الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فائدة:
جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قرأ هذه الأية: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} قال: (هم الشهداء).
أخرجه الطبري 18: 135، قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا العوّام، عمن حدثه، عن أبي هريرة رضي الله عنه .. فذكره.
وعزاه في (الدر المنثور) 11: 413 إلى سعيد بن منصور.
قلت: ومع ضعف الإسناد لإبهام الراوي عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ فالظاهر أنه لا يأخذ حكم الرفع، لاحتمال أن أبا هريرة رضي الله عنه فسره باجتهاده اعتمادا على قوله تعالى:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].
الحكم على الحديث:
حديث الصور بطوله؛ قد ضعفه أكثر العلماء، وإليك بعض عباراتهم في ذلك:
قال البخاري في التاريخ الكبير 1: 260: "مرسل، ولم يصح"، وكذا في التاريخ الأوسط (3: 428 - المحققة).
وقال ابن حجر في ترجمة (محمد بن يزيد) -أحد رواة الحديث- من (تهذيب التهذيب) 9: 462: "قال الخلال: سئل أحمد عن حديثه -يعني حديث الصور- فقال: رجاله لا يعرفون".
وضعفه البيهقي في (شعب الإيمان) 1: 535، وعبد الحق الإشبيلي في كتاب (العاقبة) -كما في (التذكرة) للقرطبي ص 221 - ورجح تضعيفه ابن حجر في (فتح الباري) 11:376.
وقال ابن كثير في تفسيره 3: 287: "هذا حديث مشهور، وهو غريب جدا، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، وفي بعض ألفاظه نكارة.
تفرد به: إسماعيل بن رافع، قاص أهل المدينة .. وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة، قد أفردتها في جزء على حدة.
وأما سياقه؛ فغريب جدًا، ويقال: إنه جمعه من أحاديث كثيرة، وجعله سياقا واحدا، فأنكر عليه بسبب ذلك. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول: إنه رأى للوليد ابن مسلم مصنفا قد جمع فيه كل الشواهد لبعض مفردات هذا الحديث، فالله أعلم".
وقال في (البداية والنهاية) 19: 322: "هو حديث مشهور، رواه جماعات من الأئمة .. من طرق متعددة، عن إسماعيل بن رافع، قاص أهل المدينة، وقد تكلم فيه بسببه، وفي بعض سياقه نكارة واختلاف، وقد بينت طرقه في جزء منفرد.
قلت: وإسماعيل بن رافع المديني ليس من الوضاعين، وكأنه جمع هذا الحديث من طرق وأماكن متفرقة، فجمعه وساقه سياقة واحدة، فكان يقص به على أهل المدينة، وقد حضره جماعة من أعيان الناس في عصره ورواه عنه جماعة من الكبار كأبي عاصم النبيل، والوليد بن مسلم، ومَكي بن إبراهيم، ومحمد بن شعيب بن شابور، وعبدة بن سليمان، وغيرهم".
وصحح حديث الصور: ابنُ العربي -كما في (التذكرة) للقرطبي ص 220 - ، وذكر ابن حجر في (فتح الباري) 11: 376 أن القرطبي في (التذكرة) تبع ابن العربي في تصحيح الحديث، ولم أره، بل رأيته تعقب ابن العربي في ذلك، فقد قال ص 220:"ما ذكره ابن العربي من صحة الحديث، وكلامه فيه؛ فيه نظر".
وذكر ابن حجر -في الفتح 11: 376 - أن هذا الحديث لعل أصله ما جاء في بعض الآثار عن وهب بن منبه.
*****