الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].
(238)
عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته، وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} قال: وما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين).
تخريجه:
أخرجه البزار كما في (مختصر زوائد البزار) 2: 108 رقم (1508)، قال: حدثنا سهل ابن بحر، ثنا الحسن بن حماد الوراق، ثنا قيس بن الربيع، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأخرجه ابن عدي في (الكامل) 6: 42، وأبو نعيم في (الحلية) 4: 302، والبغوي في تفسيره (معالم التنزيل) 7: 389 من طريق قيس، به، بنحوه.
وعزاه في (الدر المنثور) 13: 703 إلى ابن مردويه.
الحكم على الإسناد:
ضعيف، لحال قيس بن الربيع، وهو الأسدي، أبو محمد الكوفي. (د ت ق)
وثقه الثوري، وشعبة، وأبو الوليد الطيالسي.
وقال ابن عدي: عامة رواياته مستقيمة .. والقول فيه ما قاله شعبة، وأنه لا بأس به.
ولينه أحمد، وقال: روى أحاديث منكرة. وضعفه ابن المديني جدا.
وقال يحيى بن معين: ضعيف، لا يكتب حديثه، كان يحدث بالحديث عن عبيدة، وهو عنده عن منصور. وقال -في رواية-: ليس بشيء.
وقال عمرو بن علي: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن قيس بن الربيع، وكان عبدالرحمن حدثنا عنه قبل ذلك، ثم تركه. وقال أبو زرعة: فيه لين.
وقال أبو حاتم: عهدي به ولا ينشط الناس في الرواية عنه، وأما الآن فأراه أحلى، ومحله الصدق، وليس بقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو أحب إلي من محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ولا يحتج بحديثهما.
وقال النسائي: ليس بثقة. وقال في موضع آخر: متروك الحديث.
وقال يعقوب بن شيبة السدوسي: قيس بن الربيع عند جميع أصحابنا؛ صدوق، وكتابه صالح، وهو رديء الحفظ جدا، مضطربه، كثير الخطأ، ضعيف في روايته.
ووجه ابن حبان هذا الاختلاف فيه، فقال: "اختلف فيه أئمتنا؛ فأما شعبة فحسن القول فيه وحث عليه، وضعفه وكيع، وأما ابن المبارك ففجع القول فيه، وتركه يحيى القطان
…
-إلى أن قال:- قد سبرت أخبار قيس بن الربيع من رواية القدماء والمتأخرين وتتبعتها، فرأيته صدوقا مأمونا حيث كان شابا، فلما كبر ساء حفظه، وامتحن بابن سوء، فكان يدخل عليه الحديث فيجيب فيه، ثقة منه بابنه، فلما غلب المناكير على صحيح حديثه ولم يتميز استحق مجانبته عند الاحتجاج، فكل من مدحه من أئمتنا وحث عليه، كان ذلك منهم لما نظروا إلى الأشياء المستقيمة التي حدث بها عن سماعه، وكل من وهاه منهم فكان ذلك لما علموا مما في حديثه من المناكير التي أدخل عليه ابنه وغيره.
قال عفان: كنت أسمع الناس يذكرون قيسا فلم أدر ما علته، فلما قدمنا الكوفة أتيناه فجلسنا إليه، فجعل ابنه يلقنه، ويقول له: حصين، فيقول: حصين، فيقول رجل آخر: ومغيرة، فيقول: ومغيرة، فيقول آخر: والشيباني، فيقول: والشيباني.
أخبرنا مكحول، قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سألت ابن نمير، عن قيس بن الربيع، فقال: إن الناس قد اختلفوا في أمره، وكان له ابن، فكان هو آفته، نظر أصحاب الحديث في كتبه، فأنكروا حديثه، وظنوا أن ابنه غيرها".
وقال الذهبي -في السير-: أحد أوعية العلم على ضعف فيه من قبل حفظه.
وفي التقريب: صدوق، تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. مات سنة 167 هـ.
ينظر: كتاب الضعفاء للنسائي ص 228، الجرح والتعديل 7: 196، المجروحين 2: 218، الكامل 6: 39، تهذيب الكمال 24: 25، السير 8: 41، الكاشف 2: 139، التقريب ص 457.
وهو شاذ الإسناد، لأن قيسا قد خالف فيه جبلين من جبال الحفظ والضبط؛ سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج.
فقد رواه سفيان الثوري، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، موقوفا عليه.
أخرجه الثوري في تفسيره ص 283، ومن طريقه: عبد الرزاق في تفسيره 2: 247، والنحاس في (الناسخ والمنسوخ) ص 690، والحاكم 2:468.
ورواه شعبة أيضا، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، موقوفا عليه.
أخرجه هناد في (الزهد) 1: 136 رقم (179)، والطبري في تفسيره 21: 579، والطحاوي في (مشكل الآثار) 3: 105، والبيهقي 10: 268، كلهم من طريق شعبة، به.
وهذا الوجه الموقوف؛ عزاه السيوطي في (الدر المنثور) 13: 702 إلى: سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
فالحديث ضعيف شاذ مرفوعا، والصحيح فيه الوقف.
وهو إخبار عما يقع في الآخرة، فمثله لا يقال من قبيل الرأي، فله حكم الرفع، والله أعلم.
وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) 7: 114: "رواه البزار، وفيه: قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وفيه ضعف".