الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الفجر
قال تعالى: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر 1 - 3].
(295)
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العشر الأضحى، والوتر: يوم عرفة، والشفع: يوم النحر).
تخريجه:
أخرجه أحمد 3: 327، قال: حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا عياش بن عقبة، حدثني خير ابن نعيم، عن أبى الزبير، عن جابر رضي الله عنه .. فذكره.
وأخرجه البزار 2: 118 رقم (1531 - مختصره)، والنسائي في (السنن الكبرى) 10: 334 - 335 رقم (11607)(11608)، والطبري 24: 348، والحاكم في (المستدرك) 220:4، والبيهقي في (شعب الإيمان) 3: 352 رقم (3743)، كلهم من طريق زيد بن الحباب، به، بنحوه. ولفظ الطبري مختصر بذكر العشر فقط.
وعزاه في (الدر المنثور) 398:15 إلى: ابن المنذر، وابن مردويه.
الحكم على الإسناد:
إسناده ضعيف، فيه عنعنة أبى الزبير، واسمه: محمد بن مسلم بن تدرس القرشي الأسدي، أبو الزبير المكي. (ع).
وثقه ابن معين، والنسائي، وغيرهما. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به، وتكلم فيه شعبة. قال ابن عدي: كفى بأبى الزبير صدقاً أن حدث عنه مالك، فإن مالكاً لا يروي إلا عن ثقة، ولا أعلم أحداً من الثقات تخلف عن أبي الزبير إلا وقد كتب عنه، وهو في نفسه ثقة إلا أن يروي عنه بعض الضعفاء فيكون ذلك من جهة الضعيف ولا يكون من قبله، وأبو الزبير يروي أحاديث صالحة ولم يتخلف عنه أحد، وهو صدوق وثقة لا بأس به.
وذكره ابن حبان في (الثقات) قال: لم ينصف من قدح فيه.
وقال الذهبي -في الكاشف-: حافظ ثقة وكان مدلساً واسع العلم.
وقال -في التذكرة-: إذا صرح بالسماع فهو حجة.
وذكره في (أسماء من تكلم فيه وهو موثق).
وقال الحافظ: صدوق إلا أنه يدلس، وذكره في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. مات سنة 126هـ وأخرج له الجماعة إلا أن البخاري أخرج له مقروناً بغيره.
ينظر: الجرح والتعديل 8: 74، الثقات 5: 351، الكامل 6: 121، تهذيب الكمال 26: 402، جامع التحصيل ص 269، السير 5: 380، تذكرة الحفاظ 1: 126، الميزان 4: 37، الكاشف 2: 216، من تكلم فيه وهو موثق ص 170، التهذيب 5: 281، التقريب ص 506، مراتب المدلسين ص 151.
وليس كل ما رواه عن جابر رضي الله عنه. قد سمعه منه فقد أخرج العقيلي في (الضعفاء) 4: 132، بسنده إلى الليث بن سعد، قال: قدمت مكة فجئت أبا الزبير، فدفع إلي كتابين وانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر؟ فقال: منه ما سمعت، ومنه ما حُدثت عنه، فقلت له: أعلم لي على ما سمعت، فأعلم لي على هذا الذي عندي.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.
وقال الزيلعي في (تخريج أحاديث الكشاف) 4: 205: "وهذا سند لا بأس برجاله".
وأورده ابن كثير في تفسيره 8: 391، وقال:"إسناد رجاله لا بأس بهم، وعندي أن المتن في رفعه نكارة، والله أعلم".
وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) 7: 137: "رواه البزار وأحمد، ورجالهما رجال الصحيح، غير عياش بن عقبة، وهو ثقة".
وهذه العبارات منهم -الزيلعي وابن كثير والهيثمي- لا تفيد التصحيح أو التحسين.
وأورده ابن حجر في الفتح 8: 572، ولم يتكلم عليه، وهو صحيح أو حسن على شرطه الذي بينه في المقدمة (هدي الساري) ص 6.
قلت: وأخرجه الطبري 24: 355، قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: ثنا زيد بن حباب، به، بلفظ:(الشفع اليومان، والوتر اليوم الثالث).
والقطواني؛ هو: عبد الله بن الحكم بن أبي زياد، وثقه ابن أبي حاتم، وفي التقريب: صدوق، أخرج حديثه الأربعة سوى النسائي.
ينظر: الجرح والتعديل 5: 38، التقريب ص 300.
وعقب ابن كثير على هذه الرواية، فقال في تفسيره 8: 392: "هكذا ورد هذا الخبر بهذا اللفظ، وهو مخالف لما تقدم من اللفظ في رواية أحمد والنسائي وابن أبي حاتم، وما رواه هو أيضا، والله أعلم".
والرواية الأولى عند الطبري 24: 348 المذكورة في التخريج المتقدم؛ يرويها عن عبد الله بن أبي زياد القطواني نفسه، فيكون الحديث واحدا، وقطعه في موضعين، ولفت نظري اْن الطبري يكثر من هذا في تفسيره.
فيكون لفظ الحديث عند الطبري: "العشر: عشر الأضحى، والشفع: اليومان، والوتر: اليوم الثالث".
وهذا مغاير للفظ المذكور، والمخرج واحد، والأقرب حمله على شيخ الطبري، فإنه خالف:
1 -
الإمام أحمد في مسنده.
2 -
عبدة بن عبد الله. عند البزار، والنسائي (11608).
3 -
محمد بن رافع. عند النسائي (11607).
4 -
الحسن بن علي بن عفان العامري. عند الحاكم، والبيهقي في (الشعب).
والله أعلم.
*****