الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعزاه في (الدر المنثور) 12: 285 إلى: الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه.
الحكم على الإسناد:
ضعيف؛ لجهالة ثابت أو أبي ثابت، فقد ذكره البخاري بالكنية هكذا مهملا، وساق في ترجمته هذا الحديث والاختلاف فيه. ونحو ذلك في (الجرح والتعديل).
ولم يذكره ابن حجر في (تعجيل المنفعة).
ينظر: الكنى للبخاري ص 17، الجرح والتعديل 9:352.
وفيه أيضا: إبهام الراوي عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
المتابعات والشواهد:
هذا الحديث له طرق عن أبي الدرداء رضي الله عنه، ومن ذلك:
1 -
أخرج عبد الرزاق في تفسيره 3: 136 عن معمر، عن أبان بن أيا عياش، قال: دخل رجل مسجد دمشق، فقام على باب المسجد، فقال: اللهم ارحم غربتي، وآنس وحشتي، وصل وحدتي، وارزقني جليسا صالحا ينفعني، ثم صلى ركعتين، ثم جلس إلى شيخ، فقال: من أنت يا عبد الله؟ فقال: أنا أبو الدرداء، فجعل يكبر ويحمد الله، فقال له أبو الدرداء: ما لك يا عبد الله؟ قال: دخلت هذه القرية وأنا غريب لا أعرف بها أحدا، فقلت: اللهم ارحم غربتي، وآنس وحشتي، وصل وحدتي، وارزقني جليسا صالحا ينفعني، قال: فقال أبو الدرداء: فانا أحق أن أحمد الله إذ جعلني ذلك الجليس، أما إني سأحدثك بشيء ما حدثت به أحدا غيرك أتحفك به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(يجيء السابقون يوم القيامة فيدخلون الجنة بغير حساب، وأما المقتصدون فيحاسبون حسابا يسيرا، ويجيء الظالم فيحبس حتى يصيبه كظ العذاب، وسوء الحساب، ثم يدخل الجنة).
وفيه: أبان بن أبي عياش، متروك، كما في التقريب ص 87.
والراوي عن أبي الدرداء رضي الله عنه مبهم.
2 -
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله عز وجل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} فأما الذين سبقوا بالخيرات فاولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وأما الذين اقتصدوا فأولئك يحاسبون حسابا يسيرا، وأما الذين ظلموا أنفسهم فأولئك الذين بحبسون في طول المحشر، ثم هم الذين تلافاهم الله برحمته فهم الذين يقولون: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} إلى قوله: {لُغُوبٌ}).
أخرجه أحمد 5: 198 قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثني أنس بن عياض الليثي أبو ضمرة، عن موسى بن عقبة، عن علي بن عبد الله الأزدي، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وهذا الوجه أشار إليه البخاري في (الكنى) ص 18 لكن وقع عنده هكذا: عن موسى ابن عقبة، عن عبد الله بن علي الأزدي، عن أبي خالد البكري، أن رجلا جاء المدينة فلقي أبا الدرداء رضي الله عنه، نحوه.
وأورده الهيثمي في المجمع 7: 95، وقال:"رواه أحمد بأسانيد رجال أحدها رجال الصحيح، وهي هذه، إن كان علي بن عبدالله الأزدي سمع من أبي الدرداء رضي الله عنه فإنه تابعي".
وهذا الحديث وقع فيه اختلاف كثير، أشار إليه البخاري في (الكنى) ص 17 - 18 فقال: "قال محمد بن يوسف: نا سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن أبي ثابت، قال لي: أبو الدرداء رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} قال: (بغير حساب).
قال وكيع: عن سفيان، عن الأعمش، عن ثابت أو أبي ثابت.
وقال أبو نعيم: عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
وقال بعضهم: عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي زياد، عن أبي الدرداء رضي الله عنه ولا يصح.
وقال الحميدي: عن ابن عيينة، عن طعمة بن عمرو، عن رجل، عن أبي الدرداء رضي الله عنه ولم يصح حديثه.
وقال محمد بن علي: نا سعيد بن عبد الحميد، قال: نا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عبدالله بن على الأزدي، عن أبي خالد البكري، أن رجلا جاء المدينة، فلقي أبا الدرداء رضي الله عنه، نحوه".
وقال الحاكم 2: 426 عقب الحديث: "وقد اختلفت الروايات عن الأعمش في إسناد هذا الحديث، فروي عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي ثابت، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وقيل: عن شعبة، عن الأعمش، عن رجل من ثقيف، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وقيل: عن الثوري أيضا، عن الأعمش، قال: ذكر أبو ثابت، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وإذا كثرت الروايات في الحديث ظهر أن للحديث أصلا".
ويشهد للحديث ما رواه عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أمتي ثلاث أثلاث؛ فثلث يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ثم يدخلون الجنة، وثلث يمحصون ويكسفون، ثم يأتي الملائكة، فيقولون: وجدناهم يقولون: لا إله إلا اله وحده، ويقول الله: صدقوا، لا إله إلا أنا، أدخلوهم الجنة يقول لا إله إلا الله وحده، واحملوا خطاباهم على أهل التكذيب، فهي التي قال الله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا
مَعَ أَثْقَالِهِمْ}، وتصديقها في التي ذكر فيها الملاتكة، قال الله عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} فجعلهم ثلاثة أفواج وهم أصناف كلهم، فمنهم ظالم لنفسه، فهذا الذي يكشف ويمحص، ومنهم مقتصد، وهو الذي يحاسب حسابا يسيرا، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله، فهذا الذي يلج الجنة بغير حساب ولا عذاب بإذن الله يدخلونها جميعا لم يفرق بينهم، {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} ).
أخرجه الطبراني في الكبير 18: 79 رقم (149) قال: حدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري، ثنا محمد بن عزيز، ثنا سلامة بن روح، عن عقيل، عن ابن شهاب (1)، حدثني عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره.
وأخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 6: 548 - قال: حدثنا محمد بن عزيز، به.
وسلامة متكلم فيه، قال أبو حاتم: ليس بالقوي، محله عندي محل الغفلة.
وقال أبو زرعة: ضعيف، منكر الحديث. ينظر: تهذيب الكمال 12: 304.
والحديث قال عنه ابن كثير في تفسيره 6: 549: "غريب جدا".
وقال في المجمع 7: 96: "رواه الطبراني، وفيه: سلامة بن روح، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات".
*****
(1) تصحف في المطبوع إلى: عقيل بن شهاب.