الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قراءات ربانية:
فثبت إذن أن القراءات القرآنية كلها بوجوهها المختلفة من عند الله، ولا دخل لخط المصحف فيها، ولا للوجوه النحوية أو اللغوية فيها كذلك، وثبت أيضاً أن اختلاف القراءات القرآنية إنما هو اختلاف تنوع، لا اختلاف تضاد.
أما السؤال عن كيفية نزول جبريل عليه السلام بهذه القراءات المختلفة، فقد أجاب عنه ابن قتيبة، فقال:"وكل هذه الحروف - يعني الوجوه المختلفة للقراءات - كلام الله تعالى، نزل به الروح الأمين على رسوله عليه السلام، وذلك أنه كان يعارضه في كل شهر من شهور رمضان بما اجتمع عنده من القرآن، فيحدث الله إليه من ذلك ما يشاء، وينسخ ما يشاء، ويسر على عباده ما يشاء، فكان من تيسيره: أن أمره بأن يقرئ كل قوم بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم"، انظر: تأويل مشكل القرآن ص 38 واقرأ بقية كلامه، فإنه عالٍ نفيس.
وبعد: فهلا آن الأوان لجامعاتنا العربية أن تهتم بهذا العلم - علم القراءات -: رواية ودراية، فتجعل له نصيباً مفروضاً في مناهج الدراسات العليا، ونعم إنها تمنح فيه درجات عليا، ولكن في جانب واحد منه، وهو جانب الأصوات مع المقارنة بالدراسات اللغوية الحديثة، وهذا ليس كافياً. ولعلي أعود إلى هذا الموضوع بشيء من البسط والتفصيل إن شاء الله.
وتحية إلى فضيلة الشيخ الشعراوي الذي فتح لنا هذا الباب من القول.
* * *
ذيل الأعلام .. ومغالبة الهوى! (1)
تأليف: أحمد العلاونة
حين عالجت تحقيق ونشر بعض النصوص التاريخية، ظهر لي أن شطراً كبيراً من حضارتنا العربية والإِسلامية لا يظهر إلا من خلال كتب التراجم، وان مصادر التاريخ الإِسلامي على نهج الحوليات والحوادث العامة، كالطبري والمسعودي مثلاً، ليست هي الصورة الكاملة لذلك التاريخ.
ثم نظرت إلى من أسعدني زماني بمعرفتهم من علماء العصر، في مصر وفي غير مصر، فرأيت من علمهم وآثارهم كل غريبة وعجيبة، وهو علم معرّض للضياع إذا لم يدوَّن ويسجل، فتمنيت أن لو أتيح لفن تراجم الأعلام المعاصرين من يصل عمل الزركلي، على النهج الذي سلكه، أو على نهج مقارب له، ولم يطل الانتظار، فقد نهد إلى هذا العمل باحث من الأردن، وهو الأستاذ "أحمد العلاونة"، وقد أعدّ للأمر عدته، وأخذ له أخذه، فشرع يجمع بجهده، ويتصل بمن يتوسم فيهم المعرفة من الأقطار العربية، ممن لهم عناية بالتراجم وتاريخ الرجال، فسأل واستفسر وطلب العون، فأجيب إلى سؤله، وحين اجتمع له قدر من هؤلاء الأعلام، ترجم لهم في ذلك الجزء الذي جاء في (368) صفحة من القطع الكبير، وقد صدر عن دار المنارة بجُدة - السعودية - 1418 هـ - 1998 م.
وسمَّى الباحث كتابه "ذيل الأعلام"، و "الذيل" تسمية قديمة يراد بها تكميل العمل الأول، أو الاستدراك عليه، مثل: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار، والأصل
(1) مجلة "الهلال"، أكتوبر 1998 م.