبد الرحمن بن عوف فإنه جاء إلى النّبي صلى الله عليه وسلم بأربعة آلاف درهم صدقة، فقال:
كان عندي ثمانية آلاف درهم، فأمسكت منها لنفسي ولعيالي أربعة آلاف درهم، وأربعة آلاف أقرضتها ربي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت» .
وأما عثمان رضي الله عنه، فقال: عليّ جهاز من لا جهاز له في غزوة تبوك، فجهّز المسلمين بألف بعير بأقتابها وأحلاسها، وتصدّق برومة ركية كانت له على المسلمين
(1)
، فنزلت فيهما هذه الآية.
وقال أبو سعيد الخدري: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يده يدعو لعثمان، ويقول:«يا ربّ، إن عثمان بن عفان رضيت عنه، فارض عنه» فما زال رافعا يده حتى طلع الفجر، فأنزل الله تعالى فيه:{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ} الآية
(2)
.
(1)
وفي رواية: ووضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف دينار، فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلّبها ويقول:«ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم» .
(2)
أسباب النزول للنيسابوري: ص 47 - 48، تفسير القرطبي: 303/ 3