الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة المزمل
قال تعالى: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} . [المزمل: 17]
(274)
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قرأ: {يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} قال: (ذلك يوم القيامة وذلك يوم يقول الله جل ذكره لآدم: قم، فابعث من ذريتك بعثا إلى النار، فقال: من كم يا رب؟ قال: من ألف تسع مائة وتسعة وتسعين، وينجو واحد، فاشتد ذلك على المسلمين)، وعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أبصر ذلك في وجوههم:(إن بنى آدم كثير، وإن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وإنه لا يموت منهم رجل حتى يرثه لصلبه ألف رجل، وفيهم وفى أشباههم جنة لكم).
تخريجه:
أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) 11: 366 رقم (12034)، وفي (مسند الشاميين) 3: 325 رقم (2409)، قال: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنا نافع بن يزيد، حدثنا عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس .. فذكره.
وعزاه في (الدر المنثور) 15: 56 إلى ابن مردويه.
الحكم على الإسناد:
ضعيف، لحال عثمان بن عطاء الخراساني. وهو ضعيف، مات سنة 155 هـ.
ينظر: تهذيب الكمال 19: 441، التقريب ص 385.
وأبوه: عطاء بن أبى مسلم الخراساني، أبو أيوب -وقيل غير ذلك في كنيته- البلخي، نزيل الشام. (ع).
وثقه ابن معين، وابن سعد، والدارقطني، ويعقوب بن شيبة.
وقال أبو حاتم: لا بأس به، صدوق، يحتج به.
وقال الترمذي: رجل ثقة، روى عنه الثقات من الأئمة مثل مالك ومعمر وغيرهما، ولم أسمع أن أحدا من المتقدمين تكلم فيه بشيء. وقال النسائي: ليس به بأس.
وذكره البخاري في (الضعفاء الصغير)، والعقيلي في (الضعفاء الكبير).
وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله، غير أنه رديء الحفظ كثير الوهم، يخطىء ولا يعلم، فحمل عنه، فلما كثر ذلك في روايته؛ بطل الاحتجاج به.
وأورد قول ابن حبان هذا؛ الذهبيُ في (الميزان) والسير، وقال: فيه نظر.
وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق، وقال: صدوق، ضعيف، وأكثرهم وثقه.
وفي التقريب: صدوق يهم كثيرا، ويرسل ويدلس. مات سنة 135 هـ.
والذي يظهر أن الرجل صدوق على أقل الأحوال، وقد تتابع أئمة كثيرون على توثيقه، وخرَّج له مسلم في صحيحه، وكذا البخاري على خلاف في ذلك، وأما ذكر العقيلي له في كتابه؛ فذلك لخطئه في حديث الذي واقع على امرأته في رمضان، ولم يذكر له غيره.
وأما ابن حبان فهو متشدد في الجرح، وقد تعقبه الذهبي على عبارته، كما سبق.
وأما البخاري؛ فقد ذكر في كتابه في الضعفاء ص 53: سعيد بن أبي عروبة، وهو ثقة حافظ، أخرج حديثه الجماعة، فهل يطرح الرجل لمجرد ذكره في كتاب الضعفاء؟!.
ولما ذكر عطاء الخراساني هذا؛ لم يعبه بكلمة، وإنما ساق له حديث الذي واقع امرأته في رمضان.
ينظر: طبقات ابن سعد 7: 369، الضعفاء الصغيىر للبخاري ص 93، علل الترمذي الكبير ص 273، الضعفاء الكبير للعقيلي 3: 405، الجرح والتعديل 334:6، المجروحين 2: 131، تهذيب الكمال 20: 106، (ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق) ص 135، الميزان 3: 73، سير أعلام النبلاء 6: 140، الكاشف 2: 23، التقريب ص 392.
والحديث أورده ابن كثير في تفسيره 8: 257 وقال: "هذا حديث غريب".
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 70:7 وقال: "رواه الطبراني، وفيه: عثمان بن عطاء الخراساني، وهو متروك، وضعفه الجمهور، واستحسن أبو حاتم حديثه".
ثم أعاده 7: 130، وقال:"رواه الطبراني، وفيه: عثمان بن عطاء الخراساني، وهو ضعيف".
وأما أصل الحديث في دعاء الله تعالى آدم عليه السلام، وأمره أن يخرج بعث النار؛ فهو ثابت في الصحيحين.
أخرجه البخاري (3348) في أحاديث الأنبياء: باب قصة يأجوج ومأجوج، و (4741) في التفسير: باب (وترى الناس سكارى)، و (6530) في الرقاق: باب قوله تعالى: (إن زلزلة الساعة شيء عظيم)، ومسلم (222) في الإيمان: باب قوله: يقول الله لآدم: أخرج بعث النار، من حديث الأعمش، عن أبى صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال:(أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة) فكبرنا، فقال:(أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة)، فكبرنا، فقال:(أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة) فكبرنا، فقال:(ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود).
*****