المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مناقشات مهمة: وتبقى جملة مناقشات أسوقها بحسب ورودها في الكتاب: ص 18: - مقالات الطناحي صفحات في التراث والتراجم واللغة والأدب - جـ ٢

[محمود محمد الطناحي]

فهرس الكتاب

- ‌هذه النقطة .. وقضية التصحيف والتحريف

- ‌التصحيف .. وتغيير التنقيط:

- ‌ ضوابط القراءة المقبولة

- ‌السيرة الذاتية .. والصدق مع النفس [1]

- ‌مثل قديم:

- ‌فائدة:

- ‌كل ما يعجبك، والبس ما يعجب الناس

- ‌الجزئي دون الكلي

- ‌صحة العقل:

- ‌السيرة الذاتية .. والصدق مع النفس [2]

- ‌الصراحة الكاشفة:

- ‌من حصاد الندوات:أولية الطباعة العربية في مصر

- ‌مطبعة بولاق:

- ‌ مجموع ما طبعته مطبعة بولاق، منذ إنشائها سنة 1821 م وحتى سنة 1878 م بلغ (603890) كتاباً

- ‌ تقييم أعمال مطبعة بولاق

- ‌أولاً: كان إنشاء محمد علي مطبعة بولاق متزامناً مع إرساله البعثات لتلقي العلم في أوروبا

- ‌ثانياً: يلاحظ في السنوات الأولى من نشاط مطبعة بولاق غلبة للكتب المترجمة في الشؤون الطبية والزراعية والهندسية وتدبير المعاش

- ‌ثالثاً: إن الذين قاموا على نشر كتب التراث بتلك المطبعة كانوا يستهدفون غاية ضخمة، هي إبراز كنوز الفكر العربي والإِسلامي

- ‌رابعاً: تزامن نشاط مطبعة بولاق مع الدعوة إلى العامية التي تولى أمرها تفر من الأجانب الذين حلوا بمصر

- ‌خامساً: أقدمت مطبعة بولاق في ذلك الزمان المبكر على طبع الموسوعات الضخمة

- ‌سادساً: حرصت مطبعة بولاق في كثير من منشوراتها على طبع كتاب أو أكثر بهامش الكتاب الأصلي

- ‌سابعاً: لم تكن مطبوعات بولاق كلها على نفقة الدولة، ففد رأينا جهود الأفراد والجماعات وأموالهم وراء كثير من مطبوعات تلك المطبعة العتيقة

- ‌المرحلة الثانية:مرحلة مطابع إدارات الجيش والمدارس الحكومية

- ‌المرحلة الثالثة: المطابع الأهلية

- ‌محمود محمد شاكر .. والتكريم المستحق

- ‌ شيخ العربية وحارسها: الإِمام أبو فهر محمود محمد شاكر

- ‌ولد شيخنا بمدينة الإِسكندرية يوم الاثنين العاشر من المحرم سنة 1327 ه

- ‌ خالط أبو فهر العربية منذ أيامه الأولى

- ‌ سارت حياة أبي فهر في طريقين استويا عنده استواء واضحاً عدلاً:

- ‌الطريق الأول طريق العلم والمعرفة

- ‌والطريق الثاني التنبه الشديد لما يحاك لأمتنا العربية من كيد ومكر

- ‌وقد حارب أبو فهر في جهات كثيرة، وخاض معارك كثيرة:

- ‌النحو العربي .. والحِمى المستباح [1]

- ‌كتاب سيبويه والقياس:

- ‌مقتضى المعنى وحق الإِعراب:

- ‌وجهان للفعل الواحد:

- ‌اللغة ليست هي النحو:

- ‌الفرق بين الرفع والنصب:

- ‌ضعف الحجة:

- ‌مظاهر الاهتمام بالنحو:

- ‌النحو العربي .. والحِمى المستباح [2]

- ‌الاهتمام بالنحو كان متزامناً مع النهضة العامة التي كانت آخذة في النمو والاتساع

- ‌الاستشهاد بالشعر:

- ‌كلام فظيع جداً:

- ‌اختلاف الألسنة:

- ‌(تحقيق):شاعت عن ابن خلدون في حق ابن هشام كلمة تناقلها مترجموه، وهي قوله: "ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية، يقال له ابن هشام، انحى من سيبويه

- ‌تعمق مذهب النحاة:

- ‌هجوم وازدراء:

- ‌هل أدلّكم على تجارة

- ‌نهر العطاء:

- ‌تفاصيل المشروع:

- ‌غياب الكتاب العربي:

- ‌مكتبة العرب:

- ‌محمود محمد شاكر ..ومنهجه في تحقيق التراث

- ‌أعلام في ميدان التحقيق:

- ‌أصل في علم البلاغة:

- ‌الشيخ واللغة:

- ‌تصحيح الكلام:

- ‌تصحيح رواية الشعر:

- ‌الحضارة العربية:

- ‌مواضع للنقد:

- ‌السند المتصل:

- ‌مناقشات مهمة:

- ‌الشيخ محمود شاكر .. وتاريخ ضخم

- ‌محمود شاكر .. والديار التي خلت

- ‌أجمل كتاب في حياتي:"البيان والتبيين"، للجاحظ

- ‌أسس حضارة فتية:

- ‌التصاق الفن بالنفس:

- ‌ترك الأستاذ على جهله:

- ‌كتاب شامل للحضارة العربية:

- ‌أيُّ شلَاّل هادر توقَّف

- ‌تاج العروس" .. والزمن البعيد

- ‌مطبعة للمنشورات .. وليست للثقافة

- ‌كمال النجمي .. والثغور التي تتساقط

- ‌الناشرون الأوائل .. وسماحة مصر

- ‌الآي تترى

- ‌الشيخ الشعراوي .. والموازين الصحيحة

- ‌فهم النص واستيعابه:

- ‌مبالغات:

- ‌لم يعاد يوسف إدريس:

- ‌موقف غريب

- ‌الشيخ الشعراوي .. والفتنة بما يقوله الكبار

- ‌أنوار اليقين:

- ‌صنعة أم صبغة

- ‌حفظ القرآن:

- ‌دلائل لغوية:

- ‌قراءات ربانية:

- ‌مآخذ على الزركلي:

- ‌إنكار حرب رمضان وشماتة لا تليق:

- ‌سقطات:

- ‌ملاحظات تفصيلية:

- ‌محمود محمد شاكر

- ‌محمود محمد شاكر .. والسِّهام الطائشة

- ‌القرآن الكريم .. وتفسير العوام

- ‌فقه التفسير:

- ‌غاية دينية:

- ‌تفسير العلوم:

- ‌علي الجارم…لغوياً نحوياً

- ‌الجارم لغوياً ونحوياً:

- ‌تراثنا .. رحلة شاقة

- ‌مراحل النشر:

- ‌المرحلة الأولى لنشر التراث:

- ‌المرحلة الثانية: (مرحلة الناشرين النابهين):

- ‌المرحلة الثالثة: (مرحلة دار الكتب المصرية):

- ‌المرحلة الرابعة: (مرحلة الأفذاذ من الرجال):

- ‌بنت الشاطئ .. وتحقيق التراث

- ‌هل هو علم الرجال

- ‌مرحلة النشر العلمي:

- ‌الإرث العظيم:

- ‌الرسائل الجامعية .. و .. ساعة ثم تنقضي

- ‌حديث عجيب:

- ‌لا يجوز:

- ‌مقالات قصيرةبعنوان:الكلمة الأخيرة

- ‌المؤتمرات العلمية…والنغمة المكرورة

- ‌الجزار الثالث

- ‌العامية في مهرجان أمير البيان

- ‌ما المسؤول عنها بأعلم من السائل

- ‌أبي يغزو…وأمي تحدث

- ‌الندواتية

- ‌موائد الرحمن

- ‌جلال معوض .. وزمن الورد

- ‌زاحم بعود أو فدغ

الفصل: ‌ ‌مناقشات مهمة: وتبقى جملة مناقشات أسوقها بحسب ورودها في الكتاب: ص 18:

‌مناقشات مهمة:

وتبقى جملة مناقشات أسوقها بحسب ورودها في الكتاب:

ص 18: ضبط الفعل "ينميه" بضم الياء وفتح النون وتشديد الميم، وهو ضبط غير صحيح، فضلاً عن أنه يكسر وزن البيت، والصواب "يَنْمِيهِ" بفتح الياء وسكون النون وكسر الميم خفيفة. ويقال: نماه إلى أبيه ينميه نميًا: أي نسبه.

ص 21: إن بالشعب إلى جنب سلع. والصواب: إن بالشعب الذي دون سلع.

ص 42: أبو عمر إسحاق. والصواب: أبو عمرو. وتكرر في ص 25.

وفي الصفحة نفسها ذكر من تلاميذ المفضل الضبي: ابن العربي. وهذا من التطبيع، والصحيح: ابن الأعرابي، وسيأتي حديثه مرة أخرى.

ص 43: ذكر أن كتاب التنبيه على حدوث التصحيف لحمزة الأصفهاني مخطوط بإيران. وقد طبع الكتاب بمجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1388 هـ - 1968 م بتحقيق محمد أسعد طلس، ومراجعة أسماء الحمصي وعبد المعين الملوحي.

هذا ومما يحسن التنبيه عليه هنا أن عبارة المؤلف عن كتاب حمزة في التصحيف توحي بأنه عقد كتابه كله للكلمات المصحفة في القرآن الكريم، فهو يقول بعد ذكر ثلاثة أمثلة من القرآن الكريم، ويرى أنها اختلفت قراءتها للتصحيف بخلوها من النقط - وقد دفعت ذلك بحمد الله - يقول: وأمثلة أخرى كثيرة وقف عليها حمزة الأصفهاني مؤلفًا كاملاً، هو التنبيه على حدوث التصحيف.

والحقيقة أن الكتاب يعالج قضية التصحيف بعامة، في الكلام المنثور والمنظوم. ثم إن ما ذكره حمزة من ذلك في القرآن الكريم إنما شغل من الكتاب ست صفحات ليس غير، من ص 154 إلى ص 159، وهو الباب الرابع من الكتاب.

ص: 508

ص 58: ذكر أن آخر من أملى من اللغويين أبو القاسم الزجاجي المتوفى (339 هـ) لكنا رأينا بعد ذلك ابن الشجري المتوفى (542 هـ) يملي "أماليه" الشهيرة، وابن الحاجب المتوفى (664 هـ) يملي "أماليه" المعروفة.

ص 95: ذكر تاريخ وفاة الخطيب البغدادي (1071 م)، والأولى ذكر التاريخ الهجري (463 هـ) وبعده يذكر التاريخ الميلادي، وتكرر ذلك في غير موضع من الكتاب.

ص 67: أشار إلى كتاب أبي العلاء المعري في نقد القرآن، والصواب "نقض" بالضاد، وليس "نقد" بالدال، وقد ذكرت ذلك في المقالة السابقة.

ص 71: ذكر المؤلف هنا كلاماً جيدًا عن "طرق التدوين وضوابط النسخ والمقابلة" مما يؤكد الثقة الكاملة بهذا التراث الذي وصل إلينا. وقد أورد المؤلف طائفة جيدة من مراجع هذا الموضوع.

وأحب أن أضيف إلى ما ذكر هذه المراجع:

المحدِّث الفاصل بين الراوي والواعي، للحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي المتوفى (360 هـ)؛ والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي المتوفى (463 هـ)؛ والإِلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، لعياض بن موسى اليحصبي السبتي المتوفى (544 هـ)، وأدب الإِملاء والاستملاء، لعبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني المتوفى (562 هـ)، وكنت قد علقت من هذا الكتاب الأخير كلمة عالية عن الأصمعي، تكتب بماء الذهب، وهي قوله في ص 145:"من لم يحتمل ذُلَّ التعلم ساعة بقي في ذُلِّ الجهل أبدًا".

ص 77: نقل عن كتاب "المقايسات" لأبي حيان التوحيدي، قول إبراهيم الصابي:"رفع ما وهى يحتاج إلى تدبير" والصواب "رقع" بالقاف، وليس "رفع" بالفاء، ونقل أيضاً قوله:"من جهة صاحبه الأول ومن كان أولى به، وكان كالأبله"، والصواب:"وكان كالأب له" فهما كلمتان لا كلمة. وهذا النقل في ص 154 من

ص: 509

"المقايسات" تحقيق حسن السندوبي 1347 هـ- 1929 م، ولم يذكر المؤلف الفاضل رقم الصفحة من المقايسات، وكذلك فعل في كثير من النقول، يذكر النقل، ولا يدل على موضعه من الكتاب المنقول منه، فليته يستدرك ذلك فيما يستقبل من طبعات الكتاب.

وأشد من هذا أن ينفل كلاماً لمؤلف كثير التأليف، دون أن يذكر اسم كتابه الذي ينقل عنه، فضلاً عن أن يذكر رقم الصفحة، ومن ذلك ما ذكره في الصفحة 77 نفسها، قال:"وكان الجاحظ يرى أنه أسهل للمؤلف أن يسود عشر صفحات بالنثر الرفيع، المليء بالأفكار القيمة، من أن يكتشف لمصنفه (في المطبوع: مصنفه) أخطاء ارتكبها، أو أموراً سها عنها" هكذا نقل عن الجاحظ، ولم يذكر لنقله كتاباً، والكلام في كتاب الحيوان 1/ 79، والمؤلف الفاضل تصرف في كلام الجاحظ بعض تصرف، وليته نقله كما هو!

ص 78: ذكر أن ابن الأعرابي حفيد المفضل، والصواب "ربيب المفضل" كانت أمه زوجة له، كما ذكر الوزير القفطي في إنباه الرواة 3/ 131.

ص 87: ذكر أن المستشرق رودلف جاير حقق ديوان الأعشى، والأدق: حقق ديوان الأعشى والأعشين، وهذا العمل هو المنشور باسم: الصبح المنير في شعر أبي بصير ميمون ابن قيس بن جندل الأعشى والأعشين الآخرين. طبع بفينا سنة 1927 م.

(فائدة: الأعشين، هكذا بفتح الشين، وليس: الأعشين بكسرها، وهو جمع مذكر للأعشى في حالة الجر. ولو كان في حالة الرفع لفلت: الأعشون بفتح الشين أيضًا، وهي ما تقتضيه قاعدة الاسم المقصور، نحو مصطفى والأعلى، تقول في جمعهما، في حالة الرفع: مصطفون والأعلون، وفي حالتي النصب والجر: مصطفين والأعلين، قال تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} [آل عمران: 139]، وقال سبحانه: {وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} [ص: 47]. وقد نبهت على ذلك لأني سمعت كثيراً من الناس يقولون: ديوان الأعشين بكسر الشين).

ص: 510

ص 94: ذكر أن مصادر نسخة السكري من أشعار الهذليين تتمثل في عالم مجهول، اسمه "عبد الملك بن إبراهيم الجمحي"، والحق أن جهالة هذا الرجل ليست مطلقة، فهو - وإن لم تعرف له ترجمة - كان معروفًا للجاحظ وقد روى عنه خبرًا في الحيوان 5/ 587، وهو ذلك الخبر المشهور "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا رأى رجلاً يضرب في كلامه - أي يخلط - قال: أشهد أن الذي خلقك وخلق عمرو بن العاص واحد" فهو معاصر الجاحظ. وانظر مصادر الشعر الجاهلي للدكتور ناصر الدين الأسد ص 565، وذكر الأستاذ عبد الستار فراج رحمه الله، في مقدمة تحقيقه لشرح أشعار الهذليين ص 11 أن "عبد الله بن إبراهيم الجمحي" هذا كان في طبقة ابن الأعرابي والأصمعي، وذكر عن "الأغاني" رواية الزبير بن بكار عنه.

ثم أرجو من مؤلفنا الفاضل أن يغير عبارة (وأعاد سبكه - أي ديوان الهذليين - النحوي الرماني "إلى" ورواه الرماني النحوي" فإن العبارة هكذا توشك أن تكون من تعبيرات المستشرقين، وأحسب أن هناك فرقًا بين "سبك" و "روى" فإن الرماني روى شعر الهذليين عن أبي بكر أحمد بن محمد بن عاصم الحلواني، عن أبي سعيد السكري، ثم تصلح وفاة الرماني لتصبح (384).

ص 139: ذكر من كتب الأمالي "بهجة المجالس وأنس المجالس" لابن عبد البر. والكتاب صنفه مؤلفه تصنيفًا، ولم يمله إملاءً، فلا يعد من هذه البابة.

ص 140: ذكر أن "حواشي الصحاح" لابن دريد، والصواب: لابن بري، وهي المسماة: التنبيه والإِيضاح عما وقع في الصحاح، وما عرف منها إلَّا قطعة نشرها في جزئين مجمع اللغة العربية في القاهرة، بتحقيق الأستاذين مصطفى حجازي وعبد العليم الطحاوي.

وفي نفس الموضع ذكر "أمالي ابن بري" من مراجع لسان العرب، وأمالي ابن بري هي حواشيه على الصحاح، فلا تذكر في العدد.

ص: 511

ص 141: ذكر أن تاج العروس قريب في قدره من لسان العرب، والمعروف أن التاج أوسع مادة من اللسان، فمجموع جذور اللسان (9273) جذرًا. ومجموع جذور التاج (11978) جذرًا، راجع مقالتي عن المعاجم اللغوية (الهلال مايو 1955).

ص 144: ذكر أن كتاب أبيات الاستشهاد لابن فارس لا يزال مخطوطًا والكتاب نشره شيخنا عبد السلام هارون -بردِّ الله مضجعه - في المجموعة الثانية من نوادر المخطوطات 1370 هـ - 1951 م.

ص 150: ذكر أيضًا أن كتاب من اسمه عمرو من الشعراء لابن الجراح لما يزل مخطوطًا. والكتاب طبع بتحقيق الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع، بمطبعة المدني بالقاهرة 1412 هـ - 1991 م.

بالقاهرة ص 178: عرض للخلاف المعروف في اسم كتاب الجاحظ، وهل هو "البيان والتبين" بياء واحدة مشددة بعد الباء، أو "التبيين" بياءين اثنتين؟ وهو الخلاف الذي لم يحسم بعد، لكني أحب أن أضيف جديدًا في هذا الموضوع، من واقع التجربة الخاصة.

أولاً: زرت مكتبة القرويين بمدينة فاس بالمغرب الأقصى - حرسه الله - عام 1975 م عضوًا في بعثة معهد المخطوطات التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وهناك رأيت جزءًا مخطوطًا من كتاب الجاحظ، هو الجزء الثالث، وكتب على صدره في العنوان "البيان والتبين" بياء واحدة مشددة مضمومة واضحة جداً. وهذه المخطوطة مكتوبة على رق غزال - وذلك من سمات المخطوطات القديمة - بقلم أندلسي نفيس نفيس موغل في القدم، وجاء بآخر المخطوطة أنها معارضة بثلاثة أصول صحيحة، ذات حواش قيمة: أصل أبي الوليد الوقشي المتوفى (489 هـ) وسيأتيك حديث آخر عنه. وأصل عبد الملك بن سراج المتوفى (489 هـ) وسيأتيك حديث آخر عنه أيضًا. وأصل عطاء بن الباذش - لم أعرف تاريخ وفاته - ولم ير شيخنا عبد السلام هارون هذا الجزء النفيس من الكتاب.

ص: 512

ثانيًا: هذا التوثيق لكلمة "التبين" التي جاءت في صدر هذه المخطوطة العتيقة قد يعكر عليه ما قرأته في كتاب العواصم من القواصم، لأبي بكر بن العربي، ص 477 من الجزء الثاني - تحقيق الدكتور عمار طالبي - وطبعته هي الطبعة الكاملة للكتاب، ولا تغتر بتلك الطبعة التي تحمل اسم الشيخ الجليل محب الدين الخطيب، فإنما هي جزء صغير من الكتاب، خاص بتاريخ الصحابة، وقد نبه الشيخ محب الدين على ذلك. قرأت في ذلك الموضع من الكتاب كلام ابن العربي عن الجاحظ، فقد أشار في سياق ذمه له أنه صاحب كتاب "الضلال والتضليل" ألا ترشح كلمة "التضليل" كلمة "التبيين" من حيث جاءت على وزنها؟

ثم تحدث المؤلف الفاضل عن مخطوطات كتاب البيان والتبيين، ووصفها ودل على أماكنها، ثم ذكر أن الأستاذ عبد السلام هارون نشر الكتاب، مستخدمًا مخطوطات الكتاب، باستثناء مخطوطة مكتبة فيض الله أفندي باستانبول.

والحق أن ذلك كان من شيخنا في الطبعة الأولى للكتاب، أما في الطبعة الثانية الصادرة عام 1380 هـ- 1960 م فقد رجع إلى تلك المخطوطة، ونص على ذلك في صدر عنوان الكتاب، فكتب هذه العبارة "الطبعة الثانية تمتاز بمقابلتها على نسخة مكتبة فيض الله".

ص 220: ذكر من كتب المبرد التي لا تزال مخطوطة: المذكر والمؤنث، والتعازي والمراثي، وقد طبع الكتابان: الأول عن دار الكتب المصرية عام 1970 م، بتحقيق الدكتور رمضان عبد التواب، والدكتور صلاح الدين الهادي، والثاني عن مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1976 م بتحقيق الأستاذ محمد الديباجي.

ص 231: ذكر أن كتاب التنبيهات على أغاليط الرواة، لعلي بن حمزة مخطوط بدار الكتب المصرية، والكتاب طبع بدار المعارف مصر 1387 هـ- 1967 م، مع كتاب المنقوص والممدود للفراء، بتحقيق العلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي.

ص: 513

ص 232: ذكر المؤلف الفاضل من شروح الأندلسيين على الكامل للمبرد: شرح أبي الوليد الوقشي المتوفى (489 هـ)، ويسمَّى "نكت الكامل" وشرح ابن السيد البطليوسي المتوفى 521 هـ، وذكر أن هذين الشرحين مفقودان إلى الآن، وإن كان السيوطي 911 هـ والبغدادي 1093 هـ قد أشارا إليهما ونقلا عنهما.

قلت: وهذان الكتابان وإن كانا قد فقدا إلى الآن، فقد حفظهما عالم أندلسي قريب من عصرهما هو: أبو الحسن علي بن إبراهيم المعروف بابن سعد الخير الأنصاري البلنسي المتوفى (571 هـ) فقد جمع بين شرحي الوقشي والبطليوسي، وسمَّى ذلك كتاب "القرط على كامل المبرد" وقد سَلِمَ من هذا "القرط" نسختان مخطوطتان، إحداهما بمكتبة إسماعيل صائب أفندي بأنقرة بتركيا، وتاريخ نسخها (658 هـ) والنسخة الثانية وجدت في الزاوية الحمزاوية بصحراء تمجروت من المغرب الأقصى - حفظه الله - ثم نفلت إلى الخزانة العامة بمدينة الرباط، وتاريخ نسخها مجهول لوجود بتر في آخرها، لكنها جيدة الخط.

وعن نسخة تركيا فقط قام باحث باكستاني، هو "ظهور أحمد أظهر" بتحقيق الكتاب، وحصل به على درجة الدكتوراه من كلية اللغة العربية بجامعة "البنجاب" ثم نشره بالمطبعة العربية بلاهور سنة 1401 هـ- 1980 م.

وجاء بعده باحث من أهل الطائف بالمملكة العربية السعودية هو "حمد عبد الله أحمد الزائدي" وقدم دراسة الكتاب وتحقيقه إلى كلية اللغة بجامعة أم القرى وحصل بذلك على درجة الدكتوراه سنة 1407 هـ - 1987 م. وقد استفاد هذا الباحث من مخطوطة المغرب التي لم يرها الباحث الباكستاني.

ويلاحظ أن البلنسي يسمِّي شرحي الوقشي والبطليوسي: الطرر والحواشي على كتاب الكامل.

وتأمل أيها القارئ العزيز: كيف ضاعت كتب وحفظتها كتب: فهذا عمل الوقشي والبطليوسي يضيع، لكن البلنسي يحفظه في عمل يجمعهما، وقد عرفت هذه الظاهرة في غير كتاب من تراثنا، وهذا من حفظ الله وكلاءته لعلوم الأمة ومعارفها.

ص: 514

ص 234: تحدث عن طبعات الكامل للمبرد، وأحب أن أضيف أن أصح طبعاته إلى الآن هي طبعة مؤسسة الرسالة ببيروت 1406 هـ - 1986 م، بتحقيق الدكتور محمد أحمد الدالي.

ص 241: ذكر من مؤلفات المبرد كتابه "الفاضل والمفضول" والكتاب مطبوع بدار الكتب المصرية 1375 هـ- 1956 م، بتحقيق العلَاّمة عبد العزيز الميمني الراجكوتي بعنوان "الفاضل" فقط، وقد رجح الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، في تقديمه للكتاب والأستاذ الميمني في خاتمته أن صواب العنوان "الفاضل" ليس غير.

ص 261: ذكر أن كتاب "مقاتل الطالبيين" لأبي الفرج الأصبهاني طبع بالقاهرة منذ أعوام غير بعيدة وهو يريد تلك الطبعة التي أذاعها شيخنا السيد أحمد صقر رحمه الله، بمطبعة عيسى البابي الحلبي 1368 هـ- 1949 م، والحق أن الكتاب طبع قبل ذلك طبعتين: الأولى في طهران سنة 1307 هـ، والثانية في النجف الأشرف بالعراق سنة 1353 هـ.

ص 266: في تحليله لمنهج أبي الفرج في الأغاني أنه كان يعمد لشرح الألفاظ الغامضة فيما يورده من شواهد. وأحب أن أشير هنا إلى عمل نافع جدًا، قام به الدكتور حسن محسن: فقد استخرج شروح أبي الفرج هذا من أجزاء كتاب الأغاني - على ضخامتها - وجمعها مرتبة في كتاب سماه "معجم الألفاظ المفسرة في كتاب الأغاني" ونشرته وزارة الأعلام بالكويت 1407 هـ - 1987 م فأسدى الجامع وأسدت الوزارة بذاك يدًا جليلة إلى تراثنا اللغوي والأدبي، وبمثل هذه الأعمال يستفيد "المعجم الكبير" الذي يضطلع به مجمع اللغة العربية بالقاهرة، فليست اللغة في المعاجم فقط.

ص 269: ذكر أن الطبعة الثانية من كتاب الأغاني قام بها الحاج محمد الساسي والصواب: المغربي، وقد كتبت عنه في كتاب الهلال (الكتاب المطبوع في مصر في القرن التاسع عشر. أغسطس 1996 م) في الصفحات 100، 102، 154.

ص: 515

ص 360: ذكر أن كتاب رايات المبرزين لابن سعيد الأندلسي نشره المستشرق الأسباني غرسية غومث بمدريد عام 1942 م. وأضيف: أن الكتاب أعيد نشره نشرة علمية محررة، بتحقيق الدكتور النعمان القاضي، وصدر عن المجلس الأعلى للشؤون الإِسلامية بالقاهرة 1393 هـ - 1973 م، ورحم الله ذلك المحقق "النعمان القاضي" فقد كان من أفاضل الناس.

ص 376: أشار إلى الأجزاء الثلاثة التي طبعت بالقاهرة من كتاب إزهار الرياض في أخبار عياض، في الأعوام 1939 م، 1940 م، 1942 م، بتحقيق الأساتذة مصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري، وعبد الحفيظ شلبي، ثم ذكر أن بقية الكتاب لا تزال مخطوطة. وأبشر الأستاذ الكريم بأن هذه البقية قد طبعت في جزءين بالمغرب العزيز بدعم من صندوق إحياء التراث الإِسلامي المشترك بين المملكة المغربية ودولة الإِمارات العربية المتحدة 1400 هـ - 1980 م، بتحقيق الأساتذة سعيد أعراب، ومحمد بن تاويت، وعبد السلام الهراس، مع إعادة الأجزاء الثلاثة المطبوعة بالقاهرة بالتصوير، مع استدراكات وتصويبات عليها.

وبعد: فلم يبق إلَاّ تقديم أصدق التحية والشكر للأستاذ الكبير الدكتور الطاهر أحمد مكي، على هذا العمل الجليل الذي هو خير ما يقدم لأبنائنا في هذه المرحلة من العمر، وإن كانت مادة الكتاب مما يفيد منها كل قارئ للعربية، ثم أعود إلى ما اقترحته في صدر كلمتي من أن يكون هذا الكتاب - وبخاصة المائة صفحة الأولى - فرض عين على كل طالب علم في كلياتنا ومعاهدنا المعنية بالدراسات العربية والإِسلامية، لا استثني معهدًا أو كلية، والله الهادي إلى سواء السبيل.

* * *

ص: 516